العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

الطفل الخديج: تجربـــــــة و حكايــــــــــة ترويها الممرضة ليلى مهدي

ليلى مهدي
ليلى مهدي

عشرون مليون رضيع، هو عدد الأطفال الخدج عند الولادة، وهو ما يقارب 15 في المئة من الولادات حول العالم. الخديج هو الطفل الحي المولود قبل 37 أسبوعاً من الحمل. إن كثيراً من هؤلاء الأطفال عندما يولدون يحتاجون رعاية خاصة، ويمكثون في الحاضنة حتى تتحسن صحتهم. وهناك لكل طفل خديج حكاية ولذويهم تجربة.

إدخال الطفل الخديج لوحدة العناية بالأطفال حديثي الولادة هي تجربة ممزوجة بالأمل واليأس معاً. وذلك لأن البيئة الجديدة ووجود الطفل في الحاضنة وعلى أجهزة التنفس وغيرها تؤدي إلى تأخير الاتصال الطبيعي بين الأم وطفلها بعد الولادة مقارنة بأمهات الأطفال مكتملي النمو.

وغالباً ما يشعر الوالدان بالحزن، الألم، الإحباط، القلق والضغط النفسي، وبعض الأمهات يشعرن بالذنب لولادتهن أطفالهن مبكراً. لذلك تحتاج هذه المرحلة إلى كثير من الصبر والدعم النفسي والمعنوي للوالدين. فقد تحدثنا مع بعض الأمهات عن تجربتهن، توقعاتهن، شعورهن، احتياجاتهن، مع الطفل الخديج.

أكدت الأم (س.م) ومن خلال تجربتها مع طفلها الخديج، ضرورة تهيئة المرأة الحامل أثناء الحمل لاحتمالية الولادة المبكرة، خصوصاً تلك الحالات المعرضة لذلك كالحمل بالتوأم أو الولادات السابقة لطفل خديج.

شاركتنا الأم (م.أ) حكايتها، وقالت «بسبب ارتفاع ضغط الدم خضعتُ إلى عملية قيصرية لألد بطفلتي في 32 أسبوعاً من الحمل. لأول مرة عندما قمت بزيارتها في وحدة العناية بالأطفال بكيت كثيرا وذلك لضآلة حجمها ووجودها بعيداً عني وعدم تمكني من العناية بها». وأضافت أن «الأمهات يحتجن لأن يكنّ بالقرب من أطفالهن والعناية بهم... ليكسبهن هذا الشعور بالرضا والثقة والتواصل. وهو ما يقلل شعورهن بالقلق نحو أطفالهن». وتابعت: «ولقد احتاجت ابنتي شهراً كاملاً حتى تتعافى وتخرج للمنزل، والآن تبلغ من العمر 6 شهور، وهي في صحة جيدة».

إن من العوامل المساعدة للتقليل من الشعور بالإحباط وتعزيز العلاقة بين الطفل والوالدين وشعورهم بالرضا، هو الدعم النفسي، التواصل معهم، وإعطاؤهم المعلومات وتثقيفهم وتهيئة البيئة لتواصل الأم مع طفلها أثناء الرضاعة، وإشراك الوالدين في الرعاية بالطفل، وتفعيل دورهما أثناء وجود الطفل في الوحدة.

أما الأم (ن.ف) التي رزقت بثلاثة توائم خدج ذوي 34 أسبوعاً من الحمل، فقالت «إن فترة وجود أطفالها في وحدة العناية بالأطفال حديثي الولادة كانت مليئة بالمفاجآت المفرحة والحزينة معاً». وأثنت على مستوى الرعاية الطبية والتمريضية في الوحدة. وشددت على ضرورة إعداد الوالدين وتدريبهما على العناية بأطفالهما لمرحلة ما بعد العودة إلى المنزل.

من استراتيجيات دعم والدَي الطفل الخديج تهيئة الأمهات الحوامل المعرضات للولادة المبكرة أثناء مرحلة الحمل يساعد على سرعة التأقلم في مرحلة ما بعد الولادة. كما أن تفعيل العلاقة بين الطفل ووالديه يساعد على سرعة التشافي للطفل وزيادة وزنه وتقبله للعلاج. وتدريب الوالدين جيداً للعناية بالطفل بعد خروجه من المستشفى.

العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً