قال رئيس تحرير صحيفة «الوسط»، منصور الجمري، إن على المؤسسات البحثية ومراكز الدراسات «تحدي التصورات النمطية السائدة، ولاسيما تلك التي تعتمد على نظريات المؤمراة، وان تكون بمستوى تطوير وتقديم خيارات استراتيجية لمتخذي القرار بصورة غير معهودة وتكون خارج الإطارات المغلقة»، داعياً في الوقت نفسه إلى «خلق الأصدقاء بدلاً من الأعداء في العلاقات داخل المجتمعات وبين الدول». وأكد ان التنوع في الآراء وفي استعراض الأفكار وفي تحديد أصحاب المصالح في الدراسات والخيارات، جميعها ضرورية لنجاح المؤسسات البحثية لمتخذي القرار».
ورأى الجمري ضرورة أن تقوم المؤسسات البحثية بتوصيل آراء قد لا يرغب متخذو القرار في الاستماع إليها، بدلاً من التحول الى صدى لتريد قرارات وتصريحات الجهات الرسمية.
جاء ذلك خلال مشاركة الجمري في الجلسة الثانية من الملتقى الخليجي الثالث للتخطيط الاستراتيجي «من الخطة الوطنية إلى الخطة الإقليمية»، يوم أمس الأربعاء (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) بفندق الشيراتون، والذي تنظمه الجمعية البحرينية للتخطيط الاستراتيجي ومؤسسة «أكت سمارت» لاستشارات العلاقات العامة، تحت رعاية الممثل الشخصي لجلالة الملك رئيس المجلس الأعلى للإعلام والاتصال سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة.
وأوضح الجمري في الجلسة التي حملت عنوان «دور مراكز الأبحاث في تعزيز الخطط الإقليمية»، أن «المؤسسات البحثية ليست علاقات عامة، وليست دائرة إعلام وصحافة ودعاية لمتخذي القرار، بل يجب أن تعطي وتطور خيارات استراتيجية ورؤى منفتحة على الواقع وعلى المستقبل».
وأكد أن المؤسسة البحثية ينبغي أن تفتح الآفاق لمتخذي القرار وأصحاب المصالح، وتبلغهم بأن المستقبل سيتغير، ولابد من الانتباه لذلك، ورأى أن المؤسسات البحثية عليها أن تطرح أفكاراً قد تبدو غير متوقعة في بادئ الأمر، وهذا ما يسمى بالتفكير خارج الصندوق، ويجب على العاملين في هذه المؤسسات عدم ترديد الكلام نفسه الذي يقوله متخذو القرار، «وشدد على ضرورة إيجاد مؤسسات بحثية في منطقة الخليج، وعليها أن تتحدى ما يقال من مقولات مكررة، وإلا ستكرر الخطأ الذي يقال، وهي يجب عليها ايصال الآراء التي قد لا يرغب صاحب القرار سماعها، ولكنه يجب أن يسمعها من خلال المؤسسات البحثية، وإلا سيقع في خطر.
وقال: «لو رجعنا إلى التاريخ سنجد أن العاصمة العراقية بغداد كانت أول من أسس مؤسسات بحثية، وفي القرن الثالث عشر كان هناك اسطرلاب (علم الفلك) في بغداد وهي تشبه وكالة ناسا اليوم، التي تعتبر اليوم أخطر من ناحية البحوث والاستطلاعات ومعرفة ما يدور في الكون، وقبل ذلك كانت هناك دار الحكمة التي أسسها المأمون وجلب المترجمين والمفكرين من كل الأجناس والأديان واستعان بهم لنقل العلوم الى العربية، ومن ثم حدثت حالة صمت لعدة قرون تخللها هبوط الحضارة الإسلامية ونهوض الحضار الأوروبية، وبعد ذلك في القرن السابع عشر بدأت المؤسسات البحثية النوعية تظهر في فرنسا وانجلترا، مثل رويال سوسايتي، وغيرها».
وفي سياق كلمته، ذكر الجمري أن «علينا أن نعيد النظر، وخصوصاً أننا غافلون عن مشاريع التنمية التي لا تعادل الميزانيات التي تنفق عليها نسبة 1 في المئة من الميزانيات التي تصرف على التسلح والدفاع والعسكرية».
وتساءل: «هل نحن نريد كل هذا التحشيد لخلق الأعداء؟ والقول إن العالم يتآمر علينا ليس دقيقاً»، مجيباً في الوقت ذاته بالتأكيد على أن «العالم ليس لديه وقت يتآمر علينا، بل لديه وقت لتنمية نفسه». وأشار إلى أن «علينا أن ندرس لماذا 61 في المئة من الإرهاب له علاقة بالمسلمين، وأكثر ضحايا الإرهاب القاتل والمقتول من المسلمين».
ورداً على سؤال من أحد الحاضرين في الملتقى حول السبيل إلى تقليل الفجوة والجدل في المراكز البحثية وأصحاب القرار، قال الجمري: «إن العلاقة دائماً جدلية، وهناك نزعة لدى صاحب القرار أنه لا يريد سماع الآراء المخالفة، والناجحون هم من يسمعون للآراء الأخرى».
العدد 4457 - الأربعاء 19 نوفمبر 2014م الموافق 26 محرم 1436هـ
شكرًا دكتور
شكر وتقدير لك عزيزنا الدكتور.
فكر متقدم.. نأمل في وجود مؤسسات بحثية تحتضن أفكار الشباب الإبداعية للخروج من "صندوق" الأزمة في البحرين.