قررت محكمة الاستئناف العليا حجز قضية متهمين بواقعة قتل على ساحل المالكية لجلسة 23 ديسمبر/ كانون الأول 2014.
وكانت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة قد قضت وبإجماع الآراء على قاتل شاب المالكية بالإعدام، عن تهم القتل وحيازة السلاح وذخائره، وبمعاقبته أيضاً بالسجن لمدة 5 سنوات والغرامة بمبلغ 500 دينار عن تهمة استيراد السلاح المذكور، وبسجن المتهمين الثاني والثالث لمدة 5 سنوات وتغريمهما 500 دينار لإحرازهما السلاح المذكور نفسه، فيما برأتهما من الاعتداء على المجني عليه القتيل، أما عن المتهمين الرابع والخامس فقضت بحبسهما لمدة سنة واحدة لاعتدائهما على سلامة جسم المجني عليه، وأمرت بمصادرة السلاح المضبوط.
وبدأت الواقعة، بحسب اعترافات المتهم الأول، عند قيامه بالبحث عن صداقة مع فتاة من خلال برنامج «tango» للمحادثات، والذي يظهر أقرب المشتركين فيه لمساحة كيلومترين، وحين ظهرت له صورة فتاة تحمل اسم «love 80» قام بالتواصل معها وحصل على استجابة منها، واستمر الحال بينهما لفترة وحتى يوم الواقعة، عندما كشفت «love 80» عن شخصيتها للمتهم، حيث تبين أنه شاب، وبدأ يوجّه السباب للمتهم وقال له: «لو أن لك أختاً لما فعلت ذلك، ولو عندك بعض الرجولة قابلني عند ساحل المالكية».
وأثناء ذلك كان المتهم يجلس مع أصدقائه بقية المتهمين، والذين كانوا على متابعة لقصة الفتاة، وعندما علموا أنهم خدعوا، قرّروا الذهاب للموعد والانتقام من الشخص وإزهاق روحه، وحال وصولهم لمكان تواجد المجني عليه في ساحل المالكية، قام الرابع والخامس بضربه بالحجارة والحصى، وأحدثا به إصابات بالرأس، وحال تواجد المتهم الأول طرأت في نفسه فكرة وسيطرت على وجدانه، وما وسوس به الشيطان في التخلص من المجني عليه بإزهاق روحه، فانتهز فرصة الاعتداء عليه من قبل المتهمين، وأخرج من طيات ملابسه سلاحاً نارياً كان يحمله، وصوبه نحو المجني عليه، وأطلق منه عيارين ناريين فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية التي أودت بحياته قاصداً من ذلك قتله، واعترف المتهمون أن الأول قتل المجني عليه والرابع والخامس اعتديا على سلامته والثاني والثالث أخفيا السلاح الناري المستخدم، وقد توصلت التحريات لمرتكبي الواقعة.
وشهد أحد الشهود بأنه عندما كان برفقة زوجته متوجهين لساحل المالكية، وبالقرب من ملعب كرة القدم شاهدا مشاجرة بين مجموعة من الأشخاص فنزل من سيارته وتوجّه إليهم فشاهد المجني عليه ملقى على ظهره والدم يخرج من رأسه، وأبصر أشخاصاً (المتهمين) يحملون حجارة لضرب المجني عليه، فقام بإبعادهم، كما حضر متهم بحوزته مفك إطارات «ويل بانه»، وحاول ضرب المجني عليه إلا أن المتواجدين من الناس قاموا بمنعه ثم لاذ المتهمون بالفرار، وذكر شاهد ثانٍ مضمون ما شهد به سابقه، لكنه أضاف أنه تنامى إلى سمعه صوت مفرقعات، وأنه هو من تولى نقل المجني عليه للمستشفى، حيث كان في حالة إعياء شديد، لكن بعد وصوله للمستشفى أبلغه الأطباء أن المجني عليه قد فارق الحياة.
وكان رئيس نيابة محافظة الشمالية حسين البوعلي، قد صرح بتلقي النيابة العامة إخطاراً من مديرية أمن الشمالية عن وصول مصاب بطلقات نارية في البطن والفخذ، فجر يوم (19 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، ووفاته بعد وصوله نظراً إلى سوء حالته الإصابية، وعدم جدوى العلاج ومحاولات إنعاشه، فتولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، حيث تم إجراء المعاينة اللازمة لجثة المتوفى في حضور الطبيب الشرعي، الذي قرّر مبدئياً أن الوفاة نتيجة الإصابة بطلقين ناريين بالبطن والفخذ من سلاح ناري، كما تم عمل معاينة لمكان الواقعة على ساحل المالكية، وطلب تحريات الشرطة بشأن الواقعة، والتي أسفرت عن أن خمسة متهمين هم وراء الواقعة، فأمرت النيابة بالقبض عليهم وضبط السلاح المستخدم في الحادث.
وأسندت النيابة العامة للمتهم الأول تهمة القتل العمد للمجني عليه مع سبق الإصرار بأن عقد العزم وبيّت النية على قتله، كما وجّهت له تهمة استيراد سلاح ناري من دون ترخيص.
العدد 4466 - الجمعة 28 نوفمبر 2014م الموافق 05 صفر 1436هـ