العدد 4456 - الثلثاء 18 نوفمبر 2014م الموافق 25 محرم 1436هـ

فشل الهدنة الانسانية للأمم المتحدة في بنغازي

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبية أنها لم تتمكن اليوم الاربعاء (19 نوفمبر / تشرين الثاني 2014) من دخول مواقع القتال في مدينة بنغازي بسبب تواصل المعارك فيها، رغم اعلان الأمم المتحدة أن أطراف الصراع في بنغازي (شرق ليبيا) اتفقوا على "تهدئة إنسانية غير مشروطة" لـ12 ساعة.

وقال المتحدث الرسمي بأسم الجمعية محمد مصطفى المصراتي لوكالة فرانس برس إن "فرق الجمعية لم تتمكن من دخول أماكن النزاع في المدينة خلال فترة الهدنة لأن أطراف النزاع لم يوقفوا تبادل إطلاق النار خصوصا في منطقة الصابري وسط بنغازي".

وأضاف المصراتي أن "الأمانة العامة للجمعية تواصلت مع طرفي النزاع لكنهم لم يوقفوا تبادل إطلاق النار"، لافتا إلى أنه "لم يكن هناك اتفاق بالأساس على هذه الهدنة بين الأطراف المتنازعة وإن كانت بعثة الأمم المتحدة قد أعلنت عن ذلك".

وجمعية الهلال الأحمر الليبي باتت الوحيدة التي تحوز ثقة مختلف أطراف النزاع، نظرا لبقائها على الحياد طيلة فترة الصراع، حيث قام منتسبوها ومتطوعوها بجهد إنساني بالغ الأهمية والخطورة طيلة المدة الماضية، من خلال عمليات إجلاء العالقين وانتشال القتلى واسعاف الجرحى إضافة إلى إيواء النازحين.

وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا برناردينو ليون، قال في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه في وقت سابق من الاربعاء "إن أطراف الصراع في بنغازي قد اتفقوا على تهدئة غير مشروطة لدواع إنسانية في المناطق المتأثرة بالنزاع في مدينة بنغازي".

وتابع البيان "أن التهدئة بدأت الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (05:00 تغ) من صباح اليوم وتستمر لمدة 12 ساعة قابلة للتمديد من قبل الأطراف".

وأشار البيان إلى أن "كافة الأطراف اتفقوا على أن يقوم الهلال الأحمر الليبي بإجلاء المدنيين من المناطق المتأثرة وانتشال الجثث وتسهيل عملية نزع مياه الصرف الصحي".

وأكدت أن "هذه التهدئة ستتيح للمدنيين الفرصة لرعاية الجرحى وتأمين الغذاء والمؤن الضرورية الأخرى".

واعلن الجيش الليبي وقف عملياته العسكرية خلال مدة الهدنة.

وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للجيش "تعلن قيادة الجيش من جانبها وقف إطلاق النار برا وجوا وبحرا ، لمدة 12 ساعة ابتداء من الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي".

وأشار إلى أن القرار جاء "بعد التشاور مع مبعوث الأمم المتحدة والهلال الأحمر الليبي الذي ابدى استعداده لنقل الجثث وإسعاف الجرحى من هذه المواقع".

ومنذ أكثر من شهر، يخوض الجيش الليبي وقوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر مواجهات عنيفة ضد المسلحين الاسلاميين في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي شرقي البلاد التي يحاول الجيش استعادة السيطرة عليها فيما تدور معارك بين مجموعات مسلحة غربي البلاد.

لكن رغم الإعلان عن التهدئة، اوضح مراسل فرانس برس ان أصوات الأسلحة الثقيلة ودوي انفجاراتها كانت تسمع منذ صباح الاربعاء في المحور الجنوبي الشرقي لمدينة بنغازي في منطقتي الليثي وبوعطني وعلى الطريق المؤدي لمطار بنغازي.

وأشار شهود عيان من مختلف مناطق المدينة إن مناوشات بالأسلحة الثقيلة جرت في الصابري وفي محاور أخرى منها الجنوبي الغربي والغربي للمدينة بين الجيش والإسلاميين.

وأوقعت المواجهات في بنغازي منذ انطلاقها في 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وأعمال عنف متفرقة أكثر من 360 قتيلا بحسب مصادر أمنية وطبية.

والسبت أعلن مجلس النواب الليبي، المعترف به من الأسرة الدولية بنغازي "مدينة منكوبة"، والأمر نفسه أعلنته "حكومة الانقاذ الوطني" الموازية برئاسة عمر الحاسي والتي تسيطر على العاصمة طرابلس دون اعتراف دولي.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ان القتال العنيف بين الجماعات المسلحة المتناحرة في مختلف مناطق ليبيا أجبر أكثر من 100 ألف شخص على الفرار من منازلهم منذ منتصف الشهر الماضي.

وقالت المفوضية في بيان السبت إن "الصراع المتفاقم في بنغازي ودرنة شرقا، وفي أوباري في جنوب شرق البلاد، وفي ككلة غربا يعيق عمليات الإغاثة بسبب انعدام الأمن".

وكانت مصادر إسلامية أعلنت لفرانس برس مقتل القيادي الإسلامي يوسف محيي الدين قائد جبهة القتال في منطقة الصابري خلال معارك الثلثاء.

ويوسف محيي الدين أبرز القادة الإسلاميين في مجلس شورى ثوار بنغازي وهو أحد أبرز المتهمين الذين أعلنت عنهم المحكمة في مقتل اللواء ركن عبد الفتاح يونس قائد الجيش فترة الحرب على نظام القذافي في العام 2011.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً