يحكى أن رجلاً طيباً كبيراً في السن كان يملك سلة سحرية عجيبة يغطيها بقطعة قماش ويسير بها كل يوم في أنحاء القرى والمدن، متجولاً في الشوارع والأزقة يبحث عن صاحب حاجة أو أمنية فيحققها له.

والناس في القرى والمدن يترقبون هذا الرجل الطيب ليحلّ عابراً بقريتهم ليحقق أمانيهم، وما أن يصل القرية يتجمع حوله أصحاب الأمنيات ليحقق لهم أحلامهم وأمانيهم.

وفي يوم من الأيام حلّ الرجل ضيفاً على إحدى المدن وكعادته بدأ بسؤال كل شخص عن أمنيته فيدخل يده في السلة ويخرج له أمنيته... إلا أن رجلاً شريراً كان يراقب هذا الرجل الطيب، وبدأ يخطط لسرقتها، حتى يستطيع أن يحقق لنفسه كل ما يتمناه. وبالفعل وبينما كان الرجل الطيب يرتاح تحت الشجرة، حتى جاء ذلك الرجل الشرير وسرق السلة من دون أن يشعر الرجل الطيب بها.

وأخذ يركض بها نحو الغابة باحثاً عن مكان آمان يخبئها فيه... وما أن أحسّ بالأمان حتى وضع السلة العجيبة أمام عينه، فقرر رفع القطعة القماش ليعرف ما بها وكيف يستطيع الرجل الطيب أن يحقق الأمنيات من خلالها... وما أن رفع الغطاء من على السلة حتى ندم على ما رآه، إذ وجد السلة فارغة، فاستغرب من ذلك، فأعاد وضع قطعة القماش على السلة وأدخل يده فيها وتمنى أمنيته إلا أن يده كانت تطلع خالية من دون أن تتحقق أمنيته.

فاستغرب من ذلك وأخذ يحاول مراراً وتكراراً ولكن من دون أي فائدة تذكر... حتى قرر أن يعيد السلة للرجل الطيب ويسأله عن سر هذه السلة العجيبة.

وبالفعل أعاد الشرير السلة للرجل الطيب، واعتذر منه على فعله الخاطئ، وأبلغه بالذي حدث معه... ابتسم الرجل الطيب لذلك وللشرير وقال له: هذه السلة يا بني لا تعمل إلا إن أحسن الإنسان نيته، فلو كنت قد أخلصت نيتك لخدمة الناس والمحتاجين، لما كان من السلة إلا أن حققت لك أمنياتك، أما أنت فقد كنت غنياً وتطمع في أن تزداد غنى، وهذه السلة فقط لمساعدة الفقراء والمحتاجين... فتعلم الرجل الشرير درساً لن ينساه، فيما استمر الرجل الطيب يسير بين المدن والقرى لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

وديعة محمد أحمد

15 عاماً