العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

كيف نساعد أطفالنا في مواجهة أخبار الموت؟!

إن فقدان شخص عزيز لهو من الحوادث المؤسفة التي تصادفنا، ولأنها حقيقة يجب علينا كناضجين أن نتفهم الوضع ونتصرف بالطريقة المناسبة حيالها. أما أحبابنا الأطفال فصغر سنهم وعدم نضج أدمغتهم لا يمكنهم من استيعاب الموت كما ينبغي، فهم يرون حزناً ودموعاً ولباساً أسودَ وتعازيَ وترتيباتٍ عائليةً مبهمة، وعلينا كأولياء أمور أن نوضح لهم الحقائق في الجانب المقابل، ولا ندعهم مشاهدين حيارى.

غالبيّة الأطفال - حتى عمر ثلاث أو أربع سنوات - تصادف الموت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فقد يتعلقون بحيوان كقط أو طائر ويموت عنهم، أو قد يتعرضون له بشكل مباشر كوفاة قريب. وحتى من لم يعايش الموت بشكل مباشر، فإنه قد يتعرّض له من خلال وسائل الإعلام وألعاب الحرب التي جرت تنشر ثقافة الموت على نطاق واسع.

بالتأكيد كلنا مازلنا نتذكر كذبة قالها لنا آباؤنا إن الميت «فلان» هو نائم فقط، وعلى رغم أن هذه الكذبة من الكذبات الشائعة للآباء والأمهات، إلا أنها خطأ شائع يجب تداركه، فعلى المدى البعيد يخاف الأطفال من النوم إذا علم أن الفقيد نائم.

إن الأمر أسهل مما نتوقع، وأسئلة الأطفال سطحية لا تتطلب عمقاً، يكفي أن نكون صريحين مع طفلنا ونجاوب على أسئلته بالمقدار الذي يحتاجه، وذلك بلغة واضحة وكلمات دالة، فحينما يسألنا الطفل أين «فلان» (الفقيد)؟ يمكننا ببساطة أن نقول له إنه في المقابر ولا نقول له إنه ذهب إلى السماء، وإذا طلب الصغير شرحاً للأمر يمكننا أن نقول «لقد توقف جسمه عن العمل».

فالأطفال الأقل من 7 سنوات، لم يكتمل المخ لديهم بالقدر الكافي لفهم مجريات الحياة، لكنهم في المقابل أنانيون ويريدون أن يحصلوا على اهتمام الجميع حتى في مراسيم الوفاة.

أما من سن 7 سنوات إلى 10 سنوات فهم سيبدأون بفهم الأمور المعنوية تدريجياً وسيفهمون أن الفقيد مات ولن نراه مجدداً. ولا ننسى أن التعامل مع مصطلح الموت هو جزء من حب الاستطلاع الطبيعي لدى الأطفال.

لذا احرصي أيتها الأم على مشاركة طفلك الحادث معك، وإعطائه الحرية لفهم الأمر والحصول على أجوبة لأسئلته، كما شجعيه على إظهار مشاعره والتذكّر وتبادل الذكريات. ومن المهم أن نوضح له بأنه غير مسؤول عن الموت ولا بأي شكل من الأشكال.

فحينما لا نمنحه المساحة الكفاية لإظهار مشاعره سيسبب له الأمر ضغطاً وحزناً يجعل بعضهم يلجأ لأمور قد كبروا عليها، مثل التبول أثناء النوم أو مص الإبهام أو نوبات الغضب، اعرفي مشاعر طفلك وتذكري دائماً أن الأطفال يشعرون تماماً مثل البالغين، لكنهم يعبرون بشكل مختلف.

لا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم.

العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً