كشف مسئول أميركي رفيع المستوى أن اثنين من كبار ممولي تنظيمي "القاعدة" و"داعش" وغيرهما من المجموعات الإرهابية, يعيشان بحرية في قطر, من دون اتخاذ أي إجراءات بحقهما رغم ورود اسميهما على اللوائح السوداء الأميركية والأممية.

وذكرت صحيفة السياسة الكويتية أن صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية الصادرة أمس الأحد (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014), نقلت عن وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب ديفيد كوهين قوله إن القطريين خليفة محمد تركي السبيعي وعبد الرحمن بن عمير النعيمي يعيشان بحرية في الدوحة, ولم تتخذ السلطات أي إجراءات بحقهما, رغم أنهما مدرجين على لوائح الأمم المتحدة والولايات المتحدة السوداء بسبب ضلوعهما في تمويل الإرهاب.

واتهم قطر والكويت بأنهما متساهلتان حيال أشخاص متورطين بدعم الإرهاب ولم تتخذا أي إجراءات بحقهم, على عكس السعودية والإمارات اللتين اتخذتا إجراءات صارمة خلال الأشهر القليلة الماضية ضد الأشخاص المشتبه بتورطهم في تمويل الإرهاب.

وكشف كوهين, بحسب الصحيفة, عن أن السبيعي والنعيمي لديهما علاقات قوية جداً بكبار المسئولين القطريين, وهو ما يتيح لهما الإفلات من العقاب, مشيراً إلى أنهما متهمين بجمع ملايين الدولارات لصالح "لقاعدة" و"داعش" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.

وذكرت الصحيفة أن السبيعي (49 عاماً) هو موظف سابق في البنك المركزي القطري, ومدرج على القائمة السوداء للإرهاب منذ العام 2008 ومازال على ارتباط كبير بالشبكات المتطرفة, وهو يتحدث باسم قيادة "القاعدة" وكان يرتبط بعلاقات وثيقة مع خالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة, كما يعيش بحرية في قطر منذ التسعينات رغم أنه مطلوب للولايات المتحدة.

أما النعيمي (60 عاماً) فهو رئيس سابق لاتحاد كرة القدم, ومتهم بأنه من أكبر جامعي التبرعات لصالح الإرهاب, حيث يرسل, بحسب الصحيفة, أكثر من 1.25 مليون جنيه استرليني شهرياً إلى تنظيم "القاعدة" في العراق ومئات الآلاف من الجنيهات إلى التنظيمات الإرهابية في سورية.

والنعيمي مدرج على القائمة الأميركية السوداء منذ ديسمبر ,2013 وأصيف إلى لائحة العقوبات البريطانية في أكتوبر الماضي, بسبب علاقته بتمويل الإرهاب.

ولفتت الصحيفة إلى أن برقية دبلوماسية صادرة من السفارة الأميركية بالدوحة في مايو 2008 ألمحت إلى وجود خلافات بين الاستخبارات القطرية ورئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم بشأن تسليم السبيعي للولايات المتحدة, مشيرة إلى أنه "كان آنذاك يمضي عقوبة في السجن بعد إدانته بالتورط في عمليات إرهابية في البحرين".

وأضافت الصحيفة في تقريرها ان النعيمي كان موضع إشادة من أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, لأنه كان يربطه بشخصيات ذات فكر إسلامي, من بينها أحد المشايخ الذين يعتبرون من أساتذة زعيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن.

وبحسب كوهين, فإن "الإدارة الأميركية تراقب عن كثب دعم قطر لجماعة "الاخوان" وحركة حماس ومنظمات إرهابية", إضافة إلى تورطها في أعمال العنف بليبيا وغيرها من دول المنطقة.