أكد استشاري طب الأطفال بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية، أستاذ طب الأطفال بجامعة الخليج العربي عبد العزيز الأمين إن الولادة المبكرة لها دور كبير في زيادة عدد المواليد الخدج في العالم بنحو مطرد، وهو ما يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات لدى الأطفال الرضع.
وأكد الأمين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأطفال الخدّج الذي يصادف يوم 17 نوفمبر من كل عام أهمية رفع الوعي بحالات الوفاة والإعاقة الناجمة عن الولادة المُبكرة، حيث تتسبّب حالات الولادة المبكرة في ما يزيد على مليون حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم، وتقول منظمة الصحة العالمية أن نحو 13 مليون طفل خدّج يولدون سنويا، فيما تشير الأرقام الرسمية الأحدث محلياً إلى أن عدد الولادات في البحرين بلغ 18 ألف ولادة سنويا، تصل نسبة الأطفال الخدج ضمن هذه الولادات إلى 10% في المعدل، داعيا عن رفع الوعي بعدد من الإجراءات والتدابير تساهم في تقليل عدد الأطفال الخدّج، وإلى رفع الوعي بخطورة الولادة المبكرة والمصاعب التي تواجه الأطفال الخدّج وعائلاتهم، موضحاً في الوقت نفسه إن السبب في كثير من حالات الولادة المبكرة يظلّ غير معروف، ولكنه يعود في الأرجح إلى بعض الاضطرابات أو التشوّهات في الرحم، أو إصابة الأم بالسكري أو ضغط الدم أو غير ذلك من الأمراض المُزمنة.
وأشار الأمين إلى أن الأم التي يقل عمرها عن 18 عامًا ويزيد عن 35 عامًا تزيد عندها احتمالات الولادة المبكرة، إذ تعتبر الولادة مبكرة إذا ما تمت قبل الموعد الطبيعي لها بين الأسبوعين 37 و 42 من الحمل، لافتا إلى أن الكشف عن علامات المخاض المبكر يساعد على الوقاية من الولادة المبكرة، ويؤدّي إلى تمكين الأم من الاحتفاظ بالجنين وإكمال الحمل حتى موعد الولادة.
وشدد إلى أهمية التثقيف الصحي والعناية بالمرأة الحامل قبل الحمل وأثناءه وبعده، والتركيز على تقديم الرعاية اللازمة للمواليد في مراكز مؤهلة، مشيراً إلى ان الحالات المرضية المرتبطة المبكرة عادة ما تتركز في الضائقة التنفسية وفقر الدم واليرقان والالتهابات الناتجة عن الجهاز المناعي غير الناضج والتهاب الأمعاء الناخر واعتلال الشبكية، بالإضافة إلى الشلل الدماغي والنزف داخل البطيني وتلين بيضاء الدماغ المحيطة بالبطين والتخلف العقلي وصعوبات التعلم.
وقال: "يحتاج الأطفال الخدج إلى رعاية طبية خاصة في وحدة العناية المركزة للمواليد الجدد أو حديثي الولادة، حيث يظلون هناك حتى تصبح أعضاؤهم قادرة على العمل دون مساعدة خارجية، وعادة ما تزيد الرضاعة الطبيعية مناعة الطفل الخديج وتزيد أيضا نسبة الذكاء، وتقلل المشكلات الصحية التي يمكن أن يتعرض إليها خصوصاً التهابات الجهاز التنفسي".
وعلى صعيد ذا صلة، أكد الأمين إن الكشف المبكر عن الأمراض النادرة والخطيرة لدي الأطفال حديثي الولادة يعطيهم أفضل فرصة للعيش بصحة سليمة، ويحقق فائدة اقتصادية للأسرة والحكومات من خلال تقليل تكلفة علاج المرض ومضاعفاته حال تأخر التشخيص، داعياً إلى تطبيق برنامج الفحص الشامل المبكر لحديثي الولادة لوقاية الأطفال المرضى من المضاعفات التي تتدرج من متوسطة لبالغة الخطورة، وإلى الاستفادة القصوى من خدمات مركز الجوهرة؛ لما يمتلكه من خبرات وتقنيات عالية في هذا المجال، إذ يستطيع مركز الأميرة الجوهرة إجراء ألف فحص في المختبر يومياً، ويتعاون المركز مع المؤسسات الطبية المحلية، ويقدم خدماته في الفحص المبكر لمستشفى البحرين التخصصي، ومستشفى عوالي، كما يقدم ذات الفحوصات لبعض العينات من مجمع السلمانية الطبي ومستشفى قوة الدفاع ومستشفى الملك حمد الجامعي، في الوقت الذي يسعى فيه المركز للتعاون مع وزارة الصحة في مملكة البحرين لتأسيس برنامج وطني لفحص الأطفال حديثي الولادة.
وأضاف: "لدى مركز الجوهرة طموح مستقبلي لحث دول الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي على تطبيق برامج الفحص المبكر لحديثي الولادة، مشيراً إلى استعداد المركز لمساعدة دول التعاون عبر إجراء الدراسات والأبحاث والتدريب في مجال الفحص المبكر، آملا أن يصبح مركز الجوهرة للطب الجزيئي وعلم المورثات والأمراض الوراثية مركزاً إقليمياً للفحص المبكر لحديثي الولادة".