اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة أمس الجمعة (14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) بتقويض المؤسسات التجارية التي عملت على إقامتها بفرض عقوبات على روسيا وهو «خطأ» يأمل أن يتم تجاوزه في نهاية المطاف.
وفي حديث مع وكالة الأنباء الروسية الرسمية «تاس» قبل اجتماع مجموعة العشرين التي تضم الاقتصاديات الكبرى والنامية قال بوتين إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على موسكو بسبب أوكرانيا لم تضر روسيا وحدها بل الاقتصاد العالمي أيضاً.
وأضاف بوتين أن تجميد الأصول وحظر منح تأشيرات الدخول ومنع الشركات الروسية من دخول أسواق المال والتكنولوجيا الغربية يتعارض مع القانون الدولي لأن الأمم المتحدة وحدها هي التي يحق لها اتخاذ مثل هذه القرارات.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن تصرفات روسيا في شرق أوكرانيا غير مقبولة وقد تدفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض المزيد من العقوبات على موسكو.
وأضاف كاميرون «مازلت آمل بأن يتعقل الروس ويدركوا أنهم يجب عليهم أن يسمحوا لأوكرانيا بأن تتطور كبلد مستقل وحر... حر في تقرير خياراته».
كما عبر بوتين في مقابلة نشرت أمس عن معارضته الشديدة «لتشكيل تكتلات جديدة» داخل مجموعة العشرين يصطف فيها الغربيون في مواجهة الدول الناشئة.
وقال بوتين «يبدو لي انه أمر سيئ فعلاً إذا بدأنا إنشاء تكتلات جديدة. الأمر ليس بناء إطلاقاً بل ومضر بالاقتصاد العالمي».
وكان بوتين يرد على سؤال عن توازن القوى في مجموعة العشرين وخصوصاً وجود انقسامات محتملة وحتى مواجهة بين الدول الأعضاء في مجموعة السبع التي تضم البلدان الأكثر تطوراً ومجموعة بريكس التي تضم البرازيل والصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا.
في غضون ذلك، اتهمت موسكو مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنتشرين في أوكرانيا بدعم كييف فعلياً في النزاع بين القوات الحكومية والانفصاليين المقربين من روسيا.
وأبدت وزارة الخارجية الروسية في بيان «قلقها إزاء طريقة عمل البعثة الخاصة للمراقبة في أوكرانيا التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
في الوقت الذي ذكر جهاز الأمن الاوكراني أن الحكومة استبعدت إجراء محادثات سلام جديدة مع المتمردين الموالين لروسيا الذين يقاتلون من أجل حكم ذاتي في شرق البلاد. وقال المستشار الأمني ماركيان لوبكيفسكي في كييف: «لن يكون هناك (محادثات) مينسك 2، نظراً لأنه لم يتم الوفاء بالاتفاقات الناتجة عن مينسك 1».
من جهة أخرى، أعلنت روسيا عن إعطاء فرنسا مهلة حتى نهاية نوفمبر الجاري لتسليمها أول حاملة مروحيات من طراز «ميسترال» قبل أن تبدأ في اتخاذ الاجراءات القانونية.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مسئول بارز في العاصمة الروسية موسكو قوله: «نحن نستعد لسيناريوهات مختلفة. سننتظر حتى نهاية الشهر الجاري ثم سنقوم بتقديم شكاوى».
وأضاف أن الخبراء يقومون حالياً بتقييم الخسائر المحتملة نتيجة عدم تنفيذ الصفقة الخاصة بتسليم حاملة المروحيات «ميسترال» إلى روسيا.
كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد هدد في الشهر الماضي بتعليق تسليم حاملتي المروحيات بسبب تدخل روسيا في أوكرانيا، على حد قوله، وهومانفته موسكو.
العدد 4452 - الجمعة 14 نوفمبر 2014م الموافق 21 محرم 1436هـ
الفرنسي
أطعم الحلك تستحي العين