أخرجت الجمعيات السياسية 22 دائرة انتخابية من مجموع 40، من حساباتها، واكتفت الجمعيات التسع بالتنافس على 18 دائرة فقط في الانتخابات النيابية التي تنطلق اليوم السبت (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014).

وقدمت الجمعيات المشاركة في الانتخابات وهي: (الأصالة، المنبر الإسلامي، تجمع الوحدة الوطنية، الميثاق، الرابطة، الوحدة الوطنية، الصف، الوسط العربي، الوطن، وأخيرا الحوار الوطني)، 27 مرشحاً في الدوائر الـ18، ما يؤكد أن مواجهة مؤكدة ستجمع عدداً من الجمعيات في أكثر من دائرة.

ودفعت الجمعيات التسع بعدد متفاوت من المرشحين، حيث حظيت جمعية تجمع الوحدة الوطنية بأكبر عدد من بينهم 7 مرشحين نيابيين، فيما قدمت جمعية الأصالة (سلف) خمسة مرشحين، اثنان منهم كانا عضوين بلديين في المجلس الفصل التشريعي السابق وهما عبدالناصر المحميد وعلي يعقوب المقلة.

أما جمعية المنبر الإسلامي التي منيت بهزيمة ثقيلة في انتخابات 2010، ولم تستطع إلا إيصال نائبين فقط، فقد قدمت أيضاً خمسة مرشحين، من بينهم نائبها الحالي محمد العمادي والنائب السابق ناصر الفضالة المتوقع له إذا فاز أن يرأس الكتلة، عوضاً عن رئيسها الحالي النائب علي أحمد الذي فضل عدم الترشح هذه المرة بعد 12 عاماً قضاها عضواً نيابياً.

ومن جهتها، دفعت جمعية الميثاق، التي لا يوجد لها تمثيل نيابي في أي من المجالس النيابية الثلاثة الماضية، بأربعة مرشحين اثنان منهم في العاصمة، ومثلهم في المحافظة الجنوبية.

فيما قدمت جمعية الوطن التي لا تحظى بتمثيل نيابي سابق مرشحين اثنين فقط، بينما فضلت جمعيات الرابطة والوسط الإسلامي والصف والحوار الوطني الدفع بمرشح يتيم لتمثيلها في الانتخابات النيابية الحالية.

وتتنافس الجمعيات السياسية في جميع المحافظات الأربع، إلا أن مرشحيها يتركزون أكثر في محافظة المحرق، حيث يتنافس 10 مرشحين من مجموع 27 على 7 دوائر في المحافظة المذكورة.

وتليها المحافظة الجنوبية التي مدّت الجمعيات السياسية أذرعها فيها إلى أربع دوائر بمجموع 7 مرشحين، فيما قدمت الجمعيات مرشحيها في ثلاث دوائر في كل من العاصمة والشمالية بالتساوي.

وبلغت المنافسة بين الجمعيات السياسية ذروتها في ثلاث دوائر، تتنافس في كل واحدة منها ثلاث جمعيات، وهي أولى الجنوبية، حيث النائب الحالي مرشح جمعية الأصالة عدنان المالكي، وخالد القطان مرشح جمعية المنبر الإسلامي، ومرشحة جمعية تجمع الوحدة الوطنية جيهان محمد هادي.

وكذلك في الدائرة العاشرة في المحافظة الشمالية، والتي تتواجه فيها جمعيات الأصالة والمنبر الإسلامي وتجمع الوحدة الوطنية عبر مرشحيهم خالد المالود ومحمد العمادي، وسيما اللنجاوي، على التوالي. يذكر أن المالود والعمادي كانا نائبين في مجلس النواب المنتهية ولايته مؤخراً.

أما الدائرة الثالثة فهي سابعة المحرق التي يتنافس فيها مرشح الأصالة العضو البلدي للدائرة علي المقلة مع مرشح المنبر الإسلامي النائب السابق عن الدائرة ذاتها ناصر الفضالة، بالإضافة إلى مرشح جمعية الوطن بدر الحمادي.

كما تتقاطع الجمعيات في دوائر أخرى بمرشحين يتنافسان فيما بينهما، ففي ثالثة المحرق هناك مرشح الأصالة عبدالناصر المحميد ومرشح جمعية الوسط العربي الإسلامي أحمد سند البنعلي، والدائرة التاسعة في الجنوبية التي يواجه فيها مرشح تجمع الوحدة الوطنية محمد القومي، مرشح جمعية الميثاق محمد الدوسري، وأيضاً عاشرة العاصمة التي يدخل فيها مرشح جمعية الميثاق في مواجهة مع مرشحة جمعية الوطن لولوة المطلق.

فيما تبقت 12 دائرة من الدوائر الـ18، فيها مرشح وحيد للجمعيات السياسية يتنافس مع غيره من المرشحين المستقلين، وأبرزهم أولى المحرق التي ترشح فيها النائب السابق عن جمعية المنبر الإسلامي سعدي محمد، وثالثة الجنوبية التي يبدو فيها رئيس كتلة الأصالة عبدالحليم مراد في وضع انتخابي مريح، وسادسة العاصمة التي دفعت جمعية الرابطة فيها بنائبها الحالي علي العطيش للترشح فيها مجدداً.

واللافت في هذه الانتخابات أن هناك 11 نائباً حالياً، قد غادروا مجلس النواب طواعية، بعد أن اختتم موعد الترشح للانتخابات البرلمانية أبوابه من دون أن يقدموا على ذلك، أو ممن انسحبوا لاحقاً، وعليه فقد بات غيابهم المبكر عن المجلس أمراً مفروغاً منه. النواب المغادرون كان على رأسهم رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، ومنهم من كان نائباً لأكثر من فصل تشريعي، كرئيس كتلة المنبر الإسلامي علي أحمد الذي وصل إلى البرلمان ثلاث مرات، وأعلن عزوفه عن الترشح مجدداً، وكذلك الحال بالنسبة إلى الشيخ عادل المعاودة، والنائب المخضرم خميس الرميحي الذي وضع بصماته في المجلس طيلة 8 أعوام، وكذلك النائب لطيفة القعود التي فازت بالتزكية مرتين في المحافظة الجنوبية وعايشت تجربتين نيابيتين (2006 و2010).

فيما النواب العازفون الآخرون عن الترشح بينهم من وصل إلى البرلمان بعد انتخابات 2010، ومنهم النائب عبدالحميد المير، وعلي زايد، بينما هناك ثلاثة نواب جاءوا بعد الانتخابات التكميلية التي أجريت العام 2011، بعد انسحاب كتلة الوفاق من البرلمان وهم: أحمد الساعاتي، سوسن تقوي، وجمال محمد.

وعن نواب الانتخابات التكميلية، فهناك 14 نائباً منهم جددوا ترشحهم في هذه الانتخابات، من مجموع 18 فازوا في الانتخابات التكميلية السابقة، ليس من ضمنهم النائب المقال أسامة مهنا الذي تم إسقاط عضويته في البرلمان بسبب مواقفه السياسية، كما تم رفض طلبه الترشح مجدداً لعضوية المجلس المقبل.

ومن المتوقع بعد أن تنجلي الغبرة عن الانتخابات أن تظل هيمنة النواب المستقلين في البرلمان الحالي قوية، فبخلاف الدوائر الـ22 التي لا يوجد فيها مرشحون للجمعيات السياسية، فإن بقية الدوائر ستحظى بمنافسة شرسة بين المستقلين ومرشحي الجمعيات السياسية، وهو ما سيرفع بالطبع من نصيب المستقلين، خاصة مع تشتت الأصوات في أكثر من دائرة انتخابية بسبب حدة المنافسة وتقارب حظوظ المرشحين، خاصة في محافظة المحرق.