يا ليتنا نحظى بإفلاطون هذا الزمان، فإفلاطون الزمن السابق كتب عن المدينة الفاضلة في كتابه الشهير الجمهورية، قبل 400 سنة من الميلاد، ووصف المدينة الفاضلة وصفاً دقيقاً، تلك التي تقوم على العدالة والمساواة ويحكمها الفلاسفة، فهو قد ظنّ بأنّ الفلاسفة سيقيمون المسئولية الاجتماعية، وسيحرصون على الشراكة المجتمعية، حينها سيسود الجميع رضا وراحة واستقراراً.
للأسف هذا كان حلم إفلاطون الذي لم ولن يتحقّق، وهناك أسباب كثيرة لعدم وصولنا إلى يومنا هذا للمدينة الفاضلة التي تكلّم عنها إفلاطون ووضع جهده فيها، وأوّل الأسباب هم أولئك الانتهازيون والوصوليون، الذين يعلمون بأنّ هذه الصفات فيهم، ويحاولون إخفاءها ولكن دون جدوى، لأنّ رائحتهم النتنة تفوح في كل مكان!
نعم هناك الانتهازي والوصولي والمطأفن والمتمصلح، هل هناك مصطلحات أخرى تفيدوننا بها؟! هم جميعاً ضد المدينة الفاضلة، وضد العدالة المجتمعية، ويحرصون كل الحرص على زيادة الفجوة بين أطياف المجتمع، ويخرسهم الدرهم والدينار، ولا يجدون ملاذاً سوى الخنوع لمن يدفع أكثر، ويبيعون جلدهم من أجل مصالحهم، هل نزيد؟!
هم يعرفون أنفسهم جيّداً، وما أن تبدأ مصالحات أو معاهدات، حتّى يكونوا في الصدارة، والسبب هو دسّ السم في العسل، ومن ثمّ التفرقة بين الإخوان والأحباب، فتجد شغلهم الشاغل ليس الإصلاح والمساواة والعدالة، ولكن شغلهم الشاغل هو التخريب والدمار لأوطانهم وشعوبهم، ولا نحتاج إلى أمثلة، فالأمثلة كثيرة لا نستطيع عدّها في هذا المقال!
لقد أثبت أولئك في سنوات عديدة أنّ برامجهم وشعاراتهم ما هي إلاّ أوهام لكي يلعبوا على عقول البسطاء، فالأجندات الحقيقية التي في جعبتهم هي الوصول إلى السلطة، ومن بعد ذلك التشعّب في مؤسّسات الدولة وتوابعها، أي دولة!
وعندما يستشعرون الخطر يغيّرون جلدتهم في أقل من ثوانٍ معدودات، فالمصلحة هي فوق الجميع، مصلحتهم طبعاً وليس مصلحة المواطن المسكين «الشاقي» (الكادح)، وبالتّالي تجدهم يورّثون المناصب لأهلهم وأنسابهم وأحبابهم، ويُركنون ذوو الخبرات والشهادات، بل في بعض الأحيان يدمّرونهم، بحيث لا يجد ذلك المبدع مكاناً له في وطنه، فيبحث عن لقمة العيش في مكان آخر.
وما أن يحاول أحد المصلحين فتح فمه أو الإشارة إلى مكرهم، حتّى سنّوا سنونهم عليه، وبدأوا في محاربته، ومطالبته بالإثباتات الموجودة أصلاً في دنيا الواقع، ولكن من هو ذاك الذي يريد محاربتهم، فهم مثل الطوفان، يحطّمون ويكسّرون ويخرّبون، بلا أخلاق ولا قيم ولا رقي!
لا نريد المدينة الفاضلة، ولكننا بالطبع نريد رؤية المدينة العادلة، التي تستقطب الحكماء والفلاسفة والعلماء والمفكّرين، تلك المدينة التي إن وجدنا أهلها بهذا الرقي، لن نجد ذاك الذي يسب أو يشتم أو يساعد عناصر إرهابية، ومن ثمّ يتباهى بين النّاس بأنّه فوق الجميع.
في هذه المدينة لا أحد فوق أحد، فالجميع سواسية، والجميع يعمل من أجل مدينته، والكل يحاول إعطاء مدينته أفضل ما عنده، حتى ترقى هذه المدينة أكثر وأكثر، ولا نريدها كاملة فالكمال لله، ولكن على الأقل فيها تحمّل للمسئولية، وقدرٌ من الوعي بأنّ الديمومة لن تكون لأحد، فيعملون للجميع وباسم الجميع!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4453 - السبت 15 نوفمبر 2014م الموافق 22 محرم 1436هـ
لا خير في وطنا انت فيه غريب والاجنبي فيه حبيب
بس الزمن بطيء جداً لمن ينتظر. سريع جداً لمن يخشى. طويل جداً لمن يتألم. قصير جداً لمن يحتفل-شكسبير
بنت البحرين الأصيله
فعلاً أختي الكريمه اصبتي القول فهذه حقيقتهم التي يعلمونها لكنهم يخفون مكرهم وكيدهم والوطن والمواطن مصاب بدائهم وعفنهم وفسادهم فقد دمرو الوطن !! ويمكرون ويمكر الله واللهُ خيرُ الماكرين
اين انتم من علي عليه السلام
لا يوجد عهد او زمن اعدل من زمان الامام علي عليه السلام سيد الموحدين و ميزان العدل افضل قائد و خليفه في كل الكون بعد رسول الله صلى الله عليه و اله
مدينة بلا مجنسين بحق ، لا قانون ولا تشريع .
اول في تاريخ البشرية والانسانية ان يطرد مواطن عاش واجداده وآبائة على هذه الارض الطيبة ويأتي مجنس في يوم وليلة ويحصل على كل متطلبات الحياة من سكن وعمل وراتب وو... يفوق المواطن الاصلي و الي زاد الطين بله يترشح نائب في برلمان ويأتي بترجمان لانة لا يجيد لغة من يمثلهم ..... مسخرة هذا البلد .
تكتبون عن التسامح والمدينة الفاضلة
ما شاء الله عليكم كتاب الوسط 2 كاتبين عن التسامح والثالثة كاتبة عن المدينة الفاضلة، فهل لديكم ما يبعث على هذا التفاؤل؟ اعطونا سببا واحد على ارض البحرين يبعث على التفاؤل حتى نشارككم هذا التفاؤل
قناص
شكرا عزيزتنا واختنا المخلصة مريم على هذا المقال الرائع والهادف حقا وصدق قلمك عندما بينت كل هذه الحقائق التي بعرفها الصغير قبل الكبير حيث ان هذا الوطن به رجال مخلصين ولهم ثقلهم ووزنهم على مستوى الوطن والخليج ولكن يتم اختيار الفاشلين والمتسلقين في هذا المجتمع لأدارة وزاراته ودوائره ومستشاريه الذين لا يفقهون من العلم حرفا سوى انهم يقدمون الولاء كل صباح .
غريب الرياض
يحكمها الفلاسفة؟ و لا دولة عربية يحكمها فلاسفة الفكر و العقل.
نطالب من هنا بحكومة منتخبة من قبل الشعب
نريد
نحن نريد عدالة علي عليه السلام ،وهذا بعيد كل البعد عن هذه الامة التخلفة
احسنت ايتها الفاضلة
الكل عرف وشاف كيف يجهزون الارهابين في سوريا ويفتخرون باخذ الصور وهم يحملون السلاح ويهربون الاموال وهم نواب في البرطمان والحكومة تشلهد ذلك كله ولكن من يحاسبهم ؟؟؟
التاريخ سوف يحاسبهم ...
اختصار
هذا المسار موجود فى جميع الوطن العربي والكل يريد الديمقراطيه مثلا فى سوريا ويحرمها شرعا فى بلده ,هذه الفتنه ليس شيعيه سنيه بل الكل ضد الكل وسيحترق الوطن العربى كله لان الشعوب تنقاد بالعاطفه وينقادون وراء الكذابين والمتمصلحين الذين كل ما دعت الحاجه يغيرون خطابهم بدون خجل وعندهم الغايه تبرر الوسيله لانهم كالحرباء ولكن وللأسف الهمج الرعاع شعارهم الله لايغير علينا ولايغير الله بقوم حتى يغيرو ما بابفسهم .
شيم العرب
صباح الخير اختي مريم وعساج على قوه يارب وهناك بشر ياسيدتي المحترمه لا يستحوقون اسم بشر.
والله كفرت بنفسي
في المحطات التاريخية كانت لابئانا مواقف حقة ولك بفترة الاستقلال نموذج وكيف التف الشعب حول قيادته وماذا حصل يعرفه الداني والقاصي فترة الميثاق وهي حاضرة ونقول هل نستحق هذا الجزء هل التقصير منا نحن المواطنين هل لو تعرضنا للحيف والظلم يستوجب علينا السكوت هل الأجنبي احق بالدفاع عن وطني هل الوظيفة للغريب وان اقوم أيضاً بتجنيسه ولديك آلاف المواطنين المؤهلين هل اصلح لاكون عسس وعين مخابراتية ولا اصلح لاكون ضابطا والتساؤلات كثيرة وعديدة هل نحن من نشر التمييز والطائفية
مدينة افلاطون
لانريد مدينة افلاطون نريد فقط توزيع الثروات بالتساوي
وطرد المجنسين
أوافقك
تقصد المجنسين السنه والشيعه؟؟ ولا بس السنه . شكرًا للوسط
رد على زائر 13
نقصد طرد كل المجنسين اللي ما ينطبق عليهم قانون التجنيس الصحيح سواء كانوا شيعة أو سنه أو مسيحين أو يهود أو بوذ أو عباد البقر وكل الديانات المتعددة في البحرين