قالت عائلة المصاب يوسف بداح: «إن النيابة العامة أوقفت (والد الشهيد علي بداح) لمدة أسبوع على ذمة التحقيق، في الوقت الذي لايزال فيه على سرير المرض بمجمع السلمانية الطبي يتعالج من كسور في الأنف والفك، وبعد أن فقد البصر في عينه اليسرى إثر إصابته بطلق مسيل للدموع أثناء مسيرة في سترة في ذكرى رحيل ابنه في 19 نوفمبر / ترين الثاني 2014».

وأوضحت العائلة في حديث إلى «الوسط» أن المصاب تفاجأ يوم الأحد (23 نوفمبر 2014) بالتحقيق معه من قبل التحقيقات الجنائية، وقد وجهت إليه تهم تتعلق بحمله زجاجة حارقة، مشيرة إلى أن المصاب نفى هذه التهم الموجهة إليه.

ولفتت العائلة إلى أنه بعد التحقيق معه تم إيقافه مدة أسبوع، إذ وضعت الحراسة على الغرفة التي يرقد فيها بمجمع السلمانية الطبي.

العائلة التي استنكرت التهم الوجهة إليه، أكدت أن «المصاب أصيب بالقرب من عينه بعبوة غاز مسيل للدموع في ذكرى وفاة ابنه الذي رحل قبل عامين في اليوم نفسه بعد أن صدمته سيارة أمن في منطقة الجفير وقد أحيلت وفاته إلى النيابة العامة لتتولى التحقيق فيها، وكان سبب وفاته الإصابات الهرسية بمعظم أجزاء جسمه، بما صاحبها من كسور بعظام الأطراف والصدر والعمود الفقري».

وذكرت العائلة أن المصاب عمره 45 سنة، متسائلة، كيف له أن يقوم بحمل زجاجة حارقة وإلقائها على رجال الأمن، وخصوصاً «أن الفيديو التصويري الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعية يؤكد أن المصاب كان في تأبين سلمي في ذكرى استشهاد ابنه، وأن المشاركين في التأبين كانوا سلميين ولم يكن هناك هجوم على رجال الأمن»، بحسب العائلة.

وقالت العائلة: «كيف يتم اتهام من فقد ابنه بهذه التهم، فالمصاب فقد ابنه منذ عامين ومازال يعيش ذكراه يوميّاً، فضلاً عن أن أخا المصاب متهم بحرق إطارات ومحكوم بالحبس لمدة ثلاث سنوات، على رغم أنه متزوج ولديه أطفال».

واستنكرت العائلة التهم الموجهة إلى المصاب، مؤكدة أنه لابد من التحقيق مع من أصاب عين بداح بدلاً من التحقيق معه.

وعن الوضع الصحي للمصاب أكدت العائلة أن الأخير فقد البصر في عينه اليسرى جراء إصابته بعبوة غاز المسيل للدموع، مشيرة إلى أنه كان من المتوقع أن تجرى له عملية لاستئصال ما تبقى من العين، إلا أن العائلة قامت بمراسلات لمستشفيات خارج البحرين لمعرفة أساليب العلاج، ومدى الضرر الذي سيترتب في حال لم يتم استئصال المتبقي، مبينين أن الأطباء أكدوا ضرورة استئصال ما تبقى منعاً لحدوث مضاعفات للعين الأخرى.

ونوهت العائلة إلى أن الأطباء أكدوا عدم قدرتهم على إنقاذ العين، وأنه لا بد من استئصال ما تبقى منها؛ لمنع حدوث أي مضاعفات، لافتة إلى أن المصاب قادر على الرؤية بعين واحدة، وعليه تركيب عين تجميلية مستقبلاً للعين اليسرى.

وذكرت أن المصاب مازال يرقد في المستشفى لعدم انتهائه من العلاج، إذ إن عبوة الغاز المسيل للدموع التي أصيب بها أدت إلى كسر في الفك، وكسرين في الأنف، موضحة أنه أجريت أشعة مؤخراً للفك والأنف ومازال المريض يتلقى العلاج عن الكسور التي أصيب بها.

هذا وطالبت العائلة بالتحقيق في كيفية إصابة المصاب بعبوة غاز المسيل للدموع، إذ إن العائلة ذكرت أن المصاب كان في ذكرى تأبين ابنه في مسيرة سلمية، كما أن المشاركين في التأبين تفاجأوا بالطلق الذي وصفوه بـ»العشوائي» والمباشر لبداح.

ومن المشار إليه أن العائلة أعلنت سابقاً «أن بداح أصيب أثناء ذكرى تأبين ابنه وذلك عندما كان مع مجموعة من المواطنين يحيون هذه الذكرى، إلا أنهم تفاجأوا بطلق عشوائي ومباشر من قبِل قوات الأمن، وعلى إثرها أصيب والد بداح».

وشارك بداح في ذكرى تأبين ابنه علي الذي فقده قبل عامين، وقد أحالت الشئون القانونية بوزارة الداخلية «حادث وفاة علي يوسف بداح (16 عاماً) الذي صدمته سيارة أمن في منطقة الجفير إلى النيابة العامة لتتولى التحقيق فيه، وكان سبب وفاته الإصابات الهرسية بمعظم أجزاء جسمه، بما صاحبها من كسور بعظام الأطراف والصدر والعمود الفقري، وبعد عامين من وفاة الابن فقد الوالد في اليوم نفسه بصره في العين اليسرى».