العدد 4451 - الخميس 13 نوفمبر 2014م الموافق 20 محرم 1436هـ

وزير الإعلام الكويتي السابق: «داعش» يريد إعادتنا للوراء 1400 عاماً... والانقلابات أوصلت صغاراً للحكم

وزير الإعلام والمواصلات الكويتي السابق سامي النصف
وزير الإعلام والمواصلات الكويتي السابق سامي النصف

قال وزير الإعلام والمواصلات الكويتي السابق، سامي النصف، إن تنظيم «داعش» يريد العودة بالأمة العربية والإسلامية إلى الوراء 1400 عاماً، معتبراً أن العامل المشترك بين قادة الرأي العام في الوطن العربي هو «الذهاب إلى المستقبل عبر النظر إلى الخلف».

وانتقد النصف ما وصفه بـ «ظواهر خطأ» في الأمة العربية، من بينها ظاهرة «خلق عداوات دائمة لأمم كبرى مثل أميركا، وظاهرة تغييب العقل عند الأحداث الجسام، إلى جانب ظاهرة استخدام مصطلحات سياسية مدمرة، وظاهرة الانفعال».

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الوزير الكويتي السابق في افتتاح أعمال المنتدى الخليجي الثاني للإعلام السياسي، يوم أمس الخميس (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، والذي نظمه معهد البحرين للتنمية السياسية تحت عنوان «الإعلام وثقافة الاختلاف»، وذلك برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة.

النصف، وهو المتحدث الرئيس في المنتدى، أكد وجود «محاور وظواهر تسيء وتفسد ثقافة الاختلاف في مجتمعاتنا، ومن ثم ينعكس الأمر بالتبعية على إعلامنا الناقل»، مشيراً إلى أن الكثير من الظواهر تؤثر في الإعلام منها «ظاهرة تسبب الانقلابات وبعدها الثورات بوصول من ليس لديه تنمية سياسية ولا يملك خبرة، وتسببت في وصول ضباط صغار لم يخرجوا عن إطار قاعدتهم العسكرية إلى سدة الحكم، وقبل ذلك لم يكن هذا موجوداً، وهذا ما حصل وخصوصاً في سورية والعراق ومصر، إذ أسقطت من لديهم خبرات وأحضرت بدلاً عنها قطاعات لا تمتلك الخبرة، وهذا ما أثر على الإعلام، وأوجد إعلام الرأي الواحد».

وبيّن أن المنطقة العربية تستخدم ظاهرة المجال المفتوح، وهو مصطلح سقط من العالم وبقي في المنطقة، مؤكداً أن هناك دولاً تعطي نفسها الحق في التدخل في شئون دول أخرى استناداً لظاهرة المجال المفتوح.

ورأى أن «الديمقراطية لا يمكن أن تُثمر وتزدهر دون تنمية سياسية حقيقية للاعبيها الأساسيين، ونعنى الناخبين، ودون ذلك يصبح ما يجمع ديمقراطياتنا بالمنطقة مع الديمقراطيات المتقدمة في العالم هو تشابه أسماء لا أكثر».

وعن موضوع المنتدى «الإعلام وثقافة الاختلاف» أوضح أن عدم إجادة فن الاختلاف يحوله بالتبعية إلى خلافات خانقة وأزمات ساخنة وحروب طاحنة كالتي نشهدها هذه الأيام في منطقتنا، وكما شوهدت بالأمس في أوروبا ولم تتوقف أزماتهم وحروبهم حتى أجادوا فن ثقافة الاختلاف وكيفية إدارة الأزمات والتباينات التي هي أحدى خصائصنا كبشر.

وبين إن الإعلام يعكس ثقافات الشعوب والمجتمعات ولا يصنعها، ولا يمكن فصله عن المفاهيم والثقافات السائدة فيها، فلا يمكن أن تطغى على مجتمع ما ثقافة الإلقاء وعدم التسامح وإساءة الظن بالآخر، وغيرها من أمور سالبة، ثم نعتقد أن مسار الإعلام في ذلك المجتمع يمكن له أن يتخذ مساراً مغايراً، أي أن تكون المجتمعات من كوكب والإعلام من كوكب آخر.

وسرد النصف الظواهر التي قال إنها تؤثر على الإعلام، موضحاً أنها تتمثل في «ظاهرة شيطنة الآخر عند الاختلاف، ومن ثم نصبح أسرى لما قلناه ونفشل بالتبعية بالوصول إلى تسوية لمشاكلنا».

وأضاف «يوجد لدينا ظاهرة متوارثة مخالفة للعصر يعكسها قول الشاعر (نحن قوم لا توسط بيننا.. لنا الصدر دون العالمين أو القبر) غير أن عملية التوسّط أو أنصاف الحلول هي أساس حل الإشكالات مع الدول الأخرى والمعزّز الأول للسلام الاجتماعي بالداخل، تتحول لدينا إلى تهاون بالحقوق، والتعاون يعنى تنازل، والتنازل يعنى الخيانة... فتحول وتغير الثقافة السائدة أمر جميل كالوسطية والتسامح في المواقف إلى فعل مذموم هو الخيانة».

وتطرق للحديث عن «ظاهرة القراءة الخاطئة لتعليمات ديننا الحنيف التي تحث بنصوص قطعية على السلام والمجادلة بالتي هي أحسن، إلى البحث في بطون الكتب عن الأحاديث الضعيفة التي تمنح الحق بالقتل والتدمير للآخرين وحتى للمسلمين»، مستشهداً في ذلك بتنظيم داعش وأنه يريد العودة بالأمة إلى الوراء 1400 عاماً.

وأضاف «نحن الأمة الوحيدة التي يتسابق قادة الرأي فيها إلى العودة إلى الخلف، واليوم تنظيم داعش يريد العودة بنا إلى الوراء 1400 عاماً، وهناك من يريد العودة بنا إلى الدولة العثمانية أو الصفوية، والقاسم المشترك هو الذهاب إلى المستقبل عبر النظر إلى الخلف».

وقال: «كما لدينا ظاهرة القراءة الخاطئة للأحداث التاريخية وتسويق الماضي كطريق للمستقبل حتى قارب تاريخنا أن يكون «أفيون» شعوبنا في ظاهرة غير مسبوقة لدى شعوب العالم القديم التي كانت لها كحالنا حضارات سادت ثم بادت إلا أن أحدا لا يسوق العودة إليها. واستغرب من انتشار ظاهرة «خلق عداوات ثابتة ودائمة لدول مؤثرة كحال الولايات المتحدة مهما فعلت وهو ما يسهل على الأعداء جعلها تصطف معهم»، مفيداً أن الظاهرة الأخرى هي «تغييب العقل والحكمة عند حدوث الأزمات الكبار قضايا جسام، وتحكيم العواطف وعمليات التأجيج بعكس ما يحدث لدى الأمم الأخرى، وتبدأ على الفور عمليات اختلاف وصراع شديدة لكيفية التعامل مع تلك التحديات الكبرى بينما تتوحد أمم الأرض أمام المخاطر».

وتابع «الظاهرة الأخرى هي الانفعال والنفس القصير، التي هي المتسبب الأول في الصعود السريع للخلاف من الصغر إلى درجة الغليان، دون المرور بالتدرج الطبيعي الذي يفترض البحث عن حلول عبر الدبلوماسية، أي القوى الناعمة، بدلاً من التوجه السريع للقوى الصلبة كالحروب والعمليات الإرهابية».

كما انتقد النصف «ظاهرة القبول بثقافات سياسية مدمرة هي ولاءات ما فوق الأوطان (الانتماءات العابرة للحدود) أو انتماءات ما تحت الأوطان (الانتماء للطائفة أو العائلة أو القبيلة) على حسابات الانتماءات المشروعة للأوطان».

وأردف «لدينا إشكالية الدول الفاشلة التي بدلاً من إصلاح ذاتها لإسعاد شعوبها تقوم بإشغالهم بعمليات تأزيم متواصلة بالداخل والخارج»، مستغرباً من «الإيمان الحقيقي بوجود حلول بندول سريعة التأثير لحل مشاكل سرطانية شديدة الخطورة والتعقيد».

وذكر أن الإشكالية أو الظاهرة الأخرى تتمثل في استسهال المشاركة السالبة الكسولة أي المقاطعة، ثم الفوضى... إلخ على المشاركة الموجبة التي تحتاج إلى جهد وعمل.

ورأى أن هناك إشكالية تتمثل في «خلق تعريفات فريدة للانتصارات العسكرية تحول الهزائم المخجلة إلى انتصارات مجلجلة، إلى جانب ظاهرة عدم معرفة بديهية أنك لا تستطيع أن تخسر حرباً دون أن تدفع ثمن الخسارة، فلو انتصرت لحصدت الجوائز وبالتالي لو انتصر خصمك فسيحصد الجوائز قطعاً ولا ينفع القول بعد الهزيمة لنعد إلى ما كان عليه الحال قبل الحرب».

وختم وزير الإعلام والمواصلات الكويتي السابق حديثه عن الظواهر بتوضيح ظاهرة «عدم معرفة بديهية أن حصد جوائز التفاوض تتم عبر الموافقة الفورية على الاتفاقيات والتوقيع عليها في حينها، وأن العروض لا تبقى على طاولة المفاوضات إلى الأبد لدينا، نعتقد بحق أن يمكن لنا أن نعترض على أمر ما ولا نوقّع عليه، ثم نأتي بعد سنوات طوال لنطالب به ونلزم الطرف الآخر فيما أصبح في حل منه»، معتبراً أن «إشكاليتنا الأخيرة عند الاختلاف هي عدم التقيد بقواعد اللعبة السياسية الصحيحة، التي تجعلها لعبة جميلة كحال اللعبة الرياضية، مما يسعد بها متابعيها فيتم لدينا أحيانا التعدي على الحكم وإدخال الجمهور والانسحاب من المباراة واعتبار جميع تلك الممارسات الممنوعة أمورا مشروعة».

وفي سياق آخر من كلمته، استعرض الوزير الكويتي السابق معايير جائزة الإعلام السياسي الخليجي، مقترحاً أن «يكون منطلق ذلك الإعلام وطني لا فئوي وناصر للوطن لا للجماعة، وأن يعزز طرحه السلام الاجتماعي بالداخل وحسن العلاقة مع الخارج، إلى جانب أن يركز على ما يوحد لا ما يفرق».

ودعا إلى «الالتزام بالعقلانية والحكمة والواقعية في الطرح والبعد عن عمليات الدغدغة والتأجيج والتمريض، وأن على الإعلام الالتزام بالقواعد الأخلاقية للمهنة المعروفة دولياً، والتي تحث على التفريق بين الرأي والخبر والبحث عن الحقيقة كقيمة مطلقة، والبعد عن الشخصنة واستغلال الإعلام للمكاسب الذاتية».

العدد 4451 - الخميس 13 نوفمبر 2014م الموافق 20 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:00 ص

      أبو محمد

      1400 عام الي للوراء، هي أفضل أيام الإسلام، ايام الصحابة وا أهل البيت،، السبب انتم....... آخر زمن.
      انتم السبب و يجب أن تحاسب انضمتكم الفاسده.

    • زائر 2 | 1:18 ص

      انتم

      انتم يا....................الي دعمتوون الدواعش والان جئتم تصيحوون المشتكى لله وقاتل الله الحكم الجاهلي

    • زائر 1 | 9:59 م

      غريب الرياض

      اي دولة عثمانية او صفوية، قصدك بيرجعونا لزمن الاول و الثاني و الثالث، قتلوا كل معارض تحت مسمى حروب ال ر د ة

      ...

اقرأ ايضاً