اختتم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مطلع الأسبوع الجاري سلسلة اجتماعاته التحضيرية حول الإعداد لميثاق عربي للمحافظة على التراث الثقافي في الدول العربية وتنميته"، والذي نظّمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والمركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي في الشارقة (آثار /إيكروم).
وقد حضر الاجتماعات كل من مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي منير بوشناقي ، مديرة قسم التراث الثقافي في منظمة الألكسو حياة قطّاط ومدير مركز آثار /إيكروم في الشارقة زكي أصلان ، إضافة إلى حضور خبراء مختصين في مجال قوانين الحفاظ على التراث العالمي.
وأوصى مجموعة الخبراء في ختام اجتماعاتهم على تقديم مقترحاتهم إلى وزراء الثقافة العرب تحت إشراف منظمة (الألكسو)، حيث أكدوا في التوصيات على ضرورة تجنيد كل الطاقات المادية والبشرية لمواجهة الآثار السلبية على التراث الإنساني، والتي تتركها الاضطرابات التي تعيشها بعض الدول العربية كسوريا والعراق واليمن وليبيا.
كما أوصى الاجتماع باتخاذ إجراءات قانونية تجاه ما يعانيه التراث الثقافي في بعض البلدان العربية، معتبرين أن أي عمل مستقبلي في حماية التراث لابد أن يأخذ في عين الاعتبار كافة التوصيات والاتفاقيات الدولية التي صدرت منذ نهاية القرن العشرين وحتى بداية القرن الواحد والعشرين، مع التأكيد على الآخذ بالاتفاقية الدولية التي تنص على حماية التراث المغمور تحت المياه والصادرة في سنة 2001م. كما اتفقت مجموعة الخبراء على زيادة الجهود لحماية التراث غير المادي من خلال تطبيق اتفاقية اليونيسكو لعام 2003م.
واختتم المجتمعون لقاءاتهم بالتأكيد على ضرورة تنسيق الجهود ما بين منظمة اليونيسكو والمنظمات المختصة في مجال التراث المنقول (التحف والقطع الأثرية) من أجل منع عمليات التهريب المستمرة التي تتعرض لها الآثار في بعض الدول العربية، وذلك في ظل اتفاقية اليونيسكو لعام 1970 الخاصة بمنع تهريب التحف واتفاقية UNDROIT والتي صدرت في روما عام 1995م.
وكان اجتماع ممثلي الدول العربية المشاركة في الدورة الحادية والعشرين من مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي التي إستضافتها الجمهورية التونسية في شهر أكتوبر 2013 قد أوصى بإعداد ميثاق عربي للمحافظة على التراث في دول الوطن العربي.
يذكر أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين افتتح عام 2012م في المنامة أثناء احتفائها باختيارها عاصمة للثقافة العربية بعد إقرار إنشائه من قبل المؤتمر العام لليونسكو في دورته الخامسة والثلاثين والذي عُقِد عام 2010م، كما ويعد المركز المرجع الأول للعالم العربي للحفاظ على الإرث الثقافي الإنساني والطبيعي في المنطقة.