أخذتني الظلال للشـاطئ الخصب

ودارت بخاطري الأفكار

تستجمّ الأجسام والفكر مشغول

بدنيا يهزّهـا إعصار

خمدت في النفوس ترنيمة الحبّ

وفرّ الحمام والأطيار

غادرت غـصنها العصافير لمّا

عبست في وجوهها الأوكار

واختفت في مأتم الحزن أفراح

فلا عازف ولا أوتار

هدّنا الضعف والخلاف وأودى

بقوانا تنازع وسعار

وغداً نصطلي بنار مآسينا

وفي الأمس عبرة واختبار

يا رياح السّموم رفقاً.. ففينا

أمّهات، وصبية، وصغار

جهل الحاكمون... والناس فينا

جهلوا فوق جهلهم... واحتاروا

هم أساءوا واستأثروا... فجزعنا

وغضبنا... ولم يفدنا حوار

كيف يصفو الحوار والنفس فيها

جزع وارتيابة... وازورار

وهدمنا الجدار... فانهار سدّ

وطغى مارد وكشّر ثار

ثغرات تفتّحت فاستغلّت

من «كبار» أطماعهن كبار

أين عقل التّنوير فينا إذا لم

نجمع الشّمل.. والهموم كثار

أيّها العاقلون فينا تنادوا

لحوار يشدّه إصرار

ندوة في «أصيلة» جمعتنا

وهي للفكر والحوار منار

سدّد الله خطوكم والمساعي

دون جهد، حسابها.. أصفار