عند الأشخاص ذوي البنية النحيلة يمكنك مشاهدة عظمة الترقوة (clavicle) بشكل واضح كنتوء على الجلد في المنطقة الأمامية والعلوية من القفص الصدري على الناحية اليمنى واليسرى، تحت منطقة العنق تماماً.

توفر دعماً ومرونة

وتكتسب عظمة الترقوة أهمية نظراً لكونها تخفي وراءها أجزاءً مهمة في جسم الإنسان، فخلف الترقوة اليمنى والترقوة اليسرى توجد الأجزاء العليا من الرئة وكذلك تمر خلف كل واحدة منهما الأوعية الدموية الكبيرة التي تنزل من العنق إلى القفص الصدري أو تطلع من القفص الصدري إلى العنق.

إضافة إلى ذلك، فإن الأعصاب التي تخرج من الفتحات الصغيرة في الفقرات العنقية تتجمع لتكون ضفيرة عصبية. تمر هذه الضفيرة خلف منطقة الترقوه أثناء عبورها أمام الكتف لتغذي الذراع والكتف.

كما أنها مسؤولة على إسناد الطرف العلوي أثناء حركته، فهي توفر دعماً وثباتاً ومرونة وحركة تجعلها قابلة للحركة مع حركة الكتف، ولذلك فإن أي كسر فيها أو خلخلة يؤدي إلى صعوبة في تحريك الكتف والذراع.

موقعها سبب تعرضها للإصابات

وسبب تعرضها للإصابات أكثر من غيرها حسب إحصاءات مراكز الإصابات والكسور؛ لكونها تقع تحت الجلد مباشرة، بحيث تكون بارزة وواضحة. ففي أثناء الحوادث المرورية أو سقوط جسم ثقيل عليها أو السقوط عليه يتسبب في كسرها. كما أن الإصابات غير المباشرة قد تكون في بعض الأحيان السبب كأن يسقط الشخص على الكوع أو الذراع وتنتقل الإصابة من قوتها إلى منطقة الترقوة.

تحدث كسور الترقوة 60-30 حالة لكل 100 ألف سنوياً. وتحدث للذكور أكثر من الإناث. وما يقرب من نصف جميع كسور الترقوة تحدث للأطفال تحت سن 7 وهو الكسر الأكثر شيوعاً عند الأطفال.

الرياضيون أكثر عرضة للإصابة

ويتم علاج الكسر في منطقة الترقوة بحسب شدة الكسر، ففي الحالات البسيطة يلتزم المصاب بلبس علاقة (حمالة) للكتف الطبية، ليحافظ على الذراع مرفوعة، كما أنه سيكون محدود الحركة، خاصة في مفصل الكتف إلى أن يتماثل للشفاء. أما في الإصابات البليغة فسيتطلب تدخلاً جراحياً.

ومن أكثر الأشخاص عرضة لكسور الترقوة من لديهم مدخول غذائي منخفض من الكالسيوم وفيتامين (د)، إلى جانب الأشخاص الذي يعيشون حياة مستقرة بعيداً عن الحركة، وذلك بسبب ضعف العضلات لديهم. وتزداد الإصابة لدى الرياضيين، خصوصاً المشاركين في ركوب الدراجات الجبلية أو التزلج على الجليد.