العدد 4466 - الجمعة 28 نوفمبر 2014م الموافق 05 صفر 1436هـ

فيلم «لصوص»: مكرر ولا يقل متعةً عن «أوشن 11»

ثاني عروض مهرجان السفارة الكورية الخميس المقبل

الوسط - منصورة عبدالأمير 

28 نوفمبر 2014

لن يكون من الإنصاف اتهام الفيلم الكوري «لصوص» Thieves باستعارة أو تقليد أي ثيمات أو أفكار لأفلام أميركية شهيرة شاهدناها واستمتعنا بها وأحببناها كثيراً. إن صح القول، فإن هذا الفيلم الذي يعرض مساء الخميس المقبل (4 ديسمبر/ كانون الأول 2014) بمتحف البحرين، يقدم كثيراً من الأفكار التي سبق وأن شاهدناها مسبقاً. ولمزيد من الوضوح فهذا فيلم حركة أكشن كوميدي، فيلم سرقات Heist movie . سيذكرنا كثيراً بفيلمي Ocean’s 11 وOcean’s 12 وقليلاً بفيلم Entrapment وربما The Tourist وقليلاً جداً بأفلام مثل Spiderman وCat woman.

لن يبدو هذا القول منصفاً لفيلم يمتع مشاهديه طوال أكثر من ساعتين بخطة منظمة، ذكية، وخفيفة الدم، يتعاون لصوص كوريون وصينيون على وضعها وتنفيذها لسرقة ماسة ضخمة من أحد الكازينوهات في منطقة ماكاو الصينية.

نعم يستعير الفيلم كثيرا أو قليلا من أفكار الأفلام المذكورة أعلاه، إذ سنشاهد فيه عصابة أوشن تتشكل أو يعاد تشكيلها، بمهارات لكل منهم تشبه مهارات أفراد عصابة أوشن. ربما هناك فرق بسيط في مدى سوء الرأس المدبر هنا وهو ماكاو بارك، الذي يبدو أقل إخلاصا لعصابته من أوشن.

سنشاهد أيضا سبايدر مان وكات ووامن يتنقلان عبر المباني بخيوط مطاطية في حركات تبدو أكثر رشاقة من حركات المذكورين. تقنيات صناعة الخدع تطورت على أية حال.

سنشاهد أيضا كاثرين زيتا جونز وهي تقفز برشاقة لتنتزع الماسة الشهيرة في Entrapment وسوف نشاهد انجلينا جولي وعلاقتها «الغريبة» مع السائح، سنعيش ذات الاحتيال الذي احتالته انجلينا في فيلم The Tourist على الجميع، والاحتيال الذي تلقته هي نفسها، والاحتيال ذاته الذي لعبه كاتب القصة ومخرجها علينا.

في هذا الفيلم سرقة منظمة، كازينو، مجوهرات، تحف فنية نادرة، عصابة تتشكل من جديد، نساء جميلات وجريئات. هي ثيمات شاهدناها على أية حال. لكننا رغم ذلك، لن نجد هذا الفيلم معاداً ومكرراً. خلطة، أو حتى لو أطلقنا عليها تجميع الثيمات، في هذا الفيلم مضبوطة وصحيحة تماماً. يعلم كاتبه كيف يقدم وجبة خفيفة وذكية في وقت واحد لمحبي هذا النوع من الأفلام.

الجميل في هذا الفيلم الكوري، الذي أنتج العام 2012، أنه يدور في أكثر من دولة، إنها سرقات دولية تدور بين كوريا والصين، مقاطعة ماكاو الصينية على وجه التحديد. في الفيلم الكوري، على أية حال، لا ينجح كل أفراد العصابة في مساعيهم ولا يتمكنون من الفرار، بعضهم يلقى القبض عليه، وآخرون يفقدون حياتهم ثمناً، على عكس الأفلام الأميركية من هذا النوع التي لا يخسر أبطالها شيئاً، وحتى الأفلام التي ذكرناها التي خرج ابطالها دون أن يصيبهم خدش واحد. هذه علامة تفوق إذن للفيلم الكوري، فهو سيضحكنا مع أبطاله، سيوتر أعصابنا في مشاهد مطارداته المميزة، سنتعاطف في بعض المشاهد وبسبب بعض التفاصيل الصغيرة مع بعض أفراد العصابتين، وستصيبنا بعض المشاهد بالصدمة، أذكر منها مشهد الاصطدام الذي يودي بحياة اثنين من افراد العصابة، مشهد منفذ بحرفية عالية.

يبدأ فيلم «لصوص» بسرقة في كوريا لتحفة فنية نادرة، تخططها عصابة كورية، تتقمص فيها اثتنان من أفراد العصابة، دور فتاة ثرية ووالدتها المتشددة. تتودد لرجل ثري بهدف سرقة التحفة الفنية، بطريقة ظريفة تتمكن مع «والدتها» من تهيئة الأجواء المناسبة لباقي أفراد العصابة لإتمام عملية السرقة.

كاميرا المراقبة التي تلتقط وجه أحد أفراد العصابة تجبرهم على نقل نشاطاتهم إلى هونغ كونغ والتعاون مع عصابة صينية لسرقة ماسة نادرة من أحد الكازينوهات في منطقة ماكاو الصينية الواقعة إلى جنوب هونغ كونغ. هناك يتم تنفيذ خطة محكمة يتعاون جميع أفراد العصابتين على تنفيذها، لكنها تحوي تفاصيل ومفارقات بعضها كوميدي مضحك وآخر محزن وصادم. الاحتيال على أية حال والخداع سيكونان سيدي الموقف طوال أحداث الفيلم. يحتال الجميع على بعضهم، بدءاً من أفراد العصابة الواحدة، للعصابتين، لرئيسي كل عصابة، وصولاً للشرطة، وانتهاء باحتيال المخرج والكاتب على المشاهدين.

المهم في الفيلم أن أفراد العصابة ينجحون في سرقة الماسة، بطريقة مبالغ فيها، لكنها مقبولة لخفة ظلها وخفة روح ممثلي الفيلم وكذلك خفة حركتهم. لكن ما الذي يفقده هؤلاء في مقابل الحصول على الماسة الثمينة، وهل يفوزون بأي شكل.

وكما لم يكن من الإنصاف ان اتهم الفيلم بالتكرار، وهو فيلم جميل وممتع وذكي، فليس من باب الإنصاف أيضا أن أخوض في تفاصيله وهي أساس متعة مشاهدته التي يمكنكم أن تحظوا بها بحضوركم عرض الفيلم الذي سيتم في الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس المقبل (4 ديسمبر 2014) في قاعة متحف البحرين الوطني.

يشار إلى أن الفيلم حقق أرباحاً جعلته يتصدر قائمة أكثر الأفلام الكورية تحقيقا للإيرادات. والفيلم هو الثاني من بين ثلاثة أفلام تعرضها السفارة الكورية كجزء من مهرجان للأفلام الكورية تنظمه السفارة بالتعاون مع وزارة الثقافة البحرينية. وكانت السفارة الكورية قد نظمت عرضا للفيلم الكوري «حفلة تنكرية» Masquerade مساء الخميس الماضي، وخصصت «الوسط» له صفحة في هذا الملحق.

العدد 4466 - الجمعة 28 نوفمبر 2014م الموافق 05 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً