تتواصل الإصابات الحديثة للبشر بمرض السرطان، أياً كان نوعه وخطورته وموقعه في جسد الإنسان، حيث يمر المصاب بحالة من الفزع والهلع بدايةً، وثم تبدأ حالة الإنكار التي يجب أن لا تطول طويلاً، ومع مرور الوقت ومع تقبل الوضع الراهن مع الإيمان بمعنى الآية الكريمة «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، والتي تلعب دوراً مهماً وحيوياً في الدخول إلى مرحلة الهدوء والسكينة من أجل التأهب للانقضاض على جميع الخلايا السرطانية وإعلان الحرب عليها بهدف هزيمتها والبدء بمرحلة العلاج.
ما سبق هو الدور الرئيسي والعامل الذاتي لكسب المعركة، ولكن هنا يأتي دور الأهل والأصدقاء والأفراد والمؤسسات الأهلية، التي تعنى بهذه القضايا، بهدف تقديم الدعم والمساندة لهذه الفئة أثناء حربهم ونضالهم ضد مرض السرطان حيث نستعرض بعض الأمثلة غير الروتينية وغير المألوفة لدى الناس، والتي تلعب دوراً مهماً وحيوياً في الدعم والمساندة لمرضى السرطان.
يتمثل الدعم والمساندة الروتينية والمألوفة في إجراء الاتصالات أو الزيارات الاجتماعية أثناء التواجد في المستشفى أو في البيت، وإرسال باقات الورود مع البطاقات التذكارية أو الشوكولاتة. ولكن هناك أساليب وطرقاً غير روتينية وغير مألوفة، ويجب التفكير بها ومحاولة القيام بها إن أمكن وإن سمحت الظروف لمن يقدمها وللطرف المقدمة له.
الدعم والمساندة غير الروتينية وغير المألوفة قد تكون على شكل تقديم المساعدة في القيام ببعض الأعمال المنزلية مثل تنظيف المنزل أو شراء البقالة الأسبوعية، أو الاهتمام بالأطفال الصغار لفترة معينة من الزمن أثناء العلاج أو التبرع بتقديم بعض الوجبات الصحية وبشكل منتظم لفترة معينة من الزمن.
وقد يتم تقديم المساعدة على شكل أداء عمل تطوعي بتوصيل المصاب بالسيارة إلى المستشفى لعمل الفحوصات أو لتلقي العلاج، أو لعمل بعض الزيارات الاجتماعية.
قد تكون المساعدات ماديةً، إما بالتبرع المباشر أو بالبدء ببعض الآليات التي تساعد على جمع التبرعات بين الأصدقاء وذلك باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو فتح موقع على الإنترنت وخصوصاً في بعض الحالات التي تتطلب مبالغ طائلة. وقد تتمثل المساعدة في التبرع بالدم من أجل إنقاذ مصاب بشخصه، وقد يصل إلى أبعد من ذلك حيث يكون التبرع بأحد أعضاء الجسم أو بنخاع العظم.
في حالة التفكير في تقديم دعم ومساندة للمصاب بمرض السرطان، يجب التفكير بعملٍ مميّز، وهناك أمثلة كثيرة نذكر منها على سبيل المثال، أن تعمل على ترتيب الحديقة أو أن يكون عملاً يدوياً أو مهنياً داخل المنزل في الصالة أو إحدى الغرف أو المطبخ أو إحدى زوايا المنزل.
إن أهم شيء على الإطلاق لدعم ومساندة مرضى السرطان هو معاملة الناس لهم وكأنهم أناس طبيعيون، بحيث تكون المعاملة بشكل اعتيادي جداً، هذا إلى جانب الإنصات الجيد لهم أثناء كلامهم، لأن ذلك يلعب دوراً مهماً وقوياً على الصعيد السيكولوجي والعاطفي، وأن تتواصل العلاقات الاجتماعية كما كانت قبل التشخيص والعلاج.
إذاً قد يكون الدعم والمساندة عاطفية إنسانية، وقد تكون مادية، وقد تكون فيزيائية أو عمل شيء مميز جداً لهم لا يُنسى. لأن جميع هذه الأشكال من الدعم والمساندة لها من التأثير الإيجابي الكبير الذي يساعد المريض في معركته ضد مرضه من أجل الانتصار.
تمنياتنا لجميع مرضى السرطان الإرادة والقوة والصلابة لهزيمة مرضهم السيئ الصيت.
إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"العدد 4461 - الأحد 23 نوفمبر 2014م الموافق 30 محرم 1436هـ
مساندة
تسلم يا دكتورنا النبيل.
طرح جميل ومعلومات قيمة.
ام عطاء