خروج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من خليجي22 مطأطئا رأسه بنتائج وأداء هزيل ما هو إلا مؤشر حقيقي على مستوى لعبة كرة القدم في البحرين، الدعم الذي يقدم للعبة الشعبية الأولى في العالم بلا شك أنه أفضل من السنوات السابقة، ولكن هل ما يقدم اليوم يتماشى مع التطور الحاصل في هذه اللعبة في الدولة المحيطة أولا ثم دول القارة الصفراء الكبيرة ثانيا؟! (بالنسبة لي لا).

قرار إقالة المدرب العراقي عدنان حمد بعد الخسارة بالثلاثة أمام السعودية محل خلاف ما بين مؤيد ومعارض، المعارض يلوم مجلس إدارة اتحاد القدم بينما المؤيد يشجع ويؤيد ويشيد بالقرار ويصفه بـ (الشجاع والجريء)، لكن المشكلة ليست عدنان حمد وليس لاعبو المنتخب الوطني أنفسهم، بل هي تكمن في منظومة كرة القدم ككل.

الدوري الضعيف يولد منتخبا ضعيفا والدوري القوي يولد منتخبا قويا، هذه هي المعادلة المنطقية التي لا يختلف عليها أحد، وهي القاعدة الرئيسية التي يبنى عليها أي عملية تقييم وتقويم لأي لعبة ورياضة، ويبقى أنه لكل قاعدة شواذ ولكن أي شواذ يكون وقتيا تماما كالجيل الذي نجح في استقطاب أنظار الجميع إليه وجعل من البحرين على أعتاب المونديال لمرتين وأبواب نهائي آسيا.

في الوقت الذي تقلصت مشكلة الألعاب الجماعية في الصالات بعد أن أصحبت لكل لعبة (اليد، الطائرة، والسلة) صالة خاصة بينما كانت صالة الجفير سابقا تحتضن كل الألعاب إلى جانب وجود صالة على مستوى عال هي صالة مدينة خليفة الرياضية فإن لعبة كرة القدم لاتزال تعاني على مستوى المسابقات بالنسبة للاتحاد وكذلك بالنسبة للأندية.

الظروف المالية السيئة للأندية تجبرها على التعاقد غالبا مع مدربين ليسو أكفاء لتطوير وصقل اللاعب وهو في القاعدة، كما أن الأندية لا تملك القدرة المالية الكافية على تشجيع ودعم اللاعبين عدا بعضا أو أندية تعد على أصابع اليد -إن صح التعبير-، لذلك الدوري ضعيف وكفاءة اللاعب البحريني متواضعة بدليل أنه ليس مطلوبا حتى في الأندية الخليجية المتواضعة.

تغيير هذا الواقع ليس بيد اتحاد الكرة أو اللجنة الأولمبية البحرينية بل هو بحاجة لقرار على أعلى مستوى، هناك من سيقول «أيهم أولى، حل المشكلة الإسكانية والمعيشية أو حل المشكلة الرياضية؟»، هناك أولويات معيشية لا خلاف فيها ولكن الحلول ليس بالضرورة أن تكون من ميزانية الدولة، لابد من خطة لإشراك القطاع الخاص ولابد من توجيه لتقديم تسهيلات للرياضة من خلال المؤسسات الحكومية كتوظيف وتفريغ على سبيل المثال، وما ينطبق على كرة القدم في هذا الجانب ينطبق على بقية الألعاب.