تمثل دوائر وأقسام الطوارىء في المستشفيات والمراكز الصحية شريان الحياة النابض في تقديم الرعاية والعلاج والتشخيص لخليط كبير من الأعراض والإصابات والاعتلالات المرضية المستعجلة والعاجلة، وغير ذلك من الأمراض البسيطة الشائعة.
لقد وضعت التوسعة الأخيرة لمنطقة التصنيف والاستقبال لدائرة الحوادث والطوارىء التي افتتحها وزير الصحة صادق الشهابى الثلثاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، علامة بارزة على أهمية وحيوية ممارسات طب الطوارىء وتخصصاته الفرعية الدقيقة، حيث تمثل عملية وأدوات تصنيف المرضى من بروتوكولات ونماذج متعددة لتقديم الرعاية الطارئة، المحطة الأولى والفارقة في تقديم رعاية طبية نموذجية تنال رضا المريض وذويه، لذا كان من المنطقية بمكان البدء في عملية التطوير والتحسين أن تنطلق الجهود من المربع الأول، وهي مرحلة التصنيف والتقييم الطبي المبدئي لاستخلاص الحالات المستعجلة والعاجلة، في وقتها قدر الإمكان، وتعيين تذكرة الرعاية أو ما يمكن لنا هنا نسميه الـ «بوردينغ باس» ليسلك بعدها المريض وسائل العلاج التي تتفق وحالته تمهيداً لتقديم الرعاية الموائمة، وذلك الفرز والتصنيف المبدئي ما يضع إطاره وآلية تنفيذه ما نطلق عليه نحن الأطباء والكوادر التمريضية بـ «بروتوكول أو نظام تصنيف المرضى».
إن توجهات صانعي القرار الصحي وبينهم الوزير تأخذ بالممارسة العامة في طب الطوارىء بعداً متقدماً وتضع هذا التخصص الحيوي تحت الأضواء محلياً واقليمياً وعالمياً الذي سوف يصب بلا شك في طريق التمهيد للوصول إلى هدف وغاية إبراز الوجود والهوية الفاعلة لطب الطوارىء على منصة صنع القرار عندما تتبنى كيان التطوير والتميز في ممارسة هذا التخصص كوادر إدارية تنفيذية ورموز القرار الصحي على الأصعدة كافة، وهي ما أطلق عليه هنا باللغة الإنجليزية «الأدفوكسي» وهو مبدأ فاعل في تحديد نظرتنا المستقبلية لتخصص طب الطوارىء.
أقولها ونقولها جميعاً مبروك هذه البادرة والرمزية الكبيرة في إبراز تخصصنا جميعاً ولنتخذها منطلقاً ومفصلًا هاماً للبناء وإشاعة وتسويق طب الطوارىء بين الكوادر الطبية والتمريضية والإسعافية وغيرها ذات العلاقة ممن لايزالون ينهلون من مصادر العلم والمعرفة في الكليات الطبية والمعاهد الصحية.
إن الاهتمام في تطوير رأس المال البشري للكوادر الطبية والتمريضية والفنية القائمة والمستقبلية في مجال طب الطوارىء يمثل العامل والعصب الأساسي في تقديم رعاية طبية على أرقى مستوى من الجودة والكفاءة والحرفية، وليس لنا هنا أن ننسى أو نتناسى ما خصت به الكوادر تلك من اهتمام ورعاية من أجهزتنا الحكومية القائمة على الصحة، إنما نشير هنا إلى ما تفرضه التحديات المهنية إقليمياً وعالمياً من ضغوط كبيرة للارتقاء بمؤشرات الأداء والتنافسية في تقديم الرعاية الطبية العاجلة من جهة، ومن منطلق أهم ضرورة واستحقاق مرضانا لرعاية صحية آمنة وذات كفاءة عالية تحقق الزخم الأعظم من أهداف التمية والتقدم. تحتاج تلك الكوادر إلى إعداد مسبق وتدريب تقوده بيوت الخبرة في الممارسة الطبية المستعجلة على نحو أوسع، وتحتاج الى هيكل وكادر وظيفي يساير التقدم البارز عالمياً ويتيح المجال إلى إبراز طاقات الإبداع في الممارسة والأداء الكامنة لدى ما تضمه مواردنا البشرية العاملة والقائمة حالياً على تشغيل أقسام ودوائر الطوارىء العامة والخاصة.
إننا على يقين أن كل تلك الهواجس والتطلعات المهنية قائمة على أجندة صانعي القرار والسياسات الصحية لدينا، وأنها سوف تترجم ضمن خطة زمنية يحكمها الموارد وأهداف التنية البشرية عموما ومؤشرات وأهداف الاستراتيجية الصحية للبحرين الغالية، ودعني أشير وأختم هنا الى مبدأ أتبناه وأسير عليه مهنياً وشخصياً، المريض أولا وطب الطوارىء أولًا فهو النافذة وشبكة الأمان للرعاية والعلاج في أي نظام تقديم خدمة الرعاية والعلاج.
إقرأ أيضا لـ "محمد حسين أمان"العدد 4465 - الخميس 27 نوفمبر 2014م الموافق 04 صفر 1436هـ
صل على النبي يا محمد
يا محمد تعرف جيدا أن ما تم حرقه من أموال لا يتناسب مع الديكورات التي يسمونها توسعة .. الطواريء خدمته سيئة وسمعته كذلك لأسباب أكبر من أن تمحو أثرها ديكورات يفتتحها وزير ويصفق لها من حوله.. الله يعين على عقليات ماسكة الوزارة فقط كمكافئات لعوائل وجماعات والكفاءات في غيابات الجب