قال وزير العمل جميل حميدان إن من المزمع أن يبدأ تنفيذ مشروع مرصد سوق العمل اعتباراً من فبراير/ شباط المقبل على أن يستمر لمدة 26 شهراً، ومن المؤمل أن يقدم قاعدة معلومات متاحة للجميع حول الوظائف والأجور والبرامج الأكاديمية واحتياجات سوق العمل بهدف ردم الفجوة بين مخرجات التعليم والتدريب والاحتياجات.

ولفت خلال حفل توقيع اتفاقية المشروع أمس الإثنين (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) مع مجموعة ترايبل البريطانية ((Tribal) إلى أنه من المزمع أن يتم ربطه بالمرصد الخليجي في مرحلة متقدمة، فيما بين أنه من المؤمل أن يساعد الجهات الحكومية على صياغة سياسات جديدة فيما يتعلق بالتمويل وتنفيذ البرامج الوطنية، ويساعد أصحاب العمل على اتخاذ قرارات تتعلق بتوسيع الأعمال التجارية وتطوير نظم الحوافز والمكافئات فضلاً عن مساعدة الباحثين عن العمل على اتخاذ القرارات الحالية والمستقبلية المناسبة فيما يتعلق بالدراسة والتدريب والوظائف ويسهم في مساعدة مؤسسات التدريب على تنفيذ برامج لتلبية احتياجات سوق العمل.

وأوضح الوزير أن المرصد عبارة عن مشروع وطني يأتي من خلال وزارة العمل ويعد الوحدة المسئولة عن جمع معلومات سوق العمل لتحديد وتحليل احتياجات سوق العمل والتحديات التي يواجهها وذلك بهدف إصدار تقارير دقيقة يستفيد منها مختلف الأطراف الفاعلة في سوق العمل والمجتمع، مفصلاً بأنه الجهاز الذي يقوم على جمع وإدارة المعلومات المتوافرة عن حجم ومكونات سوق العمل والطريقة التي يعمل بها، والمشكلات التي يعاني منها العاملون، وطموحاتهم واحتياجات التوظيف الحالية وفرص التوظيف المستقبلية.

وتابع أن المرصد سيؤسس آلية عمل وطنية جديدة لجمع وتحليل بيانات سوق العمل بصورة جامعة وشاملة، ومن ثم إعادة توفيرها لجميع المؤسسات لاستخدامها في إزالة التعارض أو الاختلاف إن وجد، ودون أن يكون هناك تكرار أو ازدواجية في العمل بينه وبين الجهات المنتجة للبيانات والمعلومات، حيث إن المرصد ليس منتجاً للبيانات فقط، ولكنه مستخدم ومحلل ذكي يوظف المعلومة ويعيدها لصناع القرار على شكل مؤشرات واستنتاجات وبحوث لدعم القرارات في مجال تنمية الموارد البشرية.

وبين أن المشروع يعد المكمل لحلقات البنية التحتية والمبادرات اللازمة لإصلاح لسوق العمل عبر تعاون استراتيجي وتكاملي بين وزارات ومؤسسات الدولة ومبادراتها، ابتداء من منظومة المعايير المهنية التي تنفذها هيئة المؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، مضيفاً أن مرصد سوق العمل هو أحد المشاريع التي انطلقت ضمن رؤية ومبادرة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وعبر اللجنة العليا لإصلاح التعليم والتدريب برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.

ونوه الوزير بمستوى الشراكة الاستراتيجية المستمرة بين وزارة العمل ومجلس التنمية الاقتصادية في تنفيذ المبادرات الوطنية، مشيراً إلى آلية التعاون التي تم على أساسها اختيار الشركة المنفذة للمشروع.

وبين أن المرصد يعد من أهم المشاريع المطبقة في العالم، مؤكداً على أنه سيشكل مرحلة جديدة ومتقدمة من التخطيط الاستراتيجي، لتغيير تركيبة سوق العمل وفق أسس علمية ومتقدمة، عبر آليات محددة تعمل على تقليص الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، وإيجاد حلول جذرية لمستقبل الأجيال القادمة أكثر نجاحاً وفاعلية، والاستمرار في المحافظة على معدلات البطالة في حدودها الآمنة، وذلك من خلال العمل مع الشركاء في القطاعين العام والخاص، لتحقيق هذا المشروع الوطني الجديد.

من جانبه استعرض ممثل مجموعة ترايبل ومدير المشاريع بها سايمون بيترز آليات العمل بالمشروع ودور الشركاء الاستراتيجيين وفوائد وأهداف المشروع، مؤكداً أن هذا المشروع سيحدد نوعية البرامج النوعية المطلوبة، وما هي المهارات والتخصصات المطلوبة حالياً ومستقبلاً في سوق العمل، وكيفية إحلال الكوادر الوطنية في الوظائف ذات المردود الاقتصادي المناسب.

هذا وحضر حفل التدشين ، رئيس مجلس إدارة صندوق العمل (تمكين) الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للصندوق، إلى جانب كبار ممثلي وزارات وهيئات المملكة، فضلاً عن ممثلي أطراف الإنتاج والعديد من الجهات ذات العلاقة في تنفيذ المشروع.