تباينت آراء عدد من أولياء الأمور بشأن إلحاق أبنائهم في المدارس الخاصة وتفضيلها على المدارس الحكومية. ففي حين فضل بعضهم إلحاق أبنائهم في المدارس الخاصة، ارتأى آخرون أن مستوى الطالب التعليمي لا يعتمد على إلحاقه بمدرسة حكومية أو خاصة، وإنما على رغبته في التعلم. أما التربويون، فاعتبروا أن مزايا المدارس الخاصة لا تختلف كثيراً عن المدارس الحكومية.

وفي هذا الصدد، قال رئيس مجموعة مدارس حكومية ضمن فريق برنامج التطوير والتحسين في وزارة التربية والتعليم، محمود الشيخ: «في عملية التقييم الأخيرة للمدارس الخاصة، حظيت غالبية المدارس على تقييم (غير ملائم)، أما المدارس الحكومية فكان تقييمها متفاوتاً بين ممتاز وجيد ومُرضٍ وغير ملائم، وبشكل عام، فإن مستوى المدارس الحكومية كان أفضل من مستوى المدارس الخاصة».

فيما أشارت رئيسة عدد من المدارس في فريق التطوير والتحسين بدرية عجلان إلى أن «ميزة تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الخاصة باتت تتوافر في المدارس الحكومية، بعد إدخال مادة اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية من الصف الأول الابتدائي بعد أن كان تدريسها يبدأ منذ الصف الرابع الابتدائي».

وأكدت عضو فريق الدعم والتطوير صديقة الموسوي أن الأنشطة والفعاليات والبرامج الترفيهية التي يشارك فيها الطالب تساعد على بناء شخصيته وتنمية مهاراته وهواياته، وهي لا تقل في مستواها عن تلك التي يتم تقديمها في المدارس الخاصة.

إلى ذلك، تحدثت شهناز، والدة طالبة في إحدى المدارس الحكومية، بقولها: «أنا لا أفضل المدارس الخاصة على المدارس الحكومية، لأن مستوى التعليم والشهادة يعتمد على الطالب نفسه إذا كانت لديه الرغبة في الدراسة، وعلى المدرس إذا كانت لديه القدرة على توصيل المعلومات وتحمل المسئولية، سواء كان في المدرسة الحكومية أو في المدرسة الخاصة».

«طبعاً أفضل المدارس الخاصة على المدارس الحكومية»، بهذه العبارة انطلقت فاطمة والدة طالب في إحدى المدارس الخاصة، وأضافت: «نعم أفضل المدارس الخاصة لأسباب كثيرة، منها كثافة عدد الطلاب في الصفوف في المدارس الحكومية، ما يؤدي إلى عدم قدرة المعلم على إعطاء كل طالب حقه من الاهتمام والرعاية، وقلة استعمال الوسائل التعليمية، إلى جانب ضعف البيئة التعليمية المناسبة، وقلة متابعة النواحي السلوكية والتواصل مع أولياء الأمور».

وواصلت: «شخصياً أميل إلى التعليم في المدارس الخاصة، لأنها تهتم بمرحلة التأسيس للطالب وتهيئته وإعداده لمراحل الدراسة المتقدمة والدراسة في الجامعات الخارجية».

وترى أم بسام، ولية أمر، أن الطالب المهتم بدراسته يكون مجتهداً وناجحاً في أية مدرسة كان، أما بشأن تطوير مستواه في اللغة الإنجليزية، فيمكنه ذلك من خلال المعاهد الخاصة المتوافرة.

وقالت: «المهندسون والأطباء ومن يشغلون مناصب عليا، معظمهم خريجو المدارس الحكومية لا الخاصة، ولكن المشكلة أن البعض بات يلحق أبناءه في المدارس الخاصة فقط حباً بالمظاهر».

أما محمد، ولي أمر، فاعتبر أن مناهج بعض المدارس الخاصة متطورة أكثر من غيرها من المدارس الخاصة ومن جميع المدارس الحكومية، وأيضاً فإن للوالدين دوراً مهماً وخاصة الأم في متابعة الأبناء وإن اختيار المدرسة يجب أن يكون بناء على دراسة مسبقة من قبل الوالدين للمناهج التعليمية وكفاءة المدرسين من حيث الناحية التربوية والتعليمية».

وشاطره ولي أمر آخر رأيه بالقول: «كثير من العائلات الميسورة يدرسون في المدارس الحكومية ويتضح ذلك من الأسماء التي تنشر في الصحف عند التخرج، وربما يغيب عن بال كثير من الأسر التي تختار لأبنائها مدارس خاصة أنه في الآونة الأخيرة لم تعترف وزارة التربية والتعليم بعدد من هذه المدارس، لذا عليهم الحذر عند اختيارهم المدرسة لأبنائهم».

وواصل «إن المعايير الأكاديمية لا تعني الحشو والضغط الذي ربما يخلق رد فعل عكسياً، حيث الآن أصبح يدمج المعرفة بالنشاطات الرياضية والبيئية، وكذلك الانخراط في المشاريع الخيرية لخلق وعي عالمي يواكب العصر».