العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ

“طريقة الكنغر” تنقذ حياة الخدج

ازدادت نسبة الوفيات عند المولودين قبل الأوان في أحد المستشفيات في بوغوتا-كولومبيا.‏ فابتكر الطبيب الكولومبي هيكتور مارتينيز وزميله ادغر ري سنة 1979 حلّاً جديداً وفريداً للغاية وهو «رعاية الأم بطريقة الكنغر».

ويعد إبقاء الأطفال المولودين قبل الأوان على قيد الحياة تحدياً حقيقياً يواجه الأطباء.‏ لذلك كثيراً ما يوضع الرُّضع الذين يولدون بوزن منخفض في جو دافئ داخل مِحضنة،‏ حيث يمكثون إلى أن يزيد وزنهم.‏ ولكن في البلدان النامية حيث المستشفيات مكتظة،‏ التدابير الصحية رديئة،‏ وحيث يوجد نقص في الموظفين والمعدات الطبية،‏ غالباً ما تنتقل عدوى الأمراض أو الفيروسات إليهم وتصبح حالاتهم خطيرة.‏

وتمكن هيكتور وزميله من ابتكار طريقة معالجة يبدو أنها تقلّل من خطورة المشكلة.‏ فما هي؟‏ عندما يولد طفل قبل الأوان،‏ يُعتنى به بالطريقة الاعتيادية حتى يستقر وضعه.‏ في غضون ذلك،‏ تتلقّى الأم تدريباً على كيفية رعاية الطفل.‏ وما إن تتحسّن صحة الطفل حتى تأخذ الأم دور مِحضنة حية.‏ كيف ذلك؟‏ تبقي الأم طفلها ملتصقاً بها؛ إذ تضعه بشكل عمودي بين ثدييها،‏ ويُلفّ الاثنان معاً بقطعة قماش لتثبيت الطفل.‏ فيبقى الطفل عندئذ بمأمن في ذلك الجيب الشبيه بجيب الكنغر،‏ حيث يتنعّم بالدفء ويتمكّن بسهولة من التغذي بسهولة بحليب أمه.‏ لذلك،‏ غالباً ما تُدعى هذه الطريقة «رعاية الأم بطريقة الكنغر».‏

وتمت تسمية رعاية الكنغر بهذا الاسم؛ لأنها مشابهة لكيفية حمل الكنغر أبناءه الصغار، وذلك من خلال التماس جلد الطفل بجلد الأم، وهي الطريقة التي ينصح بها من قبل منظمة الصحة العالمية. وهذه الطريقة مفيدة للآباء والأمهات؛ حيث إنها تشجّع على الترابط والترافق وتزيد من الثقة الأبوية.

لا يتطلّب تطبيق المعالجة هذه معدات غالية الثمن،‏ إذ يكفي أن ترتدي الأم قميصاً ملائماً أو فستاناً عادياً ذا حزام.‏ وعندما يبلغ الطفل الوزن الكافي،‏ يمكن للأم وطفلها أن يعودا إلى المنزل،‏ بشرط أن يعودا تكراراً إلى المستشفى لإجراء الفحوص.‏

تشير البحوث الأوليّة إلى أن الرعاية بطريقة الكنغر فعالة وآمنة.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يبدو أنها تعزّز الرباط الحميم بين الطفل وأمه.‏ ولا عجب أن هذا الأسلوب يجري تكييفه بغية تطبيقه في بلدان عديدة.‏ ففي المكسيك مثلاً،‏ يُدرَّب الأقرباء ليصبحوا «آباء على طريقة الكنغر»،‏ «جدات على طريقة الكنغر»،‏ حتى «أخوات على طريقة الكنغر»،‏ بحيث يقدّمون الدعم للأم عندما تحتاج للراحة التي تستحقها فعلاً.‏

وقال مدير برنامج رعاية الأم بطريقة الكنغر في المكسيك،‏ الدكتور غوادالوب سانتوس،‏ في مقابلة أجرتها معه «استيقظ!‏»:‏ «نحن نستخدم هذا الأسلوب منذ سنة 1992 وقد لمسنا فعاليته.‏ وبفضله انخفضت الحاجة إلى المحاضن وقلّ الوقت المقضي في المستشفى بشكل ملحوظ».

وبيّنت دراسة بريطانية نشرت العام 2013 أن طريقة «الكنغر» في رعاية الأطفال الخدَّج الذين يولدون قبل أوانهم، يمكن أن تقلّل بنسبة كبيرة من معدلات الوفيات والإعاقة الناجمة عن الولادة المبكرة التي تتراوح من عاهات معتدلة أو حادة إلى عاهات خفيفة.

العدد 4463 - الثلثاء 25 نوفمبر 2014م الموافق 02 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً