العدد 4452 - الجمعة 14 نوفمبر 2014م الموافق 21 محرم 1436هـ

شعر لؤي طه يتعالق مع لوحات فريال الأعظمي

في كتاب «لا ترفع وشاح ألواني هناك ينام وطن» المدشن بمركز الشيخ إبراهيم

محرر «فضاءات» يحاور لؤي طه
محرر «فضاءات» يحاور لؤي طه

ذهب الشاعر السوري لؤي طه إلى أن «الشراكة الفنية والإبداعية تبدأ حلماً وتكبر حتى تتخطى حدود الأوطان، وأن مشاركته للفنانة فريال الأعظمي في كتابها الفني بنصوصه جعل في كل لوحة روحاً شعرية مبللة بالياسمين السوري ومعزوفة بسعف النخيل العراقي، أدخلت المتلقي في عالم آخر، وأن التعالق بين الحروف والألوان وبين القصيدة واللوحة يصنع لوحة أخرى متكاملة، وأن لعبة الألوان الصاخبة والحروف المنثورة في اللوحة تصنع ثورة على الذات في الداخل قبل الخارج».

جاء ذلك خلال لقاء فضاءات «الوسط» بالشاعر لؤي طه على جانب الأمسية التي خصصتها الفنانة التشكيلية فريال الأعظمي لتوقيع كتابها الفني «لا ترفع وشاح ألواني هناك ينام وطن» والذي احتوى على مجموعة من أعمال الفنانة يصاحبها نصوص الشاعر، وذلك مساء يوم الأحد (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) في صالة مركز الشيخ إبراهيم للدراسات والبحوث، بحضور الإعلامية بارعة علم الدين التي أشادت بجهد الفنانة والشاعر وثراء التجربة الفنية التي خبرتها عن قرب كونها صاحبت لوحاتها في أكثر من محطة.

في الكتاب تتعالق قصائدك مع لوحات الفنانة الأعظمي كيف وجدت هذه التجربة بعد اشتغالك على نصوصها؟

- في هذا الكتاب شراكة إبداعية تكسر حدود الجنسية، فالوطن العربي بلا حدود، فهي عراقية وأنا سوري وأحاول أن أتخطى هاتين الجنسيتين لأننا في النتيجة لا يهمّنا أن تكون الجنسية مشتركة، المهم أن يكون الوطن هو المشترك، ومن خلال هذه التجربة مع الأعظمي صار هناك أمل أن تمتد إلى مثل هذه التجربة شراكات عربية أخرى أكثر بعداً من الحرف واللون، تمتد إلى شراكات حقيقية داخل الأوطان، وصحيح أن هذا حلم ولكن أكثر الأشياء تبدأ حلماً ثم تصبح حقيقة.

تعاملت مع عمل فني يشتغل على اللون والخط واللعب بالكلمات، فكيف استطعت أن تنقل اللوحة من عالم الفن المرئي بالعين إلى مخيال يعتمد على الكلمة والرؤية الداخلية؟

- لوحة فريال أساساً هي لوحة ناطقة وكلمة منثورة، حاولنا أن نجمع هذه الحروف في كلمة مرة أخرى، أما التعامل مع اللون ونقل اللوحة من صورة بصرية إلى صورة داخلية فكان عبّر فيها الروح الشعرية التي تنطق وتتكلم وتترافق مع اللوحة كموسيقى هاموني وتتجاور مع الحروف والألوان لتتشكل لوحة أخرى متكاملة تتعالق فيها الكلمة مع اللون من جديد.

يلاحظ في الأعمال مجموعة من الألوان الحارة أحياناً الباردة أحياناً أخرى مع القتامة الغالبة دائماً، كيف وجدت لعبة الحروف واللغة أمام لعبة الخطوط والتشكيل اللوني؟

- الفنانة فريال دائماً تستخدم الألوان الصارخة كاللون الأحمر وكذلك الباردة كاللون الأزرق القاتم وهي تشعر بأن اللون يجب أن يثور وينطق، وكذلك الكلمة الشعرية يجب أن تكون فيها ثورة، ربما ليست ثورة على أشياء معينة خارجية فقط، بل هي ثورة على ما هو داخل الذات قبل الخارج.

في اللوحات مجموعة من المفردات «كوطن بلد شوق حنين» والتي وظفتها الأعظمي لونياً من خلال كتابة الكلمة ونثر حروفها وإبرازها بالخط والتشكيل. كيف استطعت أن تأتي لكلمات جاهزة قالتها اللوحة مسبقاً وتضع نصوصك عليها، هل احتجت أن تضع نصوصاً جديدة تماماً، أم لجأت إلى كلمات اللوحة لتتناص معها في قصائدك؟

- في اللوحات تجتمع حروف منثورة تجمعها أحياناً كلمات مثل كلمة حنين، أو شوق أو وطن، وأنا كتبت عن الحنين بشكل أوسع، حتى غدت القصيدة ترجمة لتلك المفردة التي وظفتها اللوحة، وتحولت لديّ إلى مقطوعة نثراً أو شعراً، والمتلقي ينظر للصورة تراه يربط بين الكلمة والمقطوعة الشعرية أو النثرية عبر الانسجام حيث يدخل القارئ في عالم جديد أو ربما عالم غريب هو وحده أعرف به.

لو عقدنا فسحة للسبق فكيف تجد الشعر أمام التشكيل، وأيهما أسبق في الوصول إلى المتلقي هل اللوحة أكثر سبقاً بما هي ألوان ومجموعة الخطوط عند فريال أم النص لوحده بمخيلته وقدرته على التحليق بأفق المتلقي، أيهما أكثر قدرة على السبق في الوصول إلى المتلقي في رأيك؟

- اللوحة أكثر قرباً وأسهل في الوصول لعين المتلقي، أما الشعر فيحتاج إلى نخبة وإلى عشاق ومتذوقين اللوحة ومجموعة ألوانها أسبق في الوصول حتى لو لم يكن المتلقي يفهم ماهية اللون أو المدارس الفنية والتشكيلية، اللوحة عادة هي أقرب للمتلقي لكن أن تحول هذه اللوحة إلى قصيدة شعر فهذا هو الجديد في هذه التجربة حيث حاولت ألا يكون النص مجرد قصيدة عابرة، إنما قصيدة فيها إحساس وأشياء تنطق وتتحرك، وتتعالق مع اللوحة فنياً وإبداعياً.

أهذا ما جعلك تتجه إلى أعمال العمل التشكيلي وتشتغل عليها شعرياً؟

- كانت تجربتي الأولى مع الفنانة فريال الأعظمي، تجربة قيمة جداً حيث استطعت أن أحقق جزءاً من أحلامي وهو أن جعلت حرفي يرافق لوحة فريال الأعظمي في تجربة سورية الحروف مبللة بالياسمين مع لوحة تعزف بسعف النخيل.

في عنوان ديوانك «أعيريني أصابعك لأكتب» هل تعتقد أن الفنانة الآن أعارتك ريشتها فكتبت، أم أن لوحتها أعادت تلقي قصيدتك وكتبتك مرة أخرى؟

- حين سألوني لماذا كتبت عنوان ديوانك بهذه العبارة «أعيريني أصابعك لأكتب» أجبت أن هناك أربعة أعاروني أصابعهم لأكتب همّ وطني وحنيني إليه، وأمي وحنيني إليها، وكذلك الفنانة فريال الأعظمي عبر لوحاتها، وزوجتي وأولادي أعاروني هذا الإصبع الأخير لأكمل هذه القصيدة، وكتب الديوان وهو الإصدار الثاني كتجربة لاحقة لهذا التعالق الفني مع لوحات الفنانة فريال الأعظمي.

العدد 4452 - الجمعة 14 نوفمبر 2014م الموافق 21 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً