قرار الاتحاد البحريني لكرة القدم بتشكيل لجنة لتقييم مشاركة منتخبنا الوطني في كأس الخليج الأخيرة التي اختتمت في الرياض مساء الأربعاء الماضي بتوجيهات من رئيس الاتحاد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، لا أعتقد أنه سيأتي بالشيء الجديد لكرة القدم البحرينية ولمنتخبنا الوطني تحديداً لأنه على الأرجح سيتحدث عن جزئية معينة وسيناقش مشاركة سلبية واحدة كجزء من كل، ولن يُناقش ماتعانيه كرة القدم البحرينية بوجه عام وهو الذي أوصل منتخباتنا في النهاية إلى ماهي عليه الآن، فمشكلتنا الأساسية ليست مشكلة مدرب أو لاعب أو إداري، وهي أمور لايجب إغفالها، ولكن مشكلتنا هي واقع كرة قدم متراجع وإذا ماقارناه بالدول الشقيقة فهو أقرب للمتهالك، مع عدم إغفال وجود (بعض) من يعملون بجد وإخلاص وتفان سواءً الاتحاد البحريني لكرة القدم والأندية، ويقدمون المصلحة العامة على الخاصة، لكنهم في النهاية يصطدمون بواقع مرير يتمثل في عدم وجود الدعم الكافي سواءً من الدولة أو من ناحية الاستثمار الرياضي الذي تقدمت به كل الدول القريبة تقريباً علينا فيه، وأيضاً من جديد لانغفل أن الدعم والميزانيات الحالية أفضل من السابق ولكن هي في النهاية لاتصل للمستوى المطلوب، فالدعم لو كان موجوداً لوصلنا لدوري المحترفين، والملاعب لو كانت موجودة أيضاً لوصلنا لدوري المحترفين ولن نلعب في ملاعب أشبه بالمكشوفة في دوري الدرجة الثانية مثلما حصل أمس، والتي تضررت مرافقها البسيطة بفعل الأمطار ولذلك لم تجد الجماهير القليلة الحاضرة مقاعد نظيفة للجلوس عليها، ناهيك عن عدم وجود مقاعد وأماكن مخصصة للإعلاميين ويختلطون مع الجماهير، بينما في الوقت نفسه شاهدت أمس جزءاً من مباراة الاتفاق والدرعية بدوري الدرجة الأولى السعودي وأقيم على ملعب إحدى الجامعات في الرياض وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأقل مايُقال عنه انه ملعب متميز!.

هذا هو الجزء الأكبر من مشاكلنا الكروية في البحرين، فمشكلتنا ليست في منتخب أخفق أو فشل في تقديم مستوى متميز في بطولة نحلم بتحقيقها منذ 44 عاماً، وهذه اللجنة ستخرج بتوصيات وسترفعها للاتحاد وستتم مناقشة جزئيات معينة، بينما الأمور الكبيرة لايمكن الحديث عنها، وستذهب أوراق هذه اللجنة أدراج الرياح مثلما ذهبت غيرها، والدول الأخرى تتطور بسرعة (الفراري) ونحن نسير بسرعة (السلحفاة)!