السلمانية - محمد باقر أوال
يحتفل العالم اليوم (الجمعة) 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 باليوم العالمي لداء السكري، وهو تاريخ حدّده كل من الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية لإحياء عيد ميلاد فريديريك بانتين الذي أسهم مع شارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين في عام 1922، علماً بأنّ تلك المادة باتت ضرورية لبقاء مرضى السكري على قيد الحياة.
ويسعى اليوم العالمي للسكري إلى إذكاء الوعي العالمي بداء السكري بمعدلات وقوعه التي ما فتئت تزداد في شتى أنحاء العالم وبكيفية توقِّي المرض في معظم الحالات.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التقديرات تشير إلى عدد المصابين بداء بالسكري تجاوز 347 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم. كما إن معدل الإصابة بمرض السكري في البحرين يعتبر من المعدلات المرتفعة، فقد بيّن آخر مسح أُجري للأمراض غير المعدية في البحرين، أن نسبة الإصابة بالسكر بين البالغين بعد سن 20 سنة نحو 15.4 في المئة وتصل إلى 20 في المئة بإضافة المعرضين للإصابة. أما بالنسبة للأطفال فيلاحظ من الإحصائيات أن عدد الحالات الجديدة للسكري من النوع الأول في البحرين كغيرها من دول العالم في ازدياد مستمر، فخلال السنوات العشر الأخيرة زاد المعدل السنوي للحالات الجديدة من 18 حالة سنوياً إلى 45 حالة سنوياً وقد تصل إلى 60 حالة في بضع سنوات.
إلى ذلك قالت استشارية الغدد الصماء والسكر واختلال الدهون المدير الطبي في مركز الخليج التخصصي للسكر، نسرين السيد: إن “التركيز من عام 2010 - 2014 على الوقاية من مرض السكر، وتكون الوقاية عن طريق ممارسة الرياضة والتغذية السليمة، والتركيز على فترة الفطور الصحي، لأن أغلب الناس يهملون هذه الوجبة الرئيسية وحتى فترة الغذاء يكون الشخص جوعان ما يساعد على عدم فرز الإنسولين بطريقة صحيحة”.
وتضيف أن “كمية الإنسولين التي يفرزها الجسم تكون غير طبيعية وذلك بسبب عدم تناول الوجبات في وقتها، وخاصة عندما يتم ترك الوجبة الرئيسية فإن سلبياتها على الجسم تكون كبيرة”.
أما عن التثقيف الصحي، فتقول “الإعلام يمثل الجزء الأهم وذلك عندما يقوم بتوصيل المعلومات للناس وتثقفيهم صحياً، وأيضاً يتم تثقيف الطلاب بالمدارس والمؤسسات والشركات عن طريق إقامة فعاليات متعددة خاصة الآباء والأطفال فهي فئة مهمة في المجتمع يجب تثقيفهم بضرورة اتباع تناول الوجبات خاصة الفطور الصباحي والرياضة”. مؤكدة “بأن التركيز يكون على الفطور الصحي الذي يتكون من، كميات بسيطة من النشويات والكربوهيدراتيات مثل الخبز المختلف سواء من الناحية الكمية أو النوعية بمختلف أنواعه ويضل الخبز الأسمر الخالي من السكر، والتركيز على البروتينات مثل الأجبان والبيض وكمية قليلة جداً لا تذكر بالدهون، والابتعاد عن المشروبات الغازية، والتركيز على العصائر الطازجة ويحبذ أن تكون خالية من السكر لأن السكر الموجود في الفاكهة يكون كافياً، والابتعاد قدر الإمكان عن تناول العصائر المعلبة لأن يوجد بها نسبة سكر مرتفعة، كذلك بالنسبة لشرب الشاي والقهوة يجب التقليل من السكر”.
وتابعت “بصفة عامة كل أنواع النشويات والكربوهيدراتيات تسبب ارتفاع في نسبة السكر، ومقارنة بين الخبز الأسمر والخبز الأسمر فإن الخبز الأسمر أفضل، كذلك مقارنة بين الرز الأبيض والأسمر فإن الرز الأسمر أفضل طالما أن المخبز يتبع معايير دقيقة في صنع الخبز الأسمر دون إضافة سكر إليه”.
أما عن نسبة المصابين بداء السكري فقالت السيد “تشير آخر الإحصاءات الطبية وفقاً للمنظمة العالمية للسكري أن نسبة الإصابة بداء السكري تتزايد بصورة مطردة سنة تلو الأخرى، وأن الإصابة بمضاعفات هذا المرض باتت مبكرة عما كان مألوفاً من قبل”. وأضافت “سواء على المستوى المحلي أو العالمي للأسف النسبة في ازدياد، والمتوقع بعد 10 - 15 سنة ستصل النسبة إلى أكثر من 500 مليون نسمة مصاب بداء السكر، وهذا يرجع لنمط الحياة وأسلوب الحياة ونسبة درجة الضغوطات النفسية والجسمية التي يتعرض لها الناس، كذلك قلة الرياضة ناهيك عن العوامل الوراثية التي تتسبب في ارتفاع نسبة هذا الداء”.
أما عن وضع نسبة السكر لدى البحرينيين، فقالت “بحسب المنظمة الفيدرالية للسكر تم تصنيف البحرين رقم 12 بالنسبة للإصابة لمرض السكر على المستوى العالمي، ورقم 5 بالنسبة لفئة المعرضة للسكر”. مضيفة أن “هذه الفئة هي الأخطر لأنها تعتبر فئة صامتة والتي ممكن تجعل الأشخاص يصابون بالسكر دون أن يعرفوا أنهما مصابون أم لا وذلك لعدم اكتشاف أي أعراض أو بوادر لهذا الداء. وأكثر عرضة لهذه الفئة هم المصابون بالضغط أو الذين لهم مصابون بالوراثة أو المصابون بارتفاع بالكوليسترول أو المدخنون أو الذين يعملون تحت ضغوطات وتوترات نفسية”. وتابعت “بالنسبة للنساء فإن المصابات بسكر الحمل هم الأكثر عرضة للإصابة بداء السكر”.
أما من ناحية الفئة العمرية، فتقول إن “نسبة الإصابة بداء السكر للرجال فهي من سن 45، وبالنسبة للنساء من سن 40 يكونون عرضة لمرض داء السكر. وفي منطقة دول الخليج فإن نسبة الإصابة بالسكر بين الرجال والنساء متساوية”.
ولتقليل من نسبة الإصابة بداء السكر، تقول استشارية الغدد الصماء والسكر واختلال الدهون المدير الطبي في مركز الخليج التخصصي للسكر، نسرين السيد “يجب الالتزام بنمط الحياة الصحي من ممارسة الرياضة وتناول الوجبات الصحية وخاصة الفطور الصباحي والتقليل من تناول السكريات والدهون والنشويات والكربوهيدراتيات”.
واستطردت “للأسف إن معظم الناس تقلل من ممارسة الرياضة بحجة أن ليس لديها وقت، وخاصة المصابين بدء السكر فإن اعتمادهم على الدواء كعلاج هو خطأ كبير وإنما ممارسة الرياضة ولو لمدة نصف ساعة لمدة ثلاث مرات أسبوعياً، والتغذية الصحيحة جزء من العلاج وللوقاية من داء السكر”.
وقالت إن “مستوى إقناع المريض يختلف من مريض لآخر، ففي بعض المرضى يكون إقناعهم سهل عن طريق تثقفيهم وتوعيتهم بأهمية المرض وطرق علاجه، في حين هناك بعض المرضى يكتفي بالعلاج عن طريق الأدوية. ونصيحتي للكل أن مهنتنا كأطباء أننا نقوم بتثقيف المريض وتوعيتهم لأنه يعتبر الأهم في حياة المريض أن يتم توعيتهم بطريقة تثقيفية عن طريق الدراسات وأهمية النصائح والتعليمات المقدمة من الطبيب”.
أما عن الأدوية المقدمة لمرضى داء السكري، فقالت “بالنسبة للنوع الأول من مرض السكري يتم العلاج عن طريق حق الإنسولين، أما بالنسبة للنوع الثاني فيتم العلاج عن طريق الأدوية إضافة لحقن الإنسولين، كذلك الأدوية يكون فيها تطور من حين لآخر مقارنة قبل عشر سنوات فإنه يوجد خيارات وأنواع من الإنسولين، وتعمل هذه الأدوية على تنظيم نسبة السكر في الدم”.
واختتمت السيد أن “هناك أمراضاً عديدة بسبب تضاعف الداء السكري مثل، إلحاق أضرار بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب، وقد يؤدي داء السكري إلى إصابة شبكية العينين بالضعف في حدة النظر أو بالإصابة بالعمى، لذا ننصح المرضى بفحص العينيين مرة أو مرتين سنوياً”.
العدد 4451 - الخميس 13 نوفمبر 2014م الموافق 20 محرم 1436هـ