العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

أم جوان تفتح مجموعة للخدج في البحرين

الأمهات بحاجة لدعم نفسي

الولادة المبكرة بطفل خديج، حالة تتطلب الكثير من الدعم النفسي للأم والأب، أكثر بكثير من الدعم المادي سواء ببطاقات تهنئة، ورود، حلويات، فهي مناسبة تختلط فيها الدمعة بالإبتسامة، وترجح كفة الدمعة على حال الطفل الذي لا يعلم شي عن مستقبله الصحي، و إبتسامة خاطفة لبشرى قدومه المتسرع !

الطفل الخديج يجاهد في وحدة العناية المركزة لأجل البقاء بصحة سليمه. يعيش على أسلاك ويتنفس بواسطة أجهزة و بأنبوب تغذية يتم إطعامه. يشاركه تفاصيل هذه الأوقات العصيبة الأم والاب إلى أن يصلانه لبر الأمان ويعود لمنزله سواء بعد شهر..شهرين ..ثلاثة أو حتى أربعة.

سناء محمد حجي و سالي زياد أمهات قررتا أن تخرجا عن الدائرة المظلمة لكونهما أم لأطفال خدج يعانون بصمت، و قررتا أن تشاركان تجربتهما مع نظيراتهن على عالم الإنترنت على صفحة في الفيس بوك (Facebook) تفتح صفحة تحمل اسم Preemies in Bahrain، وذلك في ديسمبر 2013.

وتهدف الصفحة لخلق مساحة حرة تعرض فيها الأمهات على الخصوص تجاربهن مع الولادة المبكرة، والأطفال الخدج. ويشارك استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور هيثم الخواجه عبر الرد على الإستشارات والإستفسارات التي يطرحها المشاركون.

جوان كافحت للبقاء

«الوسط الطبي» ألتقت بأم جوان (سناء حجي) لتدثنا عن تجربتها ، فجوان لم تعش في بطن أمها لوحدها بل كانت ترافقها اختها مريم التي انتقلت إلى رحمة الله بعد 40 يوماً من الولادة. أكملت جوان ايام عصيبة في وحدة العناية القصوى للأطفال حديثي الولادة «NICU” لمدة ثلاثة شهور، لتنتقل بعدها لمنزل الوالدين.

بدأت قصة أم جوان مع الخدج في 13 مارس 2013، حين ولدت طفلتيها التوأم بولادة مبكرة في الأسبوع الـ 25 من الحمل بدون سبب واضح. الطفلتان كانتا تعانين من نزيف في المخ، ومشاكل في الرئة والتنفس، اضفةإلى نقص في الوزن.

وتضيف : “ كنت كثيرة التردد والجلوس في الوحدة بجانب إبنتها لإمدادها بالحليب و من جانب آخر للإطمئان على صحتها، فكنت “اداوم” يومياً في المستشفى لاحرص على معرفة التقرير الصحي عن حالة إبنتي بشكل يومي”.

ينقصنا الدعم النفسي

وتوضح: «من خلال ترددي اليومي علىاستشعرت نقاط الضعف والقوة الموجودة في قسم العناية المركزة للأطفال، فإلى جانب التجهيزات المتطورة الموجودة فيه، إلا أني تمنيت أن يتضمن الكادر الطبي في الوحدة أخصائية نفسية تتواجد 24 ساعة لتقدم الدعم النفسي لأمهات وآباء الخدج». وتستدرك: «شخصياً لم تكن قادرة على إسعاف نفسي في تلك الفترة النفسية الحرجة رغم أني حاصلة على ماجستير في علم النفس الإكلينيكي».

كما تتمنى حاجي أن تعد زيارات منتظمة لرجال الدين للوحدة لإمداد الوالدين بالقوة وتذكيرهم بالإيمان بالله و قضاءه وقدره. مشيرة إلى أن هذا يحدث في البلدان الأجنبية.

خلاصة المعاناة التي عاشتها حاجي مع ابنتها جوان دفعتها لتقديم اقتراحات عديدة في ورقة بحثية نشرت في العدد الأول للعام الجاري من مجلة جمعية الأطباء البحرينية الطبية. كما دفعتها لتأسيس الصفحة على «الفيس بوك» التي اسهمت وتساهم في نقل التجارب وتقديم الاستشارات الطبية.

لا تستصغروا وضع «الخديج»

ولفت إلى أنه من المهم جداً أن يدرك المجتمع أن ما يتعرض له الأطفال الخدج أبعد من نقص في الوزن، بل تتعداها لمضاعفات صحية أخطر قد تتحول لأمراض مزمنة لا سمح. وقالت: « لا تستصغروا مشكلة الخديج».

وتمنت حاجي أن يقدر المجتمع عدم مقدرة أم الطفل الخديج على استقبال الضيوف في كل الأوقات فمناعه و طبيعة الخديج لا تسمح له بالإلتقاء بالروائح والأنفاس والميكروبات بإستمرار.

مشددة على إن فترة مكوث الطفل في وحدة العناية هي فترة عصيبة على الأم والاب وهما بحاجة للدعم النفسي من الأهل والأصدقاء لتخطيها. ووجهت نصيحة أخرى بأهمية تشجيع الأم على شفط الحليب ليكون المادة الغذائية الأولى للطفل بإستمرار وإن لم تكن حينها قادرة على رضاعة طفلها بشكل طبيعي، فأسلوب الشفط المتكرر و تخزين الحليب المشفوط سيفيد الطفل كثيرا حال ترخيصه من المستشفى.

العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً