لقد بنيت هذه الدراسة على حديث النبي (ص): «الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين، فإن رضيت خلائقه في إحدى وعشرين سنة، وإلا ضرب على جبينه، فقد أعذرت إلى الله تعالى.
وحكمة: (لاعبه سبعاً، وادّبه سبعاً، وصاحبه سبعاً)
وقد قسم الحديث النشأة إلى عدة مراحل:
- المرحلة الأولى: وهي مرحلة الطفولة ومرحلة اللهو واللعب مع الطفل ومن الأمور التي يحتاجها الطفل في هذا السن العاطفة والتقبيل والملاعبة والتهويدة.
- المرحلة الثانية: مرحلة التربية المباشرة والتأديب والتعرف على الأسرة والخصال الحميدة.
- المرحلة الثالثة: مرحلة الشباب ثم المراهقة.
انطلاقاً من هذه الدراسة تم تصنيف الألعاب إلى أربعة مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الحضانة قبل الروضة من (3 شهور إلى 3 سنوات) وهي مرحلة تكوين الشخصية ولهم أهازيجهم وألعابهم الخاصة مثل زانا زانا زانا / يا سنور تت ما عندنا بت.
المرحلة الثانية: مرحلة البراعم: من 3 سنوات إلى 6 سنوات ولهم أهازيجهم وألعابهم الخاصة بهم وكسب العادات.
المرحلة الثالثة: من (7 - 14) سنة، سن المراهقة وبلوغ الحلم ولهم ألعابهم يبتدئ الأطفال في الانفصال وهناك ألعاب خاصة للأولاد مثل الدوامة والخمبوص والتيلة والقيس ومنها ألعاب فردية مثل لعبة الصبّة ولعبة الدوّامة وألعاب جماعية ومنها الصميدة والخشيشة وحبش لبش / خاصة للبنات حبش لبش / دور فنجانه / عين جرس / قوم يا شويب... ما اقدر اقوم. كما أن هناك ألعاباً صيفية مثل اللقفة / الطيارة الورقية / المرجحانة (الدورفة)، وألعاب شتوية مثل لعبة البلبول / الدوامة والمحبس / لعبة أنا الذيب باكلكم... وأنا أمكم بحميكم.
ألعاب مرحلة النضوج
وهي ألعاب تحتاج إلى مهارات جسدية مثل كرة القدم/ سباق الخيل/ السباحة/ لعبة (عقرة بقرة) قال لي ربي عد للعشرة واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، عشرة.
وأيضاً لعبة الصعكير (الصركيع) وهوايات أخرى مثل صيد الطيور بواسطة الفخ (الحَبال) وصيد الحمام البلابل بواسطة الفلاتية والحداق لصيد الأسماك.
ساهمت هذه الألعاب الشعبية في اكتشاف المهارات الذهنية والتركيز والتوازن النفسي والعقلي والجسماني من خلال تفريغ ما لدى الطفل من طاقة جسمانية وانفعالية زائدة إلى جانب المتعة والتسلية التي يحصل عليها الأطفال والأمهات حيث يبعد عنهم الملل والضجر. وهناك حديث آخر للرسول (ص) يقول: (علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل).
مع غزو الثقافات الدخيلة والتكنولوجيا المستهدفة لجذب العديد من الأطفال، هجر الأطفال هذه الألعاب وتقوقعوا أمام شاشات التلفزيون والإنترنت وما يسمى بألعاب الكمبيوتر والفيديو وأسطوانات السي دي وال PLAYSTATION وحتى الدمية أو الكرجيه التراثية أصبحت بشكل باربي أنثى كاملة النضوج لها صديق وتستخدم المساحيق التجميلية والمكياج.
ومما لاشك فيه أن هذه الألعاب سبب مباشر للإصابة بضعف السمع والبصر وخمول الأطراف وتميل الرقبة وعدم التركيز في المحيط والتواصل الأسري والإصابة في التوحد وزيادة في الوزن. وتنتشر هذه الظاهرة بين أطفال المدارس فمعظمهم مصابون في السمنة والضخامة غير الطبيعيه والاكتئاب إشارة إلى الإحصائيات أن عدد المصابين بالسكري من النوع الأول في أطفال البحرين يفوق 20 في المئة من سن (0 - 14) كما نشر في صحيفة «الوسط» عدد (4449) بتاريخ 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 في اليوم العالمي للسكري وذلك لعدم حركة الطفل وأكل الحلويات والوجبات السريعة.
تلاشت فرص الخلق والإبداع حيث إن الأطفال كانوا يصنعون ألعابهم بأيديهم، ما يساعد في تمسكهم بها والمحافظة عليها وارتباطهم بتلك اللعبة لفترة طويلة، بخلاف الألعاب الحديثة ما يبرح أن يملّ منها يبحث عن وسيلة أخرى لقتل الفراغ.
فقد داهمت الحضارة الحديثة في كل بقاع الأرض جزءاً مهماً من التراث الشعبي الملاصق بالذاكرة والوجدان، ألا وهو الألعاب الشعبية، حيث إن اللعب يسهم إسهاماً فعالاً في بناء الشخصية الاجتماعية وتربيتها من النواحي الوطنية والنفسية والمهارات الجسدية، حيث إن الألعاب الشعبية ترتبط في الحركة والإيقاع والمناسبات والفصول. كما إنها تساعد على انتقال العادات من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية أخرى متقدمة ومن جيل إلى آخر، مكونة بذلك ثقافة لها مدلولاتها الإنسانية والاجتماعية والتي تؤكد على الانتماء إلى الجماعة والارتباط الجذري بالأرض والجار والوطن.
مرحلة المهد (3 شهور - 3 سنوات) مثل: ترنيمة الأم تلاعب طفلها على رجلها (تهويدة):
زانة زانة زانة
والحلوة في اللجانة
حسن يابو عطية
وعمامته المطوية
طواها ما نشرها
نشرها في البرية
يا عمة زنكي زنكي
بالحية الفرنجي
فرنجي يا بو عباس
كبير الدبة والراس
(مع تكرار القفلة مرتين قبل الدخول إلى موسقى الكوبليه)
أماه ابغي لقمة
واللقمة في البرمة
والبرمة تبغي حطب
والحطب من الشجر
والشجر يبغي قدوم
والقدوم عند الحداد
والحداد يبغي فلوس
والفلوس عند العروس
والعروس تبغي رجل
والرجل يبغي ولد
والولد يبغي حليب
والحليب عند البقر
والبقر يبغي حشيش
والحشيش من الجبل
والجبل يبغي مطر
والمطر من الله
لا إله إلا الله
محمد رسول الله
وهذه الأهزوجة تعلم الطفل على تقوية مخارج الحروف وطريقتها هي أن يستلقي الوالد على ظهره ويضع الطفل على رجليه ويجذب رجليه حتى صدره ويجعل الطفل في وضع الراكعين ويظل يحركه بواسطة رجليه إلى أعلى وإلى أسفل وترديد التنغيمة (زانا زانا أو أماه أبغي لقمة)
العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ