توقع المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة نعم للإعلام الرقمي، عمار بكّار، أن يشهد العام 2018 هجرة الشركات والمؤسسات المعلنة من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الجديد، حيث ستكون المؤسسة قادرة على الوصول إلى الشخص الذي تريده، من خلال التعرف على توجهاته ورغباته، إلا أن مسئولة قسم السياسة بصحيفة الشرق الأوسط الدولية نادية التركي، اعتبرت أن ذلك قد لا يكون واقعياً، مؤكدة أن «الصحف ووسائل الإعلام التقليدية ستبقى صامدة».
وفي الوقت الذي رأى بكّار أن بحلول العام 2019، ستحدث نقلة في الإعلام الجديد، بحيث ينتقل إليه كل الجمهور، أكدت التركي أن التجارب أثبتت عكس ذلك، إذ إن الدول الغربية كانت تخشى من انهيار الصحافة ووسائل الإعلام التقليدية بعد انتشار شبكة الإنترنت، إلا أنها استمرت وبقت صامدة حتى الآن.
جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من المنتدى الخليجي الثاني للإعلام السياسي يوم أمس الخميس (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) في فندق الخليج، والتي جاءت تحت عنوان «الإعلام الجديد».
وخاطبت التركي عمار بكار قائلة له: «أتمنى أن نلتقي بعد 4 أعوام لنرى ما إذا استمرت الصحافة أم لا».
وتحدث بكّار عن الشبكات الاجتماعية، وأنها كشفت وجود خلل في الثقافة لدى كثيرين من مستخدميها، داعياً من يستخدم الشبكات الاجتماعية إلى التفريق بين التواصل الشخصي وبين التواصل مع أكثر من 5 آلاف متابع.
وذكر أن المنافسة في الإعلام الجديد لم تعد محلية، بل منافسة دولية، وهي أهم من المنافسة في المجال العسكري، وبحلول العام سيكون المعلن قادراً على الوصول إلى الشخص الذي يريده بالتحديد، وهذه التقنيات تُنفق عليها ملايين الدولارات.
ليس الحل في التشريعات، إلا إذا كانت تشريعات ذكية وواقعية،
إلى ذلك، قالت مسئولة قسم السياسة بصحيفة الشرق الأوسط الدولية، إن الإعلام الجديد فتح مجالاً كبيراً للفوضى، وأصبح فيها تمادٍ إلى حد كبير، ووصل الأمر إلى ما وصفته بـ «قلة الأدب» التي تصدر من بعض المستخدمين للإعلام الاجتماعي.
وأكدت أن أي وسيلة إعلامية محترمة تعتمد على شيئين، أن تكون لديها استراتيجية مدروسة، وتحديد الرسالة، والجمهور، والأمر الثاني الالتزام بأخلاقيات المهنة، وهذا ما يفتقده الإعلام الجديد.
وقالت: «نحن مع الحريات ولكن أن تتجرأ على الآخرين فهذا أمر غير مقبول»، معتبرة أن التشريعات جزء من الحل لهذه المشكلات في الإعلام الاجتماعي
ورأت أن الإعلام الاجتماعي شكل خطورة تشبه خطورة تسونامي، والإعلام الاجتماعي نقطة خطر، وصحيح أن الإعلام التقليدي فيه خطر ولكن ليس بمستوى الإعلام الاجتماعي.
وفي إجابتها على آنية وسرعة نقل الأخبار والمعلومات في الشبكات الاجتماعية، أوضحت التركي أن «هناك فرق بين السرعة والتسرع، والحاصل في الشبكات الاجتماعية هو التسرع في نقل الأخبار، وكثير ما نرى الأخبار التي تبث غير صحيحة، ويتم التنويه بعدم صحتها بعد نشرها».
من جانبه، تحدث مدير وحدة الإعلام الاجتماعي بقناة العربية سلطان بتاوي، خلال الجلسة الثانية، وبشّر بمستقبل واعد للإعلام الجديد، وخصوصاً مع وجود إحصاءات ومؤشرات على تزايد عدد مستخدميه في العالم.
وقال بتاوي إن 70 في المئة من مستخدمي وسائل الإعلام الجديد هم من دون سن 35 عاماً، ما يعني أنهم من فئة الشباب. داعياً الإعلام التقليدي إلى تبني التطورات التكنولوجية، والتعامل مع الإعلام الجديد.
العدد 4451 - الخميس 13 نوفمبر 2014م الموافق 20 محرم 1436هـ