بعد أسبوع من المحادثات المكثفة وغير المثمرة في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، مددت طهران والدول الكبرى أمس الإثنين (24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) مهلة المفاوضات حتى صيف 2015 للتوصل إلى اتفاق دولي.
وأقر وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند بأنه «لم يكن ممكناً التوصل إلى اتفاق في الموعد المحدد» مساء الإثنين. وأضاف «لذلك مددنا حتى 30 يونيو/ حزيران 2015».
وقررت الأطراف تمديد الاتفاق المرحلي الذي وقع في جنيف قبل عام، لمدة سبعة أشهر. وكان اتفاق جنيف سمح بإطلاق التفاوض بعد أكثر من عقد من التوترات الدولية. وسيتم الإعداد لعقد اجتماع أول في ديسمبر/ كانون الأول في مكان ومستوى لم يحددا بعد.
وتنص الخطة على مرحلة أولى «سياسية» من حوالى ثلاثة أشهر تليها مرحلة الاتفاق على التفاصيل حتى يونيو.
وقبل العودة إلى واشنطن، دافع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بقوة الإثنين في فيينا عن قرار إيران والدول الكبرى بتمديد المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني حتى صيف 2015.
ورحب كيري «بالتقدم الحقيقي والمهم» الذي تم إحرازه بعد أسبوع من المداولات في العاصمة النمسوية، وحض المجتمع الدولي والكونغرس الأميركي على دعم تمديد المفاوضات.
وقال في مؤتمر صحافي «ليس وقت التراجع الآن».
وقال أيضاً متوجهاً إلى الكونغرس الأميركي حيث الغالبية من الجمهوريين اعتباراً من يناير/ كانون الثاني وحيث يريد نواب تعزيز سلسلة العقوبات ضد إيران «إننا نعتمد على دعمكم».
لكن كيري حذر من أن «هذه المحادثات لن تكون أكثر سهولة بمجرد أننا نمددها. إنها شاقة وستبقى شاقة».
ولم تسمح المحادثات المكثفة على مدى سبعة أيام في العاصمة النمسوية بين الدول السبع المعنية تحت إشراف مفاوضة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بتقريب المواقف كلياً حول تخصيب إيران لليورانيوم والعقوبات الغربية المفروضة على طهران.
وهاتان المسألتان تعتبران النقطتين الأساسيتين في أي تسوية سياسية شاملة.
والإثنين، اجتمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظرائه الأميركي جون كيري والصيني وانغ يي والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند والروسي سيرغي لافروف والألماني فرانك فالتر شتاينماير. ولم يسفر هذا الاجتماع إلا عن إقرار فشل جهودهم والموافقة على مبدأ تمديد المفاوضات.
بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس (الإثنين) إنه سيتم التوصل إلى اتفاق بشأن النووي مع القوى العظمى رغم انتهاء المهلة المحددة في فيينا أمس وتمديد المفاوضات سبعة أشهر.
وأضاف في مقتطفات بثها التلفزيون الرسمي من كلمة سيلقيها في وقت لاحق إن «هذه الطريقة في المفاوضات ستؤدي إلى اتفاق نهائي. وقد تم ردم معظم الفجوات»، في إشارة إلى الخلافات التي تمنع تحويل اتفاق انتقالي إلى تسوية شاملة.
إلا أن تمديد هذه المفاوضات سيكون حساساً من الناحية السياسية أكان بالنسبة لروحاني أم بالنسبة لأوباما لأنهما يواجهان ما سمته المحللة كيلسي دافنبورت بـ «المتشددين الذين يريدون أكان في واشنطن أو طهران نسف الاتفاق» كما قالت لـ «فرانس برس».
ويطالب نواب في الكونغرس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على طهران. واعتباراً من يناير سيسيطر المعارضون الجمهوريون لباراك أوباما على الكونغرس ما سيعوق هامش المناورة أمام الرئيس الديمقراطي.
وفي إسرائيل، عبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حديث لـ «بي بي سي» عن ارتياحه لعدم التوصل إلى اتفاق في فيينا.
العدد 4462 - الإثنين 24 نوفمبر 2014م الموافق 01 صفر 1436هـ
صورة لها ألف معنى
هل تستطيع السعودية أو أي دولة عربية. تكون طرف في طاولة. وجميع قوى العالم الطرف المقابل؟ او تلفون بس