الفيديو المسرب لأحد منتسبي الداخلية وهو يهين ويحقّر أحد المواطنين بطريقة بالغة البشاعة، يكشف عن خلل فكري ومشكلة سلوكية مركّبة آخذة في التضخم والاتساع، لانعدام أي جهد كفيل بدراستها ومحاصرتها، وبالتالي معالجتها والقضاء عليها من الجذور بإجراءات رادعة.
ثمة نوعان من الطائفية يمكن أن تفعل فعلها في تدمير بِنية أي مجتمع تنمو فيه هذه النبتة الخبيثة، نوع «رسمي» يُصب من فوق على رؤوس الناس كالعذاب، وآخر «شعبي» أو قل «مدني»، ينبثق من بين ثنايا المجتمع كثقافة بائسة تطفح آثارها كالبثور على بشرة المريض.
«الطائفية» فكرة تغّذيها القوة والنفوذ والمقدرة على الإخضاع والفهلوة في التحايل على القانون ومهارة الإفلات من العقاب كخروج «الشعرة من العجين»، وهي في الغالب تنتعش في البيئة التي تنعدم فيها هيبة القانون وتتسع الهوة التي تفصل بين المواطنين الذين يشعرون بأنهم ليسوا على مسافة واحدة تماماً من القانون، فهناك فئةٌ يتلطف معها القانون، وهناك فئة أخرى يقسو عليها القانون.
الإشكال الطائفي لا يتبدى في السلوكيات الفردية، إن كانت فردية أصلاً، إنه كالغذاء بالنسبة لجسد الإنسان، لكنه غذاء فاسد، يسري بشكل غير مرئي في شرايين المجتمع ويتشبّع به الفرد في محيط إجتماعي مأزوم، كما يخالط الطعام لحم الإنسان وعظمه ودمه؛ فينشأ الفرد وتنمو معه عقدة الإحساس بالتفوق والهيمنة والاستئثار بالفرص الوظيفية والامتيازات وكل ما يتهامس به المواطنون، ويغرّد به المغردون خلف أسماء وهمية.
عقب أشهر من طرح ميثاق العمل الوطني في فبراير/ شباط 2001 للتصويت، كثرت المجالس والديوانيات المفتوحة التي تناقش الهموم الوطنية ومصاعب الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد. وفي هذه الأجواء الإيجابية المعبأة بالحماس والتفاؤل والأحلام التي استيقظت بعد سنوات عجاف من كوابيس سنوات الطوارئ؛ إلتأم أحد المجالس في إحدى المحافظات التي عُرفت بتنوعها المذهبي، وارتفعت في النقاش الملاحظات المتوجسة بخصوص الصعود السياسي المفاجئ لمكون مذهبي وأثر ذلك على مكتسبات المكوّن الآخر، كان المجلس يضم خليطاً من المثقفين والمهتمين بالشأن الوطني، وقد بدا أن ما كان يجمعهم هو التماثل المذهبي والتوجس السالف فحسب.
كان كبير المجلس من الشخصيات الدينية والرسمية النافذة، وكان يصغي بعناية للمتحدثين، كان يهز رأسه مؤيّداً قولهم بإطراقة المتدبر وصمت المتأمل، وما أن انتهت مداخلات القوم وأفرغوا ما في جعبتهم وصدورهم من مخاوف وتذمّر، حتى بدأ كبير المجلس بالكلام فقال: «يجب أن نخترق مجتمعاتهم (المكوّن المذهبي الآخر) بتأسيس مراكز حفظ القرآن وسط تجمعاتهم السكنية»!
كبير المجلس هذا لم يكن سوى أحد «الكبار» الذين تصدرت في تلك الفترة تصريحاته مانشيتات الوحدة الوطنية ورأب الصدع وتناسي خلافات وأحقاد الماضي!
إنه راسب من رواسب الطائفية التي ترسم المنطلقات الأساسية لتفكير البعض من زاوية المخاصمة المذهبية والاحتواء والإخضاع الديني، ظنّاً منهم أن سحق التباينات المذهبية في المجتمع هو الطريق الأمثل لدرء مخاطر الإزعاج المذهبي وهو المقدمة اللازمة للإجماع الوطني!
المشهد الآخر، أبعد زمناً، إذ يرجع إلى أربعينيات القرن الماضي، وبالتحديد في العام 1939، في خضم البداية الثانية للأندية الوطنية عندما تأسس النادي الأهلي، وأعقبه فرز مذهبي أدى إلى انشقاق مثقفي الشيعة وانفرادهم بتأسيس نادي العروبة في حادثة يشرح «بعض» ملابساتها تقي محمد البحارنة في كتابه «نادي العروبة وخمسون عاماً»، بقدر ما يسمح به الذوق العام وتسعفه اللغة الدبلوماسية المتعالية على صغائر الأشياء.
الأمر ذاته لازم بدايات مسيرة التعليم الأهلي مطلع القرن الماضي، فالغول الطائفي يطل برأسه في كل مفصل من مفاصل حراكنا الاجتماعي والثقافي، ويزيد نار الأزمة السياسية حطباً ويؤججها لهباً في مجتمع محدود الرقعة، لكننا نستحي ونخشى أن نشير إلى ذلك في كتاباتنا وأحاديثنا مخافة الاتهام بإثارة النعرات الطائفية والعبث بصفاء ورونق الوحدة الوطنية البهي التي ننعم بها!
ومع الأسف، نحن نلجأ عادةً إلى الاختباء خلف كلمات وعبارات إنشائية فضفاضة لإخفاء هذه التشوهات المخجلة التي يعيشها مجتمع مثقل بوطأة الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
في اعتقادي إن للطائفية تاريخاً موازياً للأزمة السياسية، ذلك أن المجتمعات المستقرة اجتماعياً وسياسياً لا تُعاني من هذا المرض الكريه والداء الوبيل، وما لم يكن بمقدورنا مراجعة ذواتنا من منطلق نقدي وصريح والتأمل في سيرة ومسيرة مجتمعنا الذي ترنح على مدى عقود بالإخفاقات والنجاحات والآلام والآمال، فإننا سنبقى نراوح مكاننا وندور وندور كبعير الناعورة لا نلوي على شيء.
إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"العدد 4455 - الإثنين 17 نوفمبر 2014م الموافق 24 محرم 1436هـ
محب الوطن صدقت وو فيت الطائفية ما وراها إلى الكوارث 1722
مساء الخير للجميع من يوزع صكوك الغفران ابعدتهوا الدول العريقة في الديمقراطية بعد الكوارث اللتي حصلت فكيف نأتي برجل الدين المذهبي ونحنوا نعرف مقدما هو رأس الكره والانحراف عند الطرف الثاني بل هو رأس الطن في مقدساتها فهذه الدرجة إاعمنا التعصب المذهبي عن الحقيقة الواضحة
عبادة مفيكة
يقول محمد الغزالي: إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم
العلمانية
العلمانية هي الحل في البحرين و الا سنبقى ندور في حلقة مفرغة للأبد فلا انا سأقبل اللحية الطويلة تحكمني و لا غيري سيقبل العمامة تحكمه لذلك الحل هو العلمانية
هذا هو الواقع
أحسنت ووفيت أستاذي مقالك تجلى فيه هذا الواقع المتردي للزحف بالطائفية إلى مواقع متقدمة تعلو على التنمية المستدامة وبرامجها واستحقاقاتها، وتكرس الانشغال بالطائفية السياسية والطائفية المذهبية وصارت مضارب العرب منتجاً حصرياً محترفاً لأشكال لا حصر لها من الطائفيات في تصنيعها وتطويرها حتى أصابت نخبا ثقافية وفكرية صارت تقرع، ليل نهار، على طبول الطائفية، وصارت تقرأ لشاعر طائفي وروائي طائفي ومثقف طائفي بصفة عامة.
على
على البحرين السلام بسكم ياظالمين دمرتوون البلد المشتكى لله
المطلوب هو الحل لا عرض النتائج و الظواهر 2
يجب أن ننتهي حالة الطبطبة و المجاملة، سنة و شيعة و وطن ما نبيعة؛ لنقول : أنت (سني أو شيعي) مالذي تكرهه فيّ؟ وماذا تريد منى أن أفعل لننهي المشكلة؟ و ماذا تريد مني أن أفعل أو أقول أو أعلن؟
المطلوب هو الحل لا عرض النتائج و الظواهر 1
بهذا الطرح نحن نبتعد كثيراً عن الخطأ الذي يتوجب علاجه ! فهذه هي النتيجة و ليست البذرة. فالطائفية تغذيها روافد عدة ؛ ولكن ليس لها إلا سبب واحد: اعتقاد "الصفوية المجوسية ، و الوهابية الناصبية" . يجب التصدي لعلاج هذه المعضلة التي يحاول معظم المسلمين تجنب الكلام عنها، بل يتكلمون عن مظاهرها و نتائجها!
الحل في دولة مدنية تحترم حقوق مواطنيها
الحل يكمن في دولة مدنية تحترم حقوق مواطنيها بصرف النظر عن مناشئهم الدينية والمذهبية.. مواطنين وكفى.. بلا استئثار وغلبة وتسيد واضطهاد
ممكن
الظاهر الخراب هو المطلوب الله يستر
الاعتراف بالاخر هو الحل
الحل لداء الطائفية الذي نبت في مجتمعنا منذ تأسيس الدولة الحديثة لا يعالج سوى بالاعتراف بالآخر المختلف مذهبياً و اعتبارة عنصراً اساسياً في ازدهار و تقدم البلاد اما اسلوب المغالبة العسكرية او العددية لن يوصلنا الا لحال اسوء مما نعيشه حالياً من تردي و تمييز
كلام سليم
هذا الكلام السليم.. الاعتراف بالاخر بشكل فعلي وليس على طريقة ديمقراطية صدام وعدالة القذافي
ابعدوا رجال الكهنوت عن السياسة
ابعدوا رجال الكهنوت عن السياسة و سيتوحد الشعب و لكن ما دام هناك من يريد بتنصيب احد رجال الكهنوت على رقاب المجتمع فلا تتوقع من النصف الثاني للبلد ان يقبل هذا الشيء
عذر اقبح من ذنب
هذا ياصاحبي عذر اقبح من ذنب.. كلامك يعني أنك تضطهد الاخر لان الاخر يقبل بأن ينشغل رجال الدين فيه بالسياسة.. ياسلام على المنطق العظيم
العلمانية هي الحل
في بلد منقسم طائفياً مثل البحرين الحل الوحيد هو العلمانية و ابعاد اصحاب اللحى و العمائم عن السياسة لأنهم يفرقون الشعب و لا يوحدونه