العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

الضائقة التنفسية تحتاج عناية فائقة

يعاني الأطفال الخدج من مجموعة من المشكلات الصحية إحداها مُتلازمة الضائقة التنفّسيّة - أو «Respiratory Distress Syndrome» اختصاراً (RDS) - والتي هي اضطراب تنفّسي يُصيب الأطفال في عمر 34 أسبوعاً وأقل، حيث لا تكون رئتاهم قادرةً على صنع ما يكفي من السورفاكتانت (سائل يُغطِّي باطن الحويصلات الهوائية بالرئة ليُساعدَ على إبقائها مَفتوحة حتَّى يستطيع الطفل استنشاق الهواء عندَ ولادته). عادة تنكمش الرئتان عند عدم وجود ما يكفي من هذه المادة، ويكون على الرضيع أن يبذلَ جهداً كي يتنفّس.

وفي بعض الأوقات قد لا يكون الطفلُ قادراً على الحصول على ما يكفيه من الأكسجين لدعم أعضائه، وهو ما قد يؤدي إلى إحداث تلف دماغي إذا لم يُعطَ المُعالجة المُناسبة.

يُظهرُ مُعظم الرضَّع المُصابين بمُتلازمة الضائقة التنفّسيّة علامات على وجود مشكلات تنفسيّة ونَقص الأكسجين عندَ الولادة أو خلال الساعات القليلة الأولى بعدَ الولادَة.

وتختلف معدلات الإصابة بين الأطفال بحسب مدة الحمل، فتصل إلى بين 60 و80 في المئة لمن هم أقل من 28 أسبوعاً، وتنخفض لتبلغ 5 في المئة لمن هم أكثر من 34 أسبوعاً.

هناك أسباب عدة تؤدي إلى المضاعفة التنفسية للأطفال الخدج، منها عدم اكتمال رئة الطفل، قلة مادة السورفاكتانت لمن هم أقل من 34 أسبوعاً، إضافة إلى قلة المساحة الإجمالية السطحية المسئولة عن تبادل الغازات.

تحدث أعراضُ وعلاماتُ مُتلازمة الضائقة التنفّسيّة عادةً عندَ الولادة أو في الساعات القليلة الأولى من الحياة. وتتضَمّن تنفّساً سريعاً وسطحياً، سحباً حادّاً للصدر تحت الأضلاع وبينها مع كلّ تنفّس. قد يكونُ لدى الطفل أيضاً توقّف في التنفّس يستمرّ لثوانٍ قليلة. ويُطلَقُ على تلك الحالة اسم انقطاع النّفَس. قد تظهرُ لدى الرّضيع المُصاب بمُتلازمة الضائقة التنفّسيّة مشكلات صحيّة أخرى. ويمكن لتلكَ المشكلات أن تُؤثّرَ في: الرئتين، والدم/ أو الأوعية الدمويّة، والدماغ.

تشخص مُتلازمةُ الضائقة التنفّسيّة في الساعات الأولى للولادة من قبل مقدم الرعاية الصحية، ويخضع الطفل لفحوصات للتأكد من الإصابة وتحديد العلاج اللازم.

يبدأُ علاج مُتلازمة الضائقة التنفّسيّة عادةً حالما يُولد الطفل. ويمكن أن يبدأ في غُرفة الولادة إذا كانت مجهزة بالاحتياجات اللازمة، ويُنقَلُ جميع الرضّع الذين يُظهرون علامات مُتلازمة الضائقة التنفّسيّة بسرعَة إلى وحدَة الرعاية المُركّزة للأطفال الخدج وحديثي الولادة، حيث يتلقون علاجاً على مدار السّاعة من قبل محترفي الرعاية الصحيّة والذين يكونون مُتخصّصين في علاج الأطفال الخُدّج.

ومن أفضل سبل الوقاية من المرض التأكد من سلامة الحمل، وأيضاً إعطاء المرأة الحامل أدوية «الكورتيكوستيرويدات» قبل الأسبوع الـ 34 أو لمن يحتمل أن يلدن مبكراً.

تظلُّ عندَ بعض الأطفال الخُدَّج مشكلات تنفسيّة حتى بعد بلوغهم موعد الولادة الأصلي. وقد تُشخَّص إصابتهم بخَلل التنسّج القَصَبي الرئويّ أو أمراض الرئة المزمنة (أو BPD اختصاراً). وقد تتسبّبُ بعض العلاجات المُنقذة للحياة عند الإصابة بمُتلازمة الضائقة التنفّسيّة بالإصابة بخَلل التنسّج القَصَبي الرئويّ. قد يتعافى بعضُ الرضع المُصابين بمُتلازمة الضائقة التنفّسيّة ولا يُصابون بخَلل التنسّج القَصَبي الرئويّ أبداً. وقد يصاب البعض وتكون لديهم رئتان أقلّ تطوّراً أو أكثر تلفاً من الرضّع الذين يتعافون من مُتلازمة الضائقة التنفّسيّة.

ومن المحتمل أن يتسبّب خَلل التنسّج القَصَبي الرئويّ بالتهاب وتندُّب في الرئتين. يكون لدى الرضَّع المُصابين بخَلل التنسّج القَصَبي الرئويّ أكياس هوائية صحية أقل وأوعية دموية صغيرة في رئتيهم عادةً. ويكون كلٌّ من الأكياس الهوائية والأوعية الدموية الصغيرة ضرورية للتنفّس الجيّد.

وهناك نسبة كبيرة من المصابين بأمراض الرئة المزمنة يصابون فيما بعد بتهيج في الجهاز التنفسي أو ما يسمى «الربو»، وذلك نتيجة التغيرات التي مرت بها الرئة.

التعايش مع مُتلازمة الضائقة التنفسية

تستطيعُ الأم اتخاذَ إجراءات تساعدها أثناء هذا الوقت العَصيب؛ فمثلاً يمكنها الاهتمام بصحتها كي تملكَ ما يكفي من الطاقة للتعامل مع هذا الموقف، كما يتم تشجَّيعُ الآباءُ على زيارة الرضيع في وحدَة الرعاية المُركّزة للولدان على قدر المستطاع. وعلى الآباء التحدّث إلى الرضيع وضمه ولمسه عند السماح بذلك. وعلى الأم تلقي أكبر قدر ممكن من المعلومات عن حالة الطفل، وما له علاقَة بالعناية اليوميّة؛ فهذا سيساعد الأم على الإحساس بثقة أكبر حول قدرتها على العناية بالطفل في المنزل.

وقد يحتاجُ الرضيع لرعاية مُتخصّصة بعدَ مُغادرة وحدَة الرعاية المُركّزة للولدان، بما في ذلك فحوص خاصّة بالسمع والعينين، ومعالجة النطق ومُعالجة فيزيائيّة. إضافة إلى عناية مُتخصّصة لعلاج المشكلات الصحيّة الأخرى الحاصلة بسبب الولادة الخديجة.

(الدكتور ة ريم المرزوق / استشارية الأطفال الخدج وحديثي الولادة

مجمع السلمانية الطبي حاصلة على الزمالة الكندية في طب الأطفال الخدج وحديثي الولادة)

العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً