تشهد الساحة المحلية كعادتها جدلاً واسعاً في كل مناسبة ونظراً لغياب الثقة الكبيرة وخصوصاً بين المعارضة والسلطة، وللانتخابات النيابية والبلدية التي ستشهدها البحرين في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني محاور جدل عدة، تبدأ بثنائية المشاركة والمقاطعة وهي بين المعارضة المقاطعة والسلطة التي تدعو بكل قوة للمشاركة.

ومحور جدل آخر بين فئات أخرى تتحدث فيه عن جدوى المشاركة في ظل التصويت في كل مرة لنواب ولكنهم لا يلبون أو يقومون بأي وعد من الوعود التي يقطعونها وأقل تلك الوعود إخفاقهم في زيادة الرواتب أو محاسبة وزير واحد على الأقل. على أن هذا الجدل لا يدور بين المعارضين والمشاركين أو بين معارضة وسلطة ومقربين من السلطة بل هو داخل كل المعارضين وداخل المقربين من السلطة خصوصاً.

جدليات أخرى بشأن تصريحات مترشحين ووعود آخرين وانسحاب نواب سابقين بشكل مفاجئ من السباق الانتخابي ودخول آخرين صرحوا مرة تلو الأخرى أنهم لن يدخلوا خصوصاً هذه المرة إلا إذا دخلت المعارضة للتصدي لها وعلى الرغم من أنهم يرفعون الإسلام راية إلا أنهم نكثوا بوعدهم أمام بريق مقود الـBMW والراتب.

وهنا ندخل للمترشحين وهم يصنفون أنواعاً ولا يتسع المقام لكي نتحدث عن جميع المترشحين غير أن فئة كبيرة منهم إنما يسعون لوظيفة لا غير وليس لهم في العمل البرلماني «تيس»، وآخرين أيضاً لا يعلمون عن أي شيء من الأمور الإدارية والقانونية في العمل البلدي لذلك يقدمون وعود دون علم بأي آلية لتنفيذ ذلك الوعد الجميل.

والقول هنا من الممكن أن يأتي بأنه بالخبرة يتعلم الإنسان، وهل أزمة البحرين بحاجة إلى من يتعلم أولاً ثم يتفرغ ليعمل؟ ولو فرضنا أن ذلك ممكناً ألا يتطلب ذلك من هؤلاء درجات دنيا من المعرفة بما يجري وعن الآليات.

وهنا مثال، مترشحين لا يعرفون الفرق بين الاقتراح برغبة والمشروع بقانون والاقتراح بقانون، ويتحدثون عن وعود بزيادة الرواتب، إذا كان لا يعلم الفرق بين الاقتراح بقانون والمشروع بقانون وآلية إقرارهما فكيف يقدم وعداً بزيادة الرواتب؟ وكيف سيعرف حدود صلاحياته لأنه أصلاً يجهلها.

هؤلاء مترشحون مع وقف التنفيذ، وحتى يدخلوا مرحلة التنفيذ وذلك بعد معرفة كل هذه الآليات يكون الفصل التشريعي الرابع قارب على الانتهاء، وهذا طبعاً إذا امتلكوا إرادة التغيير والمحاسبة أما إذا كان حالهم كحال المجلس المنتهية ولايته مسلوب الإرادة لم يستطع محاسبة أي وزير أو تحسين معيشة أو فعل أي شيء سوى تنفيذ رغبات الحكومة العلنية أو غير العلنية، فإنهم سيتحولون من مترشحين مع وقف التنفيذ إلى نواب مع وقف التنفيذ.

وقفات

- يتداول أهالي إحدى الدوائر أن فلان المترشح كان يأخذ الكهرباء في بداية انتقاله لمنزله الجديد من غير عداد رسمي، يعني «سرقة»، فإذا كان يقوم بهذا الفعل فكيف سيحافظ على المال العام؟.

- اتصل مواطن لمترشح يسأله، لماذا ترشحت؟ وماذا ستفعل؟ وما هو برنامجك؟ فرد المترشح بالتهديد والوعيد والشتم، خوش نائب قبل لا يفوز يهدد وإذا فاز شكله بدخل الدائرة كلها «ابوزعبل».