وقفتُ بِبابِكَ يا سَيِّدِي
لَعَلَّ القَوَافِيَ لِي تهتدي
وَقفتُ بِبابِكَ كُلِّي خُشُوعٌ
فَيا لِسُمُوِّكَ مِنْ سَيِّدِ
وقفتُ بِبابِكَ أَرجُو العُبُورَ
لِأُفقِ سَمَا رُوحِكَ الأَمجَدِ
فَرَوعُ الجَنَانِ وهَولُ المَقامِ
يُضِيعُ الكَلامَ على المُنشِدِ
***
تَعَاليتَ يا خَالداً في الوَرَى
ومِثلَكَ أُنْثى فَلَم تَلدِ
فتِلكَ نُجُومٌ خَبا ضَوؤها
ونُورُكَ أَنتَ بَدا سَرمَدِي
وأَنتَ الكَرامَة أَحْيَيتَهَا
وأَنتَ المُجَسِّدُ للسُّؤددِ
وأَنتَ الإباءُ أَتَى صَاغِراً
يُقَبِّلُ مِنكَ أَدِيمَ اليَدِ
وأَنتَ، الثَّباتُ على مَبْدَأٍ
يُقَبِّلُ مِنكَ الجبِينَ النَِّدي
فَإِنَّكَ فُقتَهُمُ في العُلا
وأَنتَ عِنِ الحَقِّ لمْ تَحِدِ
***
أَرادُوا بقَتلِكَ مَوتَ اليَقِينِ
فَصِرتَ اليَقِينَ إِلى الأَبَدِ
وظَنُّوا بِقَتلِكَ هُم خِالِدونَ
فِصُرتَ الخُلُودَ بِلا مُولِدِ
***
لقد قِيلَ فِيكَ الكثيرُ الكثيرُ
فَكَم مِنْ خَطِيبٍ ومِنْ مُنشِدِ
فما بَلغُوا رَغمَ كِثرِ الكَلام
لِقدرِكَ فِي القولِ والمَقصَدِ
فغيرُكَ تُسْعِدُهُ الكَلمَاتُ
وهْيَ بِذِكْرِكَ مَنْ تسْعَدِ
وغَيرُك تَرفَعُهُ الكَلماتُ
وهْيَ بِمَدحِك مَنْ تَصْعَدِ
أَبَعدَ الرَّسُولِ وبَعدَ عَليٍّ
وبَعدَ البَتُولِ؟ أَمِنْ مُصِعِدِ؟
فيا ابنَ الرَّسُولِ وحَسْبُكَ أَنْ
تَكَونَ عَلى دَربِهِ تقتدِي
ويا ابنَ الوَصِيِّ ومَن مثلُهُ
لِطَهَ، بِرُوحٍ لَهُ، يفتدي
ويا ابنَ مَن هِيَ خَيرُ النِّساءِ
وثانِيَ سِبطَينِ فِي العَدَدِ
***
فَها أَنْتَ أنتَ وماذا أَنا؟
لِأَطمَعَ عِندَكَ في مَقعَدِ؟
ولَكِنَّنِي يا ابنَ بِنتِ الرَّسُولِ
لآمُلُ جُودَكَ في مَرفدِي
بِمَدحِكَ إِنِّي لأطمَعُ مِنْ
جِنانِ الخُلودِ في مَقعَدِ
فلا حَاجَةٌ لَكَ في مِدحَتِي
وإِنِّي بِمَدحِكَ في سُؤدَدِ
***
فأنتَ بدَربِ الهُدَى شُعلَتِي
و أَنْتَ بِدِينِ الإِبِا معَبَدي
فَمُذْ كُنتُ طِفلَاً عِشِقتُ الحُسِينَ
ومَا ليَ في حُبِّهِ مِنْ يَدِ
فَحُبِّي لَهُ هُوَ حُريَّتِي
ومَنْ نَالَ ذا الحُبَّ لَم يَفقِدِ
***
يَظَلُّ الحُسينُ عَصِيَّاً على
دُعَاةِ الخُنُوعِ وبَسطِ اليَدِ
ويَبقى الحُسينُ بَعيدَ المَنالِ
وكلٌّ لِوَصْلٍ بِهِ يَدَّعِي
عبدالله أحمد منصور آل رضي
خلفية جدارية تتوسط المسرح تحمل في طياتها صورة كثبان رملية لصحراء كربلاء التي ستتحول إلى بقعة حمراء جمرية غاضبة لما شهدتها من مشاهد الخزي والعار للجرائم البشعة التي ارتكبوها جلاوزة بني أمية آنذاك وأكملوها اليوم «داعش» في الشعوب المسلمة والمسيحية المسالمة! وخيمة واحدة... ما بقيت في ذلك اليوم، وشاب عليل واحد يتكئ على شاب آخر قد أنهكهم العطش في حوار مع الحر «جون» وقد أدّيا حوارهما بكل امتياز!
فجأة... وردة جميلة يهديها لهما ثم يغادرهما لحتفه المحتوم حينما استأذن الإمام الحسين للقتال الذي دعا له بكأس المعين وجنة النعيم، إلا أن رسل القوم جاءت أسرع منه لخيم الحسين!
في أمسية من أعظم الأمسيات وأجلَّها في ليلة العاشر من محرم الحرام والتي أحياها شباب قرية السنابس الشرقية بكل اقتدار في مسرحية هادفة تحمل عنواناً جميلاً لطالما تردد على ألسنة الخطباء والرواديد.
وقف الحسين على مصرع «جون» مولى أبا ذر الذي لم يخب عن نصرة السبط في حين خابت عنها أحرار وليسوا بأحرار بل عبيد المال!
ودّعه السبط ودعا له بطيب روحه التي سترفرف في جنة الخلد وبياض وجه الذي بيّض به وأقرّ به عين أمه حينما سقط قتيلاً بسيوف البغي والضلال!
في نهاية المسرحية، أصوات الحزن والكآبة بارزة في بكاء الحاضرين صغاراً قبل الكبار نسوة قبل الرجال والتي سبقت الأصوات الموسيقية المؤثرة والمصاحبة للعرض وخصوصاً أصوات سل السيوف من أغمادها التي صبغت أرض كربلاء بدماء الهاشميين والشهداء هدية لكسب الجائزة الكبرى بقطع رأس السبط ورؤوس الهاشميين وهم بهديتهم وجرائمهم يفرحون!
مهدي خليل
بأبي أفدي كُفوفاً لَم تَزلْ تجود..
تُسقي الورودْ تُعطي اليتامى بلا كلٍ ومَلْ
سُمِّيتَ ساقٍ للعُطاشى منَ الاَزلْ
تعبَّستِ الكفوف، تقلَّبتِ الصفوف !
فصرتَ في أرضِ الطفوف بطلْ،
تنفّرُ كلّ شملْ بأمركَ طاعتكَ السيوف،
سُمِّيتَ ساقٍ للعُطاشى منَ الاَزلْ
ولم تَزلْ ولن تزَال، يا قائدَ الزلزالْ،
شرحتَ الوفاءَ دروساً
في وجهِ العدوّ عُبوساً،
منكَ الجبالْ، اَخذت أمَلْ
سمّيتَ ساقٍ للعُطاشى ولم تَزلْ
السيد علي الموسى
قابَ حُزنَين منكِ..
وعقاربُ السَّاعةِ تشيرُ إلى الوراء
أليس حاصل حبنا
قطرات المطر.. يعتصرها الشتاء
ها هو الشِّتاء يهزأ بِي:
عدتُ أنا... فأين ذات الربطة الحمراء؟
واللَّيل امتطانِي بقدمَيه وجعاً.. كأني الأسير..
وما كان منِّي... إلا بأغلالي أن أسِير
في ظلمة الليلِ
وعله الدجى.. لستُ أدري،
فقد أهلك حواسي المسير
وما كانَ منِّي إلا ابتسامةٌ
وبعضٌ من الجنونِ...
كخدرٍ يسترُ ذاك الكسير
وفي ظلمته
اعترتني ومضةٌ...
وقربتنِي،
لأضلاعهَا بخفة الدمع
وقشعريرته عند الانهمار...
.. وخاطبتنِي؛
ما لي أراكَ حزين الكلم..
وقد اعترتك الجراح...
وبتَّ تكتب الحزن
بعد الحبِّ.. وكأن الله
من جنتهِ لنيرانهِ اقتادك ورماك..
ثمَّ أغلقَت.. فاهِي
محكماً.. بأوراقٍ
كأنها تمارسُ عمل السفاح
وأخبرتنِي...
أن أترُك الدمع أبلهاً حائراً
على مخدع الضحكات..
واجعَل العَقل يصدقُ
أن الدُنيا مضَت
وأن الحبُّ في الأصل
منذ مليون عام مات
وأن الناس... استحضرتهُ ورثته
وبعد الرثاء... لا يجوز التعامل بما قد مات
حسين منصور الأسود
العدد 4458 - الخميس 20 نوفمبر 2014م الموافق 27 محرم 1436هـ