تسجل دورة كأس الخليج نجاحا منقطع النظير في كل نسخة، تحدّ واضح تشهده دول مجلس التعاون الخليجي عندما تستضيف الدورة الخليجية العريقة التي يوازيها بعض المسئولين بكأس العالم لكن على الطريقة الخليجية.
«خليجي 22» التي أسدل الستار عليها يوم أمس (الأربعاء) في العاصمة السعودية (الرياض)، أفرزت عمق التلاحم الخليجي على رغم التصريحات «النارية» التي شهدتها وخصوصاً بين الكويت والإمارات، وعلى رغم «لهواش» الذي صاحبهم إلا أن الابتسامة كانت حاضرة عندما يلتقي الطرفان في إحدى الاجتماعات أو الاحتفالات وهو دليل قاطع على أن التصريحات لم ولن «تخرب» العلاقات الوطيدة بين الجميع.
ما يميز الدورة في كل نسخة، الكم الإعلامي الذي يسعى لإبرازها بصورة تليق بسمعتها بعد مرور 44 عاماً من الانطلاق، ومازال النجاح يتواصل ولن ينقطع مادام تفكير الدول في الكرة المستديرة والابتعاد عن الجوانب السياسية التي عادت إلى مجراها السليم في الفترة الماضية.
النسخة الحالية غاب عنها الجانب الفني بشكل واضح، إذ لم يبرز نجوم واعدون على غرار الدورات السابقة التي شهدت بروز العديد من الأسماء لسماء الكرة الخليجية، والنقطة الأخرى أن الدورة الحالية عكر صفوها الجانب التحكيمي وخصوصاً من الطواقم الأجانب الذين لم يخرجوا المباريات بصورة مميزة، ولم يقتصر الأمر على لقاء واحد إنما عدة لقاءات جعلت بعض الدول تتذمر من الأداء التحكيمي.
في هذا الجانب، شخصياً لا أحبذ الاستعانة بطواقم أجنبية لإدارة مباريات في الدورة، إذ تمتلك الدول الخليجية الكثير من الحكام الواعدين القادرين على إدارة المباريات، وهنا لابد من الإشارة إلى أن اللجنة المنظمة وتحديداً لجنة الحكام تتحمل المسئولية الكاملة لأنها لم تحدد الأسماء بنفسها بل جعلت الدول الخليجية هي من تختار الطواقم.
الجانب الآخر الذي أود طرحه، أن بعض المسئولين مازالوا يخرجون في وسائل الإعلام بتصريحات «غريبة» يأتي في مقدمتها أن اتحادهم يأخذ من الدورة محطة إعدادية للاستحقاقات المقبلة، ومن هذه الدورة محطة إعدادية لكأس آسيا المقبلة التي ستقام في استراليا يناير/ كانون الثاني 2015، ولكن الغريب لو كان مثلما يقولون إنها محطة إعدادية فلماذا يتم إعفاء الأجهزة الفنية في حال الإخفاق (...).
الدورة ليست محطة إعدادية، لأنها تشهد منافسة قوية من الدول الخليجية والجميع يسعى لإحراز اللقب، فيجب أن يكون الإعداد بشكل مثالي للمشاركة فيها حتى تزداد المنافسة والتطور في الجانب الفني.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ