تتضح الأمور بأن مقاطعة «المعارضة» للانتخابات النيابية في جزيرة سترة التي ستجرى في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 هي تكرار لسيناريو انتخابات 2002، عندما استطاع مستقلان أن يحجزا مقعدي النيابي في خامسة وسادسة الوسطى في ظل خلو الساحة من منافسين محسوبين على المعارضة أو جمعية الوفاق. في حين دخول الأخيرة للانتخابات البلدية في 2002 استطاعت اكتساح الساحة وسيطرت على أغلبية المقاعد في الدوائر التي تتواجد فيها.
بينما شهدت انتخابات 2006 منافسة حامية الوطيس بين مرشحي «الوفاق» في سترة وبين المستقلين وحسمت لصالح الوفاق، إذ كانت المنافسة بين السيدحيدر الستري ومحمد آل الشيخ، وكان الأخير يعول على ما حققه في انتخابات 2002 عندما دخل في منافسة مع مستقل، حين أوصلته أصوات الناخبين إلى البرلمان، فيما كان الستري، إضافة إلى كونه معمماً، مدعوماً من الوفاق التي اعتبرت أن الدائرة محسومه له.
فيما يظهر التعديل الأخير للدوائر الانتخابية تحول سترة من المحافظة الوسطى لمحافظة العاصمة التي فقدت انتخاباتها البلدية، بعد صدور قانون تحول بموجبه المجلس البلدي المنتخب إلى أمانة عامة، فإن المشهد الانتخابي على الصعيد النيابي ينبئ بمؤشر بفوز مستقلين بعد مقاطعة المعارضة للانتخابات.
فقد قسم التعديل الأخير سترة إضافة لجزء من المعامير وجزء من العكر إلى دائرتين، ثامنة وتاسعة، فتضم الدائرة الثامنة الذي فاز فيها مجيد العصفور بالتزكية، مناطق «النبيه صالح، المنطقة الصناعية، مهزة، القرية، مركوبان، الخارجية» وتصل كتلة الكثافة السكانية لهذه الدائرة 9.372، فيما تضم الدائرة التاسعة منافسين هم ( محمد آل عباس، محمد جعفر وإبراهيم العصفور) في مناطق «أبوالعيش، واديان، سفالة، الحمرية، العكر الشرقية (623)، العكر الغربية (624)، المعامير (634 - 633)»، إذ تعتبر كتلة الكثافة السكانية لهذه الدائرة تصل بحسب الأرقام المعلنة رسمياً إلى 9.591.
ولاشك في أن الدخول في المنافسة في الانتخابات النيابية المقبلة في هذه الدائرتين سيمثل تحدياً في ظل خلو المنطقة من وجود إعلانات لمترشحين أو فتح خيام أو إقامة ندوات، وذلك بمقابل إن سترة تعتبر (معقل) المعارضة في الانتخابات المحسومة لها، إذ من سيمثل الدائرة في مجلس النواب، سيكون مستقلاً وعليه لملمة الأمور في كبح التحديات التي ستواجهه.
عزوف الوفاق عن المشاركة في الانتخابات، سيعطي أرقاماً جديدة على نسبة المشاركين بعكس ما كان موجوداً من نسبة مشاركة كبيرة في انتخابات 2006 و2010، في حين أظهرت الأرقام في العام 2006 نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع إلى 76 في المئة وفي العام 2010 إلى 56.55 في المئة.
وكانت الجمعيات السياسية المعارضة قررت في العام 2006 المشاركة في الانتخابات النيابية بعد أن قاطعتها في العام 2002، وفازت كتلة الوفاق النيابية في انتخابات 2006 بـ 17 مقعداً نيابياً بينما دعمت النائب السابق المستقل عبدالعزيز أبل في إحدى الدوائر ليفوز عنها، ولكنها لم تدعم أي مرشح من غير المنتمين للجمعية في انتخابات 2010 في الدوائر الـ 18 التي اعتبرتها دوائر مغلقة ومضمونة الفوز بالنسبة لها.
في حين استطاع مرشحو الوفاق في جزيرة سترة أن يفوزوا بكل جدارة بعدما كانت في العام 2002، فاز فيها أحمد حسين (خامسة الوسطى)، ومحمد آل الشيخ (سادسة الوسطى)، ففي العام 2006 فاز عن كتلة الوفاق السيدحيدر الستري (سادسة الوسطى)، عبدعلي حسن عن (خامسة الوسطى)، أما في العام 2010 فاز الشيخ حسن عيسى عن (سادسة الوسطى) فيما بقي عبدعلي حسن في مقعده عن (خامسة الوسطى).
يذكر أن البحرين شهدت ثلاث دورات انتخابية، (2002، 2006، 2010)، في حين قاطعت المعارضة الانتخابات النيابية في 2002، واستطاعت في 2006 و2010 اكتساح المقاعد البرلمانية في دوائرها الانتخابية.
في حين أسفرت نتائج الانتخابات النيابية والبلدية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول العام 2010 عن مفاجآت ومنها ترشيح كثير من أعضاء المجالس البلدية أنفسهم في النيابية، إضافة إلى انسحابات من بعض الدوائر لبعض المترشحين المستقلين لصالح مرشحي الجمعيات، ما جعل فوز بعض المرشحين بالتزكية في خمس دوائر، واستطاع المرشح الوفاقي عبدالجليل خليل في رابعة العاصمة أن يحسمها لصالحه بسهولة.
العدد 4457 - الأربعاء 19 نوفمبر 2014م الموافق 26 محرم 1436هـ