العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

العناية ببشرة الأطفال حديثي الولادة

غالباً ما يقتصر حديث العناية بالبشرة في ما يتعلق بالنساء وصالونات التجميل، حيث تعتبر العناية بالبشرة والوقاية من الجفاف من الهواجس والأفكار التي تلازم السيدات، ما دفع الشركات المتخصصة والعيادات إلى التنافس في إعداد الدراسات حول البشرة لإنتاج أفضل المستحضرات وتقديم أفضل الخدمات للاهتمام والعناية بالبشرة في كل ما يتعلق ويختص بالنساء. والسؤال الذي أود طرحه: لو اهتممنا بالبشرة منذ ولادة الطفل وخلال السنوات الأولى من عمره، فهل سنتجنب المشكلات التي تحدث للبشرة في المستقبل؟
كيف نهتم؟ وما أفضل الطرق للاهتمام ببشرة الأطفال، وخصوصاً المواليد الجدد وكيف نساعدهم لتجنب المشكلات أولاً والوقاية من الأمراض الجلدية وكيف نعالجها لو حدثت لنحافظ على نضارة بشرتهم ونعومتها؟
يولد الأطفال وأجسامهم مغطاة بمادة تسمى «Vernix» والتي تحافظ على بشرتهم أثناء فترة الحمل وتواجدهم داخل رحم الأم، حيث يكون الرحم مملتئاً بالسوائل، وبعد الولادة تبدأ هذه المادة بالتقشر والزوال خلال فترة الأسبوع الأول من حياة الطفل. وقد لا نشاهد هذه العملية في حال تأخر الولادة عن موعدها المحدد؛ حيث تكون قد تمت داخل الرحم.
خلال الشهر الأول من عمر الطفل يجب عدم المبالغة في تنظيف جسم الطفل وكثرة استخدام الصابون والمساحيق من الكريمات والبودر واللوشن وغيرها من المستحضرات، وعلينا دائماً تذكر المقولة التي تقول «القليل يعني الكثير»، فكلما قللنا من استخدام المستحضرات والاستحمام بالماء، كلما كان ذلك أفضل للعناية بالبشرة وتجنبنا حصول تحسس أو ظهور مشكلات الطفح الجلدي.

بعض النصائح المفيدة
للعناية ببشرة الأطفال
المواليد الجدد لا يحتاجون لكثرة الاستحمام. وما أقصده هنا أن الطفل لا يحتاج للاستحمام بشكل يومي؛ فكثرة التعرض للماء ودَلْك الجلد، إضافة إلى استخدام المواد والمستحضرات مثل الشامبو والغسول قد تسبب الجفاف للجلد وتزيل الطبقة السطحية الواقية، فيكفي تنظيف المولود الصغير باستخدام فوطة مبللة لمسح الوجه واليدين وباقي الجسم، كما يجب تنظيف منطقة الحفاظ بشكل دوري وعدم ترك الحفاظة المتسخة فترة طويلة تلامس جلد المولود، وترك المنطقة لتجف وتعريضها فترة كافية للتهوية، وبعدها إعادة وضع حفاظة جديدة.
بعد انتهاء الشهر الأول من عمر الطفل بالإمكان تحميم الطفل ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً مع مراعاة أن تكون فترة الاستحمام قصيرة (نحو خمس دقائق لا أكثر)، وعلى الأم أن تتذكر أن جلد الطفل وبشرته رقيقة وحساسة، فلا يحتاج لتركه فترات طويلة في حوض الاستحمام، ويجب استخدام ماء معتدل الحرارة للاستحمام.
إن أكثر المناطق التي تصاب بالطفح الجلدي هي منطقة الحوض، ومن أهم الأسباب هو ترك الحفاظة لفترات طويلة متسخة من دون تغيير، وفي حال ظهور هكذا طفح جلدي فلا تستعجلي باستخدام المستحضرات والكريمات، وعليك مراجعة الطبيب واستشارته قبل استخدمها ليصف لك ما يناسب حالة الطفل، وهناك أنواع من الكريمات علاجية تستخدم لفترة محددة، وهناك كريمات وقائية بالإمكان استخدامها بشكل يومي وهي آمنة لسلامة طفلك.
اختاري المستحضرات المناسبة اللطيفة الخالية من المركبات الكيميائية لغسل ملابس الطفل وكل ما يلامس جلده، مثل المناشف والملاحف، فاستخدام مستحضرات الغسل غير المناسبة قد يتسبب في مشكلات تحسس بشرة الطفل وإصابته بالطفح الجلدي.
وجه المولود (الوجنتان) من المناطق الأكثر تعرضاً للبيئة والمتغيرات الجوية كدرجة حرارة الجو أو الغبار والأتربة، إضافة إلى أنها أكثر المناطق ملامسة، حيث يصر الكثير - وكتعبير عن حبهم للمولود - على تقبيله في الوجه، وهذا من العادات التي تتسبب في نقل الكثير من الأمراض، إضافة إلى أنها قد تسبب تهيج الجلد وظهور الطفح الجلدي على وجه المولود، فعلينا جميعاً التوعية حول هذا الموضوع وعدم تقبيل المواليد الجدد في الوجه. هناك أنواع عديدة من الطفح الجلدي الذي يظهر في الوجه أو منطقة الصدر بعد الأسبوع الأول من حياة الطفل، وغالباً ما يكون هذا النوع من الطفح الجلدي طبيعياً ويزول تدريجياً من دون الحاجة للعلاج أو استخدام المستحضرات.

الدكتور محمد سلمان علكم
/ أختصاصي طب الاطفال وحديثي الولادة
مستشفى الكندي التخصصي

العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً