العدد 4451 - الخميس 13 نوفمبر 2014م الموافق 20 محرم 1436هـ

الرواس: لا يوجد التزام بالمعايير المهنية في الإعلام... والرأي الآخر مرفوض

العبيدلي: لابد من مأسسة العمل الصحافي... والخميس: التعددية ضرورة للمجتمع

الجلسة النقاشية بعنوان «التعددية الإعلامية»  - تصوير عقيل الفردان
الجلسة النقاشية بعنوان «التعددية الإعلامية» - تصوير عقيل الفردان

رأى رئيس مجلس إدارة جامعة ظفار العمانية الإعلامي أنور الرواس، أنه لا يوجد التزام بالمعايير المهنية والأخلاقية في العمل الإعلامي، وهو ما يتطلب وضع سياسات واستراتيجيات للالتزام بها، مشيراً إلى أن الرأي الآخر أصبح مرفوضاً وغير مقبول، وخصوصاً في ظل التوسع والانتشار في وسائل الإعلام.

جاء ذلك في الجلسة الأولى من المنتدى الخليجي الثاني للإعلامي السياسي، الذي أقامته معهد البحرين للتنمية السياسية أمس الخميس (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، في فندق الخليج. وشارك في الجلسة الأولى والتي جاءت تحت عنوان «التعددية الإعلامية» كل من الكاتب الصحافي والخبير الإعلامي عبيدلي العبيدلي، ورئيس تحرير صحيفة العرب اللندنية عبدالعزيز الخميس.

هذا، وأوضح الرواس أن المهنية مجزأة بين من يتعلمها كطالب في الجامعة على أسس نظرية، وبين تطبيقها كمهارات، إذ إن هناك اختلافاً بين ما يتعلمه الطالب، وبين ما يعيشه في واقع العمل الإعلامي.

وذكر أن الاختلاف مبني على سياسات المؤسسة، والتي بدورها تمثل سياسة الدولة أو الحكومة أو الإدارة التي تملكها، ولذلك يجد الطالب فجوة بين ما يتعلمه في الجامعة وبين ما يجده على أرض الواقع.

واعتبر أن هناك مشكلة كبرى في تطبيق المعايير المهنية في الإعلام، وخصوصاً مع وجود سيطرة فعلية عليها، مشيراً إلى أن «السلطة هي التي توجه أحياناً، وليس بالضرورة أن تكون موافقة لسياسة المؤسسة».

النواس أشار إلى أن المنطقة العربية فيها تعددية إعلامية رقمية، وليس بالمضمون، إذ يوجد تعدد في عدد المؤسسات الإعلامية، ولكن لا يوجد تعدد في المضمون، مبيناً أن في السابق كان هناك قبول بالحد الأدنى للرأي الآخر، إلا أن هذا الأمر تقلص واختفى، والآن لا أحد يقبل الرأي الآخر في ظل التوسع الإعلامي، وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقفة حقيقية ممن لديه قوة وتحكم في المؤسسات الإعلامية.

ورأى الرواس أيضاً أن هناك قوى تسيطر في التوجه الإعلامي، سواءً أكانت اقتصادية أو سلطوية. وقال إن الأمور اختلطت وظهرت قنوات دينية متشددة، وتدّعي أنها متسامحة، وفتح باباً للقنوات الترفيهية لخلق عملية التوازن بين القنوات المتشددة والقنوات الترفيهية.

إلى ذلك، رأى الكاتب الصحافي والخبير الإعلامي عبيدلي العبيدلي، أن الثبات في المعيار الأخلاقي أكثر رسوخاً من المعيار المهني في العمل الإعلامي، فالمعيار الأخلاقي شخصي والمعيار المهني نظري.

وذكر أن هناك مقاييس عامة، منها الحيادية والمصداقية والموضوعية، تدرس في الجامعات حالياً، ولكن السؤال هو: متى يتم الالتزام بين القيم المهنية والقيم الأخلاقية؟

وأشار إلى وجود محاولات لوضع مواثيق شرف للمهنة الإعلامية، تصنع التوازن الصحيح بين الطابع الأخلاقي والطابع المهني.

وأكد على الحاجة إلى مأسسة العمل الصحافي في المنطقة العربية، وعدم تركه إلى السلوك الفردي.

واعتبر أن التعددية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، نواة للتعددية الإعلامية، ولا يمكن للتعدية الإعلامية أن تقوم دون التعددية في المجالات الأخرى، مشيراً إلى أن الرقيب العربي نجح في خلق رقيب داخلي لكل صحافي، فكل صحافي يخشى من مقص الرقيب وبالتالي مواجهة الجمهور، وهو ما خلق في داخله رقيباً ذاتياً.

ودعا العبيدلي إلى تقنين الرقابة على العمل الإعلامي من خلال بناء جسور الثقة بين السلطة والإعلام، مشيراً إلى أن الإعلام بصورته الطبيعية هو حر، وعندما يؤدلج فهو يقيد نفسه.

إلى ذلك، أكد رئيس تحرير صحيفة «العرب» اللندنية الإعلامي السعودي عبدالعزيز الخميس أن التعددية الإعلامية أمر مطلوب، وهى تمثل حلاً أساسياً لمشكلات المجتمع، حيث إن عدم التعددية داخل الإعلام يسيء للإعلام، نظراً لأنه لا يكون هناك أكثر من رؤية واتجاه وينحصر الإعلام في طيف واحد.

ودعا إلى أن تحكم التعددية الإعلامية مصالح الوطن والمجتمع، متسائلاً: «هل نحن في دول الخليج والوطن العربي نلتزم بالخطوط الحمراء لأمن الوطن؟».

وشدد على أن «الوطن يعتبر خطاً أحمراً، ولا يمكن ممارسة الحياد في قضايا تمس الوطن. ورأى أن هناك «فجوة كبيرة بين القطاعين الأكاديمي والمهني».

وأشار إلى أنه «توجد لدينا فجوة كبيرة جداً في القطاعين الأكاديمي والمهني في الإعلام»، موضحاً أن الأخلاق تختلف من طرف لطرف آخر.

وشدد على أهمية دور الإعلام باعتباره لا يمثل فقط ناقلاً للأخبار ولكنه له دور مراقب لما يحدث داخل المجتمع، ويمكنه أن يطرح حلولاً ومساعدات، لافتاً إلى أن الإعلام يعتبر جزءاً من صناعة القرار، ويجب أن يعمل على تحقيق مصالح وأمن واستقرار المجتمع.

وخلال المناقشات طرح رئيس الجمعية البحرينية للشفافية عبدالنبي العكري، تساؤلاً عن الشخص الذي يحدد المصلحة الوطنية في الإعلام، هل وزير الإعلام أم العدل؟

ورداً على هذا السؤال، أكد الخميس أن المصلحة الوطنية موجودة داخل كل مواطن، ولا حاجة إلى تدريسها أو تقديم النصح بشأنها.

وذكر أن المصلحة الوطنية تقودنا كل يوم إلى عملنا وكل مكان، ومصلحة الوطن وأمنه وقوته وعدالته أمور بديهية، ومَنْ لا يعرف المصلحة الوطنية هو غير ملتزم بوطنه.

وقال: «لا يمكن وضع المصلحة الوطنية في نصوص، أو أخذها من النصائح».

العدد 4451 - الخميس 13 نوفمبر 2014م الموافق 20 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً