قدم معهد البحرين للتنمية السياسية محاضرة للخبير السياسي خالد فياض في الجامعة التطبيقية يوم الخميس الماضي، بعنوان: «الشباب والمشاركة»، تناول فيها سبل تعزيز مفهوم المشاركة الانتخابية لدى الناخب الجامعي، ودور الشباب في العملية الديمقراطية، وتشكيل المجالس المنتخبة، والتحديات التي يواجهها الشباب في العملية الانتخابية، وكيفية التغلب عليها، وسبل تفعيل المشاركة الانتخابية لدى الشباب.
يأتي ذلك ضمن برنامج «الناخب الجامعي»، وذلك في ضوء فعاليات البرنامج التوعوي للانتخابات، ونظراً إلى ما تمثله شريحة الشباب من دور مهم في رسم الخريطة الانتخابية.
وتركزت المحاضرة على التعريف بمفهوم المشاركة الانتخابية للشباب وأهميتها، وسبل تفعيل المشاركة الايجابية لدى الشباب عموماً والناخب الجامعي خصوصاً.
وخلال المحاضرة، أكد خالد فياض أن الارتقاء بالشباب هو ارتقاء بروح الأمة، وإشعال لطاقة التقدم بها، ولذلك حرص معهد البحرين للتنمية السياسية من خلال محاضرته تلك على تفعيل الشباب ودورهم في الحياة السياسية، لافتا إلى أن مرحلة الشباب هي مرحلة الإحساس بالمسئولية، والرغبة في مجتمع أكثر مثالية مع السعي المستمر إلى التغيير.
وأشار إلى أن مملكة البحرين دولة فتية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث وبحسب آخر إحصاءات صادرة عن الجهاز المركزي للمعلومات في مملكة البحرين والصادر العام 2007 فان نسبة الشباب البحريني ذكورا وأناثا تشكل حوالي 36 في المئة من إجمالي المواطنين، من المرحلة العمرية من 15 إلى 34 عاماً.
ورأى فياض ضرورة العمل على إيجاد جيل قادر على تحمل المسئولية، موضحا أن الشباب إذا لم يحاطوا بالرعاية الكاملة والتنشئة السياسية السليمة من الممكن أن يتحولوا إلى براميل بارود قابلة للاشتعال في أية لحظة، لكن في حالة استثمارهم الاستثمار الأمثل، فان ذلك يساهم في خلق مجتمع صلب قادر علي تحمل أقسى الصعاب وأشدها.
وأكد أن ترك فئة الشباب في معترك الحياة بمستوياتها كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من دون تسليحهم بقيم الحرية والمساواة والإخاء والعدالة هو أمر من الصعب تخيله في مجتمع ينشد لنفسه الرفعة والتقدم، وبالتالي فإن هذه القيم تتيح لهم (الشباب) دوراً أكبر داخل مجتمعاتهم، ما يؤهلهم للارتقاء به والنهوض بباقي فئاته الأخرى.
وشدد فياض على أن المشاركة تعتبر من القيم شديدة الالتصاق بقيمة الديمقراطية، بل هي عمادها وجوهرها، ومن شأن تشجيع الشباب على ممارسة هذه القيمة إثراء للتنشئة الديمقراطية داخلهم، وبالتالي يكون ذلك فرصة ثرية للدفع بالمجتمع نحو تحول ديمقراطي سلمي وتدريجي.
ويشار إلى أن برنامج «الناخب الجامعي»، الذي أطلقه معهد البحرين للتنمية السياسية، اشتمل على مجموعة من المحاضرات التوعوية لشريحة الشباب وطلاب الجامعات، نظرا إلى دورهم المهم في رسم الخريطة الانتخابية، حيث تناولت المحاضرات عددا من المواضيع ذات العلاقة بأهمية المشاركة الانتخابية وتفعيل دور الشباب في المسيرة الديمقراطية، وذلك بالتعاون مع عدد من الجامعات.
وقد انطلقت محاضرات برنامج «الناخب الجامعي» بمحاضرة قدمها الكاتب الصحافي عبيدلي العبيدلي، في جامعة المملكة، بعنوان: «أوجه المشاركة الانتخابية» وذلك يوم الثلثاء (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، تبعتها محاضرة أخرى، للمحاضر علي البحار حملت العنوان ذاته وقدمها في جامعة طلال أبو غزالة، يوم الأربعاء (19 نوفمبر 2014).
وقد انعكست مخرجات البرنامج في صورة تعزيز مشاركة الشباب في الاستحقاق الانتخابي، حيث شكل الشباب شريحة كبيرة من المصوتين في الانتخابات النيابية والبلدية، الأمر الذي يعكس مستوى الوعي السياسي الذي يتمتع به الشباب البحريني، وحرصهم على أداء واجبهم الوطني، والمشاركة في صناعة القرار وصياغة المستقبل السياسي للبحرين، من خلال اختيار ممثليهم في المجلس النيابي والمجالس البلدية المنتخبة، وممارسة جميع حقوقهم التي أقرها دستور البحرين، ليجسدوا بذلك مبدأ المواطنة الفاعلة والواعية بما لها من حقوق وما عليها من واجبات.
وفي هذا الإطار أكد المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية ياسر العلوي، أن برنامج الناخب الجامعي جاء متماشياً مع أهداف المعهد في تعزيز مشاركة الشباب في العملية الانتخابية، بالشكل الذي يعزز المسيرة الديمقراطية في البحرين، مشيدا بمستوى الوعي السياسي الذي أظهره الشباب البحريني من خلال اقباله على الترشح والتصويت، إدراكا منهم لأهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات واختيار أعضاء المجلس النيابي الذي يتولى مهمة التشريع والرقابة على أداء الحكومة، كإحدى صور الممارسة الديمقراطية التي تصب في صالح خدمة الوطن والمواطن، وتعزز من جهود التطوير والتنمية.
العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ