شنّ الكثير من الإعلاميين في محطات النقل التلفزيوني لمباريات بطولة كأس الخليج 22 المقامة حاليا فعالياتها في العاصمة السعودية الرياض النقد اللاذع لطريقة وأداء لعب المنتخب السعودي في مواجهته الافتتاحية أمام المنتخب القطري والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وذلك تعبيرا عن حالة الفقر الفني التي يعيشها الأخضر منذ فترة.

وقال سامي الجابر اللاعب الدولي السابق والمحلل في قناة بي إن سبورت القطرية ان المدرب الإسباني لوبيز كارو عجز عن الاستفادة من قدرات لاعبيه في ظل وجود أكثر من عنصر مهاري يمتلك القدرة على تغيير النتيجة في أي لحظة، إضافة إلى عجزه عن تبديل حالة اللعب السلبية ونقل الفريق إلى الطريقة الإيجابية.

وذكر الجابر أن التبديلات التي أجراها الإسباني لوبيز بإشراك نواف العابد بدلا من عبدالله الزوري ومن ثم سالم الدوسري بدلا من فهد المولد وأخيرا مصطفى بصاص بدلا عن تيسير الجاسم لم تغير من واقع الأداء أو طريقة اللعب على عكس المدرب جمال بلماضي والذي استطاع أن يفرض شخصيته في الشوط الثاني بشهادة لوبيز نفسه.

ولم يبتعد المصري المعروف محمد أبوتريكة في تحليله لواقع المنتخب السعودي عن الجابر وقال: «بالفعل الأخضر لم يظهر كما العادة، وفشل في عبور مواجهة الافتتاح المصيرية على أرضه وبين جمهوره وكان الواضح تفوق المنتخب القطري في الشوط الثاني وتشكيل الخطورة في أكثر من مناسبة حتى من ناحية الاستحواذ»، مؤكدا أن طريقة اللعب والتغييرات لم تخدم لوبيز على عكس بلماضي الذي استفاد منها كثيرا في تشكيل حالة الضغط على الحارس وليد عبدالله وخط الدفاع بالكامل.

التعادل خسارة لقطر

ومن جانب آخر، فقد أكد الدولي السعودي السابق يوسف خميس محلل قناة الكأس القطري بأن التعادل يعد خسارة للمنتخب القطري في ظل أدائه المتميز والقوي على عكس المنتخب السعودي الذي ظهر عاجزا عن تهديد مرمى قاسم برهان في الشوط الثاني تحديدا، مبيّنا أن النتيجة سلبت من المنتخب القطري الذي استحق الفوز بجدارة.

وقال خميس: «التعادل ظلم لقطر الذي كان الأفضل والأحسن والأقرب للفوز في فترات كثيرة ووضع المنتخب السعودي مثير للشكوك وخصوصا أن المباراة القادمة أمام البحرين ولا نعرف ماذا يمكن أن نفعل مع هذا الأداء العقيم فنيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى».

واتفق فيصل ابواثنين نجم الكرة السعودية ونادي الهلال مع زميله خميس قائلا: «وجود الكوكبة المتميزة من اللاعبين في المنتخب السعودي لا يعكس قيمة وجودة أداء الأخضر مع لوبيز وحتى نكون منصفين فإن القراءة الفنية بين الشوطين لمدرب المنتخب القطري جمال بلماضي أثمرت عن تحقيق الطفرة النوعية فنيا في الشوط الثاني والذي تسيده العنابي بشكل واضح جدا».

الجبان لوبيز وفقد الهوية

أما محللا القناة الرياضية السعودية عبدالرحمن الرومي وعبدالعزيز الخالد فقد أبديا استياءهما من طريقة لعب المنتخب السعودي في افتتاح البطولة أمام قطر مؤكدين أن الاستمرار على نفس النهج يعني فقدان الفرصة على المنافسة وخطف اللقب.

وقال الرومي: «افتقد المنتخب السعودي للهوية داخل المستطيل الأخضر ولم يوفق لوبيز في قراءته الفنية حتى أن تغييراته لم تأت بشيء جديد ولم تثمر عن تغيير الواقع السلبي».

وأضاف «مسألة رحيل لوبيز مجرد مسألة وقت وعلينا فقط انتظار وقت الإعلان عنها، والشارع الكروي السعودي بشكل عام غير مقتنع بالجهاز الفني الحالي ويرغب في تجديد الوضع قبل كأس آسيا المقبلة في أستراليا»، كما قال عبدالعزيز الخالد: «اللعب بمحورين ارتكاز هما عبدالملك الخيبري وسعود كريري أمر صعّب من وجود الحلول الفردية في ظل امتلاك الأخضر للاعبين بارزين مثل نايف هزازي ويحيى الشهري وسالم الدوسري»، موضحا أن القراء الفنية الجيدة للمدرب القطري جمال بلماضي ألقت بظلالها على التغييرات التي أجراها في اللقاء ونتج عنها حالة الضغط الكبيرة.