أكد المدير التنفيذي لصحيفة "نيويورك تايمز"مارك تومسون، أن منطقة الشرق الأوسط تقدم للشركات العالمية الكبرى فرصاً للنمو مع ظهور العديد من الأسواق الناشئة، وذلك في معرض لقاء أجراه معه الصحفي مارتن نيولاند في ختام أعمال اليوم الأول من قمة أبوظبي للإعلام التي تقام حالياً في فندق روزوود في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وقال تومسون أمام جمهور مكون من 300 ضيف من رواد صناعة الإعلام في المنطقة والعالم، أن صناعة الصحافة والإعلام تتعرض لتغيرات تستدعي من الشركات الإعلامية تغيير طريقة تفكيرها وسعيها لابتكار أساليب جديدة في إنتاج وعرض وتوزيع المحتوى٬ خاصة مع تقلص حواجز الدخول إلى مجال الإعلام بشكل كبير.
وأضاف: "إن التغييرات الحاصلة مع نمو سوق الأجهزة المحمولة لا يمكن إيقافها٬ وبهذا يتوجب علينا التحلي بالشجاعة والموهبة الضرورية لابتكار صحافة متميزة وإعلانات متناسبة مع الأساليب الجديدة في الإعلام. وفي عصرنا الحالي٬ حيث يعتبر إيصال الأخبار للجمهور أكثر أهمية من أي وقت مضى٬ ولهذا فنحن بحاجة ماسة لصحافة مبتكرة وذات جودة عالية ."
في وقت سابق، من اليوم ذاته استمع ضيوف القمة إلى عدد من رواد صناعة السينما الذين ناقشوا استراتيجيات تمكين السينما العربية من منافسة هوليوود وبوليوود، بينما بحثت جلسة أخرى الفرص في سوق الهاتف النقال الشرق الأوسط.
ففي جلسة نقاشية بعنوان "من هوليوود إلى بوليوود، بانتظار عربوود" أدارها مايكل غارين، الرئيس التنفيذي لشركة إيمج نيشن، ناقش المتحدثون الفرص الكبيرة التي تملكها السينما العربية لتحقيق نقلة نوعية في مجال إنتاج الأفلام مع وجود سوق كبيرة لاستيعاب المزيد من الانتاجات.
فيما اعتبر المخرج الإماراتي علي مصطفى، أن صناعة السينما العربية موجودة منذ زمن ولها تقاليدها ضارباً بالسينما المصرية التي يعود تاريخ تأسيسها إلى أكثر من 100 عام مثالاً على ذلك. وقال إن صناعة التلفزيون في منطقة الخليج شهدت تطوراً خلال السنوات الماضية، مؤكداً بأن السينما كان لها نصيب من هذا النجاح بفضل نضوج التجارب التي نفذت في الأعوام الأخيرة وحرفية المخرجين في إنجاز الأفلام.
وقال رئيس لجنة أبوظبي للأفلام مايكل فلانيغان، إن الفرصة متاحة أمام أصحاب المواهب في الإمارات أن يثبتوا أنفسهم في هذه الصناعة فثمة الكثير من العناصر المتوفرة والأرضية الخصبة التي تؤمن لهم الاحتكاك والتدريب العملي وتعلم أفضل المهارات والتقنيات السينمائية.
وتحدث رئيس الأفلام التلفزيونية الجامعية، بمدرسة تيتش للفنون جامعة نيويورك، معهد Kanbar: جو بيتشيرالو، بالقول :"تختلف صناعة الأفلام في الولايات المتحدة عما يجري في العالم العربي، فما ينقص السينما العربية هو وجود المضمون العربي، فالجمهور في هذه المنطقة يأمل في مشاهدة قصص تعبر عنه وعن طموحاته وواقعه، ولا ينبغي إغراق السوق بالأعمال المترجمة أو المدبلجة من دون البحث عن بديل".
من جهته قال منتج أفلام، Fox Star India فيجاي سينغ، ، "لا بد من التفكير بنموذج العمل في السينما الهندية "بوليوود" حين يتعلق الأمر بتطوير صناعة السينما في العالم العربي، وينبغي أن يفكر صناع السينما في هذه المنطقة قبل الإقدام على إنتاج فيلم ما بمصادر الدخل التي من المنتظر أن يحققها العمل السينمائي، وكيف يمكنهم جذب الجمهور إلى دور العرض".
وأشار الرئيس التنفيذي، لشركة "زي للمشاريع الترفيهية" تلفزيون زي موكوند كايري، ، إلى عراقة السينما البوليوودية، وقال إن صناعة الأفلام في الهند منفصلة عن صناعة التلفزيون، فهي تستهدف جمهوراً مختلفاً وتخرّج الكثير من المواهب الشابة".
وفي جلسة نقاشية بعنوان "عصر السرعة في منطقة الشرق الأوسط: مشغلو الهاتف المتحرك أنظمة الجيل التالي والهواتف الذكية"، ناقش المتحدثون الفرص الاستثمارية الكثيرة في سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعد ثاني أكبر سوق في العالم فيما يتعلق بالهاتف المتحرك.
وتحدث الرئيس التنفيذي للخدمات الرقمية في مجموعة "اتصالات" خليفة الشامسي عن تجربته في عالم الاتصالات التي تجاوزت 22 عاماً، وقال إن النمو في استخدام الهواتف الذكية ليس مفاجئاً، حيث بتنا نرى منتجات فريدة مؤكداً أن شركات الهاتف المتحرك في المنطقة بحاجة إلى الاستجابة بسرعة لتلبية طلب المستهلكين المتزايد على المحتوى .
وقال الشامسي: "لا زالت أمامنا الكثير من التحديات في هذه الصناعة وليس من العدل أن نقارن منطقتنا هذه بما وصلت إليه منطقة وادي السيلكون في أمريكا حيث أن قطاع الاتصالات بحاجة إلى التمويل ودعم المعلنين في ظل المنافسة القائمة حالياً مؤكداً أن جيل الشباب هم الجهة الأكثر استخداماً للتكنولوجيا الرقمية وعلينا التوجه إليهم".
وتعليقا على هذه التحديات في التكيف مع بيئة الهاتف المتحرك، قال أحمد ناصيف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Vyu "نعاني في العالم العربي من نقص المحتوى العربي، حيث لا يتجاوز 2-3 في المئة من مجموع ما تبثه شبكة الانترنت، وقد تراجع المحتوى العربي إلى المرتبة الثامنة على مستوى العالم، لذلك فإن علينا خلق المزيد من المحتوى باللغة العربية للوصول إلى الجمهور المتنوع والمتعطش لذلك".
كما أوضح الرئيس التنفيذي للتنظيم في تورك تليكوم، رمضان ديمير، بأن السوق التركي يختلف عما هو عليه الحال في المنطقة العربية، وقال: لدينا جمهور متعدد الأطياف والأعمار والثقافات، لذلك فنحن نتوجه إليه بمحتوى متعدد وتطبيقات حديثة على الدوام".
ولفت ديمير إلى تجربة التعليم عبر الانترنت معتبراً أن اعتمادها وتسريعها هو أمر حاسم بالنسبة لتركيا وعموم القارة الأوروبية، وقال: "إن تطبيق هذه التجربة بحاجة لأجهزة جديدة وتطبيقات متطورة على الهواتف الذكية بشكل دائم".
من جهته نائب الرئيس التنفيذي، للأعمال التجارية الرقمية في شركة "دو" قال جواد الشيخ : " نحن نتواجد في أكثر الأسواق تحفيزاً للاستثمار وانتشار التكنولوجيا، فهناك الكثير من التنوع الثقافي والديموغرافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وما يشجعنا هو نوعية السكان الذين ينتمي معظمهم إلى فئة الشباب، وأكثر من 80 في المئة من مستخدمي الانترنت في منطقة الخليج يستخدمونها من خلال الهواتف الذكية، ولقد بات ثلث المستهلكين يشترون بضائعهم عن طريق الانترنت.. وما ينقصنا هو تطوير البنية التحتية لاستيعاب التطورات التقنية الحاصلة".