فاز الفنان المولود في هونغ كونغ بول تشان بجائزة "هوغو بوس" التي تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار أميركي؛ بحسب ما أعلنته مؤسسة سولومون آر غوغنهايم؛ بحسب خبر مقتضب نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نشر يوم الخميس الماضي (20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014).

الجائزة التي تأسست في العام 1996، من قبل مؤسستين عريقتين، هما "غوغنهايم"، وهو متحف للفن المعاصر صمَّمه المهندس المعماري فرانك غيري وابنته، ويقع في مدينة بلباو في إقليم الباسك في إسبانيا. ويضم "غوغنهايم" عدّة متاحف تنتمي إلى مؤسسة سولومون ر. جوجنهايم، منتشرة في العالم، وتشمل: متحف سولومون أر غوغنهايم بنيويورك، متحف بيغي غوغنهايم في فينيسيا بالنمسا، متحف غوغنهايم الألماني في العاصمة (برلين)، متحف غوغنهايم لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأميركية، ومتحف غوغنهايم في العاصمة الإماراتية (أبوظبي)، و"هوغو بوس"، المجموعة التجارية الألمانية المتخصصة في الموضة والملابس الجاهزة والعطور والأكسسوارات، وتأسست في العام 1923 على يد مصمم الأزياء الألماني هوغو فرديناند بوس. وبلغت مبيعاتها للعام 2010 فقط ، 1.3 مليار دولار في أكثر من 124 دولة، تلقي الضوء على الاهتمام المتزايد من قبل بعض القطاعات التجارية الأوروبية بمجال الفنون؛ ليس فقط تلك التي تمارس أنشطة مرتبطة بها مثل الأزياء والتصاميم؛ بل حتى تلك التي يبدو أنها على مبعدة من الفنون.

وقالت نائب مدير وكبير الأمناء في مؤسسة غوغنهايم نانسي سبيكتور: ""إن القدرة التي يتمتع بها بول تشان بالعمل عبر منصات متعدِّدة بدءاً من أشرطة الفيديو إلى أعمال الضوء الأكثر رثائية، إضافة إلى عروضه المجتمعية، هي التي أحدثت تأثيراً وقدرة انحازت إليه في تحقيق هذا الفوز خصوصاً".

وكانت سبكتور رئيسة لجنة التحكيم المكوَّنة من خمسة من الأمناء ومديري المتاحف اختاروا الفائز، من خلال إحاطة الناس به، ومعرفتهم بإنجازه في مجال الفن المعاصر. وأشارت سبكتور إلى أن تشان "بدأ في الآونة الأخيرة، مغامرة الطباعة والنشر الإلكتروني، من خلال تأسيس شركته التي أطلق عليها (Badlands Unlimited).

تشان، الذي يبلغ واحداً وأربعين عاماً، سبق له أن أقام معارض فردية في الولايات المتحدة وأوروبا، وفي شولاغر في بازل، بسويسرا، هذا العام. وحملت المعارض اسم "الأعمال المختارة"، قدّم فيها لمحة عامة عن حياته المهنية، بما في ذلك عرض أشرطة للفيديو، وأعمال تم إنجازها على الورق وكذلك بعض المنحوتات.

من جانبها، قالت المدير المساعد في متحف الفن الحديث، كاثي هالبريك، متناولة أعمال بول تشان: "مثَّل عدد من الأعمال التي أنجزها تشان وسيلة لاجتياز المخاطر التي يمتلئ بها عصرنا".

هذا، وتأسست الجائزة في العام 1996 من قبل "غوغنهايم" والشركة الألمانية هوغو بوس. وقد تم اختيار تشان ضمن قائمة تضمَّنت خمسة متسابقين بينهم: شيلا جودا، الذي يعيش ويعمل في بنغالور بالهند؛ المكان الذي يبدع منه اللوحات والمنحوتات والنصُب التي تحاكي ثقافة الهند؛ وكذلك الفنان والمخرج الفرنسي كميل هنروت، الذي يعيش متنقلاً بين العاصمة الفرنسية (باريس) ونيويورك، وأبدع عدداً من أشرطة الفيديو وأفلام الرسوم المتحركة التي تتعامل مع موضوعات شتّى، مثل تاريخ الحضارة، والفنان المصري حسن خان، الذي يعيش في العاصمة (القاهرة) والذي أبدع أشرطة فيديو وأعمالاً نحتية تعكس القضايا الثقافية؛ والرسام الألماني المولد تشارلاين فون هييل، الذي يعيش في نيويورك والذي اشتهر بلوحاته التجريدية.

وبالإضافة إلى الجائزة النقدية، سيقام لتشان معرض لأعماله في متحف غوغنهايم بنيويورك في الربيع المقبل.

يذكر أن بول تشان فنان وكاتب وناشر أميركي، ولد في هونغ كونغ العام 1973. تأثرت قناة الفيديو التي أنشأها، إضافة إلى الإسقاطات، والرسوم المتحركة ومشاريع الوسائط المتعدِّدة التي يتعامل معها، بالفنانين في الخارج، والمسرحيين، والفلاسفة مثل هنري دارغر، صموئيل بيكيت، ثيودور ف. أدورنو، والمركيز دي ساد.

تهتم أعمال تشان بموضوعات شتّى بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، بالجغرافيا السياسية والعولمة والاستجابة للمناخات السياسية، وثائق الحرب والعنف والانحراف، والمواد الإباحية، وكذلك اللغة ووسائل الإعلام الجديدة.

وقد عرض تشان أعماله في بينالي البندقية، بينالي ويتني، دوكيومنتا، ومتحف الفن الحديث، والمتحف الجديد، وغيرها من المؤسسات.

عمل أيضاً على مجموعة متنوعة من مشاريع النشر، وفي العام 2010، أسّس شركة للفنون والكتاب الالكتروني باسم (Badlands Unlimited) ومقرها نيويورك.

ظهرت مقالات تشان وكذلك المقابلات في "آرتفوروم"، "فريز"، "فلاش آرت"، وغيرها من المجلات والدوريات.