العدد 4451 - الخميس 13 نوفمبر 2014م الموافق 20 محرم 1436هـ

تناقضات وزارة الداخلية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم تمض ساعات على نشر مقالٍ الاثنين «معالي الوزير... التعذيب مستمر ليس تصرفات فردية»، حتى أرسلت إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية رداً للنشر عاجلاً صبيحة اليوم التالي.

الوزارة أثبتت على نفسها ما قاله الزميل، في بداية مقاله: «كالعادة سارعت وزارة الداخلية ومن بعد الساعة الأولى من إعلان وفاة سجين جنائي (حسن الشيخ) في سجن جو، للقول بأن مسببات الوفاة «تصرفات فردية»! فالردّ عليه أيضاً جاء سريعاً... وسريعاً جداً، ولكنه لم يكن مقنعاً للرأي العام على الإطلاق.

انتقدت الوزارة زميلنا بسبب ما أسمته «الربط بين الأحداث ذات السمات المختلفة والمغايرة ووضعها في إطار واحد، بما يتعارض مع المفهوم العلمي للمنهجية»، مع أن الردّ نفسه لم يكن موضوعياً ولا منهجياً، ويتعارض بشدةٍ مع المفهوم العلمي للمنهجية من الأساس.

في العدد نفسه من الصحيفة، التي نشرت الرد (الثلثاء الماضي)، نُشر خبران آخران، يرتبطان بالخبر الأول (تعذيب سجين جنائي حتى الموت)، أحدهما عن اعتقال طالب طب بحريني أثناء مغادرته إلى القاهرة لمواصلة دراسته، أما الآخر فيتناول مقطع فيديو يظهر شرطياً يعتدي على شاب معتقل ويوجّه له عبارات غير أخلاقية وإهانات طائفية، ويتفوّه بكلمات شوارعية غاية في الانحطاط، وهو يرتدي الزي الرسمي داخل عربةٍ للأمن العام.

هناك إذاً ثلاثة أخبار كلها سلبية، ترتبط بأداء وزارة الداخلية، وتناقض ما حاولت إدارة الإعلام الأمني إقناع الرأي العام به من أن «الشفافية والمحاسبة وتطبيق القانون، تشكّل نمطاً يومياً يتم ممارسته ميدانياً في كافة أشكال العمل الأمني». وهي محاولة لم تنجح، بدليل أن الخبر الأول حصل على 70 تعليقاً في الموقع الالكتروني، والخبر الثاني حصل على 146 تعليقاً من القراء، 96 في المئة منها تنتقد الداخلية وتفنّد ردودها.

مأزق وزارة الداخلية، شبيهٌ بمأزق وزارة حقوق الإنسان، التي أعلنت أمس عن تنظيم محاضرةٍ للجمهور لتعريفه بحقّه في انتخاب نوّابه للبرلمان، بينما لم تهتز في شنباتها شعرةٌ واحدةٌ لخبر مقتل سجين بحريني شاب تحت التعذيب، حتى بعد انتشار صوره الفظيعة على المغتسل، وقراءة الجميع ما قاله خاله عن الجثة التي كانت مكسّرة الأضلاع، والنزيف الذي استمر حتى وقت التغسيل. مثل هذه القضية ليست ذات أهمية لدى وزارة حقوق الإنسان، التي استفرغت وسعها لتذكير المواطن بحقّه الدستوري في انتخاب النواب، حرصاً على أسس الديمقراطية ولوازمها! فأهم شيء في الدنيا هو ممارسة حقّك في انتخاب النواب، فمن مات دون أن يكون له نائبٌ يمثله في البرلمان... مات ميتةً جاهلية!

الخبر الرابع، الذي يلتقي مع الأخبار السابقة في المقدار ويخالفها في الاتجاه، كما يقول قانون نيوتن الثالث، هو إطلاع مسئولٍ بالداخلية وزيرَ الدولة السويسري على ما حققته الشرطة في البحرين في مجال تعزيز حقوق الإنسان.

لم نكن بحاجةٍ إلى تقرير بسيوني الذي وثق وقوع انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وممارسة التعذيب في المعتقلات أفضى بعضها للقتل. ولم نكن بحاجةٍ إلى 167 توصية نصحنا بها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف... لو كنا نؤمن بأن السجين مواطنٌ مثلنا، وبأنه مخلوقٌ من ربّ العالمين، وبأنه بشر.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4451 - الخميس 13 نوفمبر 2014م الموافق 20 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 9:56 ص

      متعوده دبمن

      متعودين علي التصاريح من الوزاره بي الكذب علي الشعب لا وعندكم شعب من اذكا الشعوب واطيبها وحرام الي يعمل معها

    • زائر 23 | 8:59 ص

      نقطة تفتيش مجمع البحرين و إهانتي فيها مع عائلتي

      اوقفني الشرطي و طلب البطاقة الذكية بنبرة غاضبة و صرخ وقف على صوب .. بعد عشر دقائق من الإنتظار جاء و سألني وين رايح بنبرة إستفزازية ... اجبته بهدوء مجمع البحرين أجابني بإستهزاء هالحزة جاي المجمع و يبان من لهجته إنه أخواننا العرب ... انزعجت و جميع أفراد العائلة لإسلوبه الفج في التعامل لذنب لم نقترفه سوى الذهاب للتبضع في المجمع....

    • زائر 20 | 2:53 ص

      نحن في البحرين مو في سويسرا

      السجين السياسي ليس بشر في عيو ن الداخليه .

    • زائر 18 | 2:46 ص

      القانون لا يطبق عليكم

      سنكسر هذه العبارة قريبا ،،
      والايام بيننا وصمود الشعب الدليل،،

    • زائر 15 | 2:05 ص

      يقول المثل

      يقول المثل من أمن العقوبة أساء الأدب هذا مثل رائع، و لكنه لا ينطبق على وزارة الداخلية، ..............

    • زائر 14 | 1:29 ص

      شر البلية ما يضحك

      فمن مات دون ان يكون له نائب يمثله في البرلمان ،،،،،، مات ميتة جاهلية !

    • زائر 13 | 1:17 ص

      صبر جميل

      الله المستعان على مايعملون ويقولون لاتخفى عليه خافيه وقفوهم انهم مسؤلون ولك الله ياشعبي .....

    • زائر 12 | 12:58 ص

      هناك كاميرات مراقبة في السجن

      وين الكاميرات اللي في السجون اللي تكلموا عنها لو هذي كاميرات بس شكل ما تشتغل

    • زائر 11 | 12:52 ص

      نشرت غسيلهم يا إستاذ قاسم.

      مهما حاولوا إخفاء الحقيقة ستكون النتيجة الفشل لأن الحقيقة أكبر من الإخفاء.

    • زائر 10 | 12:36 ص

      اي رأي عام تقصد

      اذا رد وزارة الداخلية لم يعجبك او الشارع المؤيد لكم فهذا لا يعني ابدا ان كل البحرين لم تقتنع به . انتم لا تمثلون كل الشعب هذا شيء مفروغ منه

    • زائر 21 زائر 10 | 2:59 ص

      ....

      اذا القتل تحت التعذيب وازهاق الارواح لانتزاع الاعترافات لم تحرك فيكم الشعور بالانسانية .. اذا روح .........

      ((وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً))

    • زائر 22 زائر 10 | 5:02 ص

      البحرين

      كلام صحيح.. الوفاق والجمعيات التابعة لها لا تمثل الشعب البحريني وانما تمثل جزء بسيط من هذا الشعب، واذا حاولتم جاهدين اقناع الراي العام العالمي بأنكم أغلبية فهاذا غير صحيح فما بالك بالرأي العام المحلي ؟؟ الشعب البحرين تغير كلياً بعد احداث 2011

    • زائر 9 | 12:31 ص

      في الصميم

      مقال اخر رائع يختزل مايدور في باطن معظم المواطنين، فعلاً هل لدينا وزارة تكنى بحقوق الانسان؟!انا اعتقد انها تتبع وزارة الخارجية لان كل امورها معنية بالخارج وليس بالداخل!

    • زائر 8 | 11:53 م

      انتهاكات

      العنف مرفوض كمبدأ ولكن يجب استنكاره من اي طرف كان والسجون في العالم بطبيعتها وطبيعة مساجين الجريمة تعج بالمخالفات القانونية والحقوقية من السجان والمسجون، وقد تكون تصرفات فردية بسبب عدم وعي الطرفين بحقوقهم وواجباتهم. ان التدريب واختيار الكفاءات ومحاسبة الإدارات والإشراف على الأداء والاستماع الى الشكاوي وزيارات منتظمة من جهات محايدة ومحاسبة التجاوزات الفردية قد يخفف التجاوزات الفردية. والاهم هو تجريم التعذيب والعنف من اي طرف.

    • زائر 7 | 11:42 م

      داخل او خارج السجن الاهانات واحدة والتعامل مع الناس بطريقة دونيّة

      لا فرق بين داخل او خارج السجن المواطن وبالذات الشيعي مستهدف بكل معنى كلمة الاستهداف في عرضة ورزقه وجسمه وبيته وكرامته:
      بيوتنا بلا حرمة تنتهك انصاف الليالي
      الأرزاق حرب شنّت علينا اجسامنا الصورة تكفي
      الكرامة مهدورة في كل نقاط التفتيش والمراكز وغيرها
      نساؤنا منتهكة الحرمات وجرجرة مع الرضّع في السجون

    • زائر 6 | 11:31 م

      ازمة الوزارة

      اول ازمه واعتقد الاكبر هي الفساد الاداري و المالي و الأخلاقي داخل الوزارة.
      الازمه الناتجه عن الاولي انتهاكات حقوق الانسان

    • زائر 5 | 11:30 م

      بُركت سيد

      بارك الله فيك سيدنا العزيز… الرد على الجهات الرسمية :"ان لم تستحي ففعل ما شئت"

    • زائر 4 | 10:58 م

      قالها المتنفذ القانون لا يطالنا ولايطالكم

      معناه عذبوا وحتى إقتلوا ولا أحد بحاسبكم.

    • زائر 3 | 10:48 م

      قوة رجال الأمن

      لازال يعتقد رجال الأمن انهم من الأقوياء عندما يقومون بتعذيب السجين المقيد والمنهك وأنهم بذلك يعدون مع الأقوياء والاشاوس مثل هيركليس وأمثاله. يبدو ان عقيدة رجال الأمن هي بإبراز القوة ولكن مع الشخص المقيد الأعزل ومع كثرت العدد على واحد

    • زائر 2 | 10:03 م

      غريب الرياض

      نشبه دول مثل زيمبابوي موغابي و غيرهم.

      طلم غير محدود و طائفية في مل مجالات الحياة دون استثناء. البلد صار يغلي و الحياة فيه لا تطاق، عليهم الحذر من لحظة فوران التنور.

      حسبي الله عليهم.

      ..

    • زائر 19 زائر 2 | 2:47 ص

      مقارنة بين النظر إلى رجال الأمن في البحرين و العالم

      - عندما يرى الفرد أحد رجال الأمن في بقية دول العالم فإنه يشعر بالإطمئنان بينما عندما يرى رجل الأمن البحريني فإنه يتوجس منه خيفة
      - عندما يرى الفرد أحد رجال الأمن في بقية دول العالم فإته يذهب إليه لطرح الأسئلة عليه إن كان تائهاً بينما عندما يرى رجل الأمن البحريني فإن لسان حاله يقول " إبعد عن الشر و غنّي له ".
      رجل ألمن البحريني معطى الحرية المنفلتة و خاصة قوات الشغب فتراهم يقودون بتهور و عكس سير حركة الشارع و لايهمهم سلامة مركباتهم و لا سلامة مركبات الاّخرين و لا المارة

    • زائر 1 | 9:42 م

      التنصل من المسئولية من استفاداتهم من تقرير بسيوني

      التعذيب المميت و ما دون الموت موجود قبل تقرير بسيوني و بعده الفرق قبل يتم التستر علي القتلة من الامن واصدار شهادات وفاة مزورة كالموت بالفشل الكلوي او السكلر و كانت لم تقتنع المهتمين بالشأن الانساني في العالم و تحرك الحلفاء وبعد بسيوني اختلف الامر صار امتصاص الحدث من خلال الاعلان عن التحقيق ثم ححجز لمدة قصيرة المتسبب وعادة يكون فرد لا اكثر و حين تنسى القضية او تبرد يحكم بالمخفف ولا احد يعلم هل هو حكم ورقي او ينفذ

    • زائر 17 زائر 1 | 2:35 ص

      المشكلة الأساسية عدم الإيمان

      - لو يملكون إيماناً بالله و اليوم الاّخر و أن خلفهم من يحاسبهم و لا يغفل عن شيء مما يقترفونه من كذب و تعذيب و كلام فاحش يذيء ينم عن حسن تربية لكانت الدنيا بغير و لكن نفوس مريضة شغلها حب الدنيا من مال و مناصب و كراسي نسوا الله غأنساهم أنفسهم . من قول للإمام علي :وَاللهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَكِهَا، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ، وَإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تقضمها

اقرأ ايضاً