العدد 4450 - الأربعاء 12 نوفمبر 2014م الموافق 19 محرم 1436هـ

فيديو العار... رضاعة الكراهية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من يتابع الشأن البحريني من السهل عليه الحصول بسهولةٍ على أدلة وافرة تثبت وجود سياسات التمييز والإقصاء ونشر الكراهية.

لقد أصبح التمييز أمراً مفروغاً منه، سواءً بالنسبة لأنصار المعارضة أو الموالاة، بعدما أصبح ممارسةً يوميةً يطبّقها طرفٌ بطريقة سادية، ويطالب الطرف الآخر بالصمت والصبر عليها. فإذا تكلّم واحتج واعترض، وطالب بتغيير هذا الواقع الشاذ والمنحرف، اتهم مرةً بالخيانة الوطنية، ومرةً بالعمالة الأجنبية، وسُلّط عليه الأشرار من كتبة مرتشين، وخطباء بذيئين، ديدنهم الشتم والسبّ وبضاعتهم التحريض ونشر الكراهية.

الصحافيون الأجانب حين يزورون البحرين، يحتاجون إلى يومين فقط لمعرفة حقائق الوضع السياسي بالكامل، فيزورون يوماً العاصمة وبعض ضواحيها الراقية حيث الفنادق والمنتجعات ومشاريع الترفيه، وفي اليوم التالي يزورون المناطق ذات الأغلبية الشعبية، التي تتعرض لسياسة الإهمال المتعمد والإذلال والحرمان من تنفيذ أية مشاريع جديدة، تنموية أو إسكانية منذ سنوات، وليشاهدوا بأعينهم البنية التحتية المتهتكة.

الإعلاميون الأجانب الذين زاروا البحرين في السنوات الأخيرة وخرجوا بقصص خبرية وأفلام وثائقية، لم يكونوا يحتاجون إلى الكثير من العناء لإكمال رواياتهم استناداً للمشاهدة والعيان. فالبلد صغيرٌ جداً، لا يزيد كله على ضاحيةٍ من ضواحي أية عاصمة أوروبية، أو بلدة أقل من متوسطة الحجم في مصر أو الجزائر أو اليمن. ومع ذلك يعاني من كل هذا التمييز والتشطير والصراع السياسي، الذي حاول البعض تحريفه إلى نزاع طائفي. وهو ما نتجت عنه معاناة إنسانية كبيرة، وملفات حقوقية معقدة، تتمثل في هذه الأعداد الكبيرة من الضحايا (180)، والسجناء (3000)، والمفصولين عن العمل (6000). هؤلاء المفصولون كانوا حصيلة ثلاثة أشهر فقط من عمل لجان تحقيق مكارثية شُكّلت دون سند قانوني، ووفق معايير غير دستورية، ولعبت فيها الأهواء السياسية والمصالح الشخصية والفئوية للإضرار بطائفة كبرى أصيلة في البلاد.

التمييز لم يتوقف خلال الأعوام التالية، والاعتقالات وأحكام السجن المغلّظة زادت وتيرتها، حتى بات لدينا مئات من المحكومين بمددٍ طويلةٍ بين 15 و25 عاماً.

المنظمات الحقوقية الدولية استمرت في رصد الانتهاكات وتوثيقها في تقاريرها السنوية وإصدار بيانات الإدانة الدورية، وتذكير السلطة بضرورة الالتزام بالمعايير الدولية لاحترام حقوق الإنسان. وبدل أن تعمل السلطة بصدقٍ على وقف هذه الانتهاكات ومعالجة آثار ما وقع منها، أخذت تهرب إلى الأمام، عن طريق تشكيل لجان داخل لجان، وهيئات داخل هيئات، للتغطية على ما يجري، مفترضةً أن المنظمات الحقوقية الدولية معادية لها، وتعمل لتنفيذ أجندة خارجية ومؤامرة عالمية سرية!

انتهاكات حقوق الإنسان ومظاهر التمييز الفاقعة رصدها بسيوني في تقريره الشهير، كما كانت سبباً في إصدار 167 توصية من مجلس حقوق الإنسان في جنيف قبل عامين، في واقعة غير مسبوقة دولياً.

دلائل التمييز والانتهاكات كما قلنا وفيرة كالفطر، وكثيرٌ منها وثّقه الناشطون خلال العامين الماضيين، وهو ما واجهته السلطة بملاحقة المصوّرين والمدوّنين، وتقديم الكثيرين منهم للمحكمة، وبعضهم قتل في ظروف غامضة. وكان أن انتشرت مقاطع فيديو تسجل الكثير من الحوادث والتجاوزات، وأشهرها حوادث الاعتداء على محلات جواد وتكسيرها وسرقة محتوياتها، دون أن يُلاحق أحدٌ من مرتكبيها رغم وجود أفلام فيديو تظهر وجوه الجناة.

آخر هذه الفيديوهات انتشر الاثنين الماضي، وأظهر أحد رجال الأمن وهو يعتدي بالضرب والتعذيب على مواطن بحريني مغطّى الوجه، في سيارةٍ لوزارة الداخلية بمعية عدد من رفاقه، ويتلفظ ببذاءات يعفّ عنها أي رجل شهم صاحب مروءة.

الفيديو الأخير هو الأسوأ على الإطلاق... حيث سيبقى وصمة عار على فاعليه والساكتين عنهم والمدافعين عن جريمتهم، حتى تقوم «الداخلية» بتطبيق القانون على الجناة، دون لجلجة أو محاباة أو تمييز.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4450 - الأربعاء 12 نوفمبر 2014م الموافق 19 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 10:26 ص

      حمله

      بجب عمل حمله بحث وتحري عن هولائ الجلادين الذين ارتكبوا هذه االمجازر وكشفهم و التشهير بهم و رفع دعوات لدي المحاكم و اامنظمات الدوليهه وجعلهم لايتهنون طول حياتهم

    • زائر 30 | 2:20 ص

      فيديو العار... رضاعة الكراهية التتميز الاقصاء السجن التعذيب والتعدي الهجوم على بيوت الناس جلب الغرباء وتوطينهم

      استهداف واضح ضد المواطنيين الشيعة الذين يمثلون الاكثرية

    • زائر 29 | 2:07 ص

      أنا أحترم الأجانب

      الأجانب سواء كانوا مسيحيين أو بوذيين أو أي ديانة أخرى أحترمهم كل الاحترام وأقدرهم كل التقدير لأنهم ذوق وأدب أما من نحن مجبرين أن نعيش معهم في بلد وأحد فالبعد عنهم غنيمة لا أحاول التعامل معهم وأتحاشهم بقدر الإمكان لأني أعرف ما في قلوبهم من حقد وكراهية والحمد لله أننا نتحلى بأخلاق نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

    • زائر 28 | 2:04 ص

      المطلوب

      ما هو المطلوب من الدوله لمحاربه الإرهاب و المخربين الذين يروعون الآمنين ؟؟
      ماذا تتوقعون من الدوله ان تفعل لمواجه الإرهابيين ؟
      ان تأخذهم بالأحضان مثلا ؟؟
      مذا فعلت بريطانيا عندما حاول مجموعه من الناس زعزعه استقرارها ؟ الم ترم بحقوق الانسان جانبا و قمعت حركتهم ؟؟
      امن البلد و سياده الدوله اولا و من لا يعجبه فليذهب للاحتجاج في ايران و هناك سيجد المعامله اللائقة

    • زائر 34 زائر 28 | 2:54 ص

      المطلوب يا زائر 28

      على الأقل يا أخي.. كنت راقبت ربك وأنت تكتب فهذا مسجل عليك في دفتر أعمالك.. نسيت من الذي بدأ بالقتل؟ تقول ارهابيين..هل يهجم علينا.................... بسلاح وعتاد وينتهك حرماتنا وتريد أن نصمت؟ شنهو الإطار المحترق مقابل قتل مواطنين في السجن وهم في أمانة الدولة؟؟تقول بريطانيا: نعم بريطانيا تعاملت بقوة مثلها مثل ما تعاملت بعدالة مع جميع مواطنيها من دون تمييز وطائفية واستهداف.. هي لم تقمع فئة دون أخرى..أمن وسيادة البلد هو أعلى هدف في وثيقة المنامة للمعارضة لكن الحكومة تريد القمع وتريدنا نسكت.

    • زائر 35 زائر 28 | 3:25 ص

      عجبي منك

      لنفرض انه مخرب .. هل هذا التصرف صحيح .. ياترى هل تمثلك أخلاق الضابط .. حسافه عليكم والله

    • زائر 26 | 1:59 ص

      طائفية وفوقها عنصرية

      هذا نتاج ثقافة العنصرية التي أدخلوا البلاد فيها. لم يكفهم التحريض الطائفي وتشطير املجتمع حتى تحولت إلى ثقافة عنصرية بغيضة. انهم يدمرون البلد.

    • زائر 25 | 1:44 ص

      لا لثقافة العنصرية

      للاسف الكثير من الطائفة الاخرى لا يعتبرون تسميتنا كجملة اولاد المتعة اسائة لنا و حتى اني يوما كنت اتناقش مع احد اصدقائي و اشتكي له بأن هذا الكلام غير لائق ولكن للاسف جوابة كان بأننا يجب علينا تقبل هذا الكلام لأننا نعتبر المتعة حلال و انا بدوري اخبرتة هل ترضى اقولك مثلا ابو خشم ولا تزعل و الحقيقة ان فعلا خشمة كبير ... المشكلة ان بعضهم متربي على الغرور لأن مفهمينة بأننا دخلاء و هم الاصليين

    • زائر 23 | 1:34 ص

      أرجو من السيد و الساده القراء الإلتفات لجزئيه مهمه

      وزارة الداخليه أسرعت أو تسرعت حين قالت ان حادثة الفيديو ترجع لسنة 2011. فبدل أن تلملم عار الفضيحه وصمت نفسها بها. وزارة الداخلية تقول ان التعذيب غير ممنهج و الفيديو يؤكد وكلام الداخليه ايضا لأنه لو لم يكن سياسه ممنهجه وعمل يومي معتاد من أشاوس الداخليه ولو كان عمل فردي لإعترف بقية رفاق الشخص الرئيسي لكنهم غضوا الطرف منذ 3 سنين لأن الأمر عادي و عادي جدا في بلدة القانون فحتى لو لم يرتضي بعض المنتسبون كما في الفيديو فإن السياسه العامه لهذه الوزارة تملي على الكل تغطية هذه الأمور بحرفيه تامه

    • زائر 21 | 12:39 ص

      لو كنا حيوانات لتجذّرت الكراهية في نفوسنا فكيف ونحن بشر؟

      عندما تحسن للحيوان يعرف ذلك الاحسان وعندما تقوم بتعذيب حيوان فإنه يكنّ ذلك ولو بعد حين اذا حصل فرصة ينتقم : فماذا تتوقعون من بشر يحصل لهم ما يحصل ؟ يا عالم انهم يجرّوننا جرا وقسرا للكراهية

    • زائر 20 | 12:37 ص

      ما رضعنا الكراهية واخلصنا بعد هذه الجرائم

      يعني شنو تتوقعون منا بعد ان رأينا هذه الجثث المبضّعة والمهشمة؟ نستقبلهم بالحضن ؟ لا والله من يتوقع غير الكراهية فهو واهم

    • زائر 19 | 12:28 ص

      الصبر

      الى متى نصبح قرابين للاخرين لكي يعوا و يفهموا الدين و الحياة نفجر و نذبخ من قبل الجبناء في العراق و سوريا و لبنان و البحرين و الاحساء و باكستان و افغانستان و نيجيريا وووو وننحن نصير وحده وحده اسلاميه يحالفون النصارى و الصهاينه و يعادوننا بارث تاريخي وهو حب على و ابنائه فسؤالنا الى مراجعنا الاجلاء الى متى و نصبر و فتاويهم تهدر دمنا نحن نعرف ان مصيرنا الجنه لكن الموت بيد جبان يفجر نفسه او يطلق على عزل ويهرب هو عار بنظري المتواضع

    • زائر 18 | 12:27 ص

      صدقت يا سيد و لكن

      لا تعوّل على مخلوق اصلا بالفطرة خلقة الله ضعيفا فكيف من تعنت و تيقن بأن لا عزة الا له من بين الخلق و خلا من الايمان بأن الله عزيز ذو انتقام؟
      لو درسوا التاريخ و قرأوا بطون الكتب و فهموا ما يقرؤون لهابوا عظمة الله و مكره. و لكن جهل العقول ملأ البطون حراما و حرم القلوب من الرحمة و عليه عذاب الله آت و لو بعد حين. الجبار العظيم الله يمهل و لا يهمل.

    • زائر 17 | 12:22 ص

      لى متى يا سيد

      يتهموننا بالشرك وكتبهم تجسد الله تعالى كما البشر يقولون نحن نسب ام المؤمنيين و هم ينسبون لها الاحاديث الممقوته كرضاعه الكبير ويترحمون على قاتلها معاويه يقولون لنا اولاد متعه و فتاوى جهاد النكاح لم تبرد بعد مع ان المتعه زواج حلال في عهد رسول الله وحرم في عهد الخليفه الثاني فهل هم يتبعون الرسول ام غيره ام نزل عليهم دين غير دينه يتهموننا بالتقيه وهم الذين راينا وجهم الاخر وتسببهم في فصل زملائهم حيث كانو حكوميين اكثر من الحكومه فالى متى نصبر باسم الاخوه و الدين

    • زائر 27 زائر 17 | 2:00 ص

      أهم شي جهاد النكاح

      نعم أهم شي جهاد النكاح وهو دعارة باسم الزواج والجهاد

    • زائر 16 | 12:11 ص

      اي فيديو تتكلم عنه؟

      فيديو الصفعة لو فيديو جرجرة الشاب والبصق عليه في مقبرة بني جمرة لو فيديو تعرية الشاب وتصويره لو أي فيديو تتكلم عنه؟ ترى الجرائم كثيرة وموثقّة والعالم لا يريد ان يسمع او يرى

    • زائر 15 | 11:45 م

      هي سياسة ابادة وليست تمييز يا سيد

      لو فتح الباب على مصراعيه لتحقيق دولي مستقل لاتضح انها عمليات ابادة وليست تمييز فقط

    • زائر 14 | 11:37 م

      غريب الرياض

      السلطة تتعمد تهميش الشيعة حتى تكون لنا ردة فعل ضد الطرف الاخر و محاولة تدميره.
      المشكلة ان الآخرين جبناء و هم اهل التقية الأصليين، و دائما ساكتين و يقبلون بالذل

    • زائر 11 | 11:17 م

      كثيرة هي الشواهد !!

      كثيرة هي الشواهد التي وثقت وطالت فئة كبيرة من المجتمع البحريني ورغم ذلك تجد البعض يكذب الواقع المر وينفي وقوع كل تللك الانتهاكات ولا اعلم حقيقة هل هو بغض لتلك الفئة المضطهدة ام ثقة عمياء بأمانة ونزاهة تلك المؤسسات ..

    • زائر 10 | 10:55 م

      يمكن متعود على مثل هذا الكلام

      فعلا يمكن متعود يقول هذا الكلام في جلساته مع ممن هم على شاكلته وعنده الكلام البذيئ عادي ومن شب على شيئ شاب عليه ولكن الغريب محد من الجماعة الي خبرك انتقد أو أدان هذا الفعل الظاهر الجماعة ينطبق عليهم مقولة السكوت علامة الرضا وآلممهم أن هذا الوغد عرف الناس من أي فصيلة وأي نوعية والإنسان لو باقي في عمره يوم واحد لازم الله سبحانه وتعالى يفضحه ومثل ما يقال لك يوم يا ظالم

    • زائر 9 | 10:53 م

      الم يكن نبيل رجب محقا

      لم يأتي نبيل رجب بافتراء انما بنى على معطيات ترفض المعنية الاقرار بها نع علمها بهه و تحاسب مت يتفوه به

    • زائر 8 | 10:35 م

      لا تخاف

      بعد اسبوع بتتوصل الداخلية الى الاقتناع بأنه تصرف شخصي و تنتهي القضية

    • زائر 7 | 10:30 م

      حقاً هو فديو العار وأي عار

      ليتفرج العالم على هذا الفيديو القذر بمقدار قذارة المعني فيه ليروا الأدب والأخلاق والذوق والتربية الحسنة فيمن يدعي أنه رجل أمن ورب ضارة نافعة لقد انكشف المستور ووضحت الدناءة والوضاعة في هذا الدنيئ وضوحاً جليا وليحاول أن يغطي عاره الذي يدل على التربية الوضيعة التي نشأ عليها والاهم أن الجميع عرفه وأصبح وصمة عار سوداء على نفسه ومقر عمله وبلده وعائلته وكل ذلك بتدبير من رب العالمين الذي يمهل ولا يهمل

    • زائر 6 | 10:10 م

      من كثر الانتهاكات والجرائم المرتكبة صار صعب حل المشكلة والنظام مستمر في تأزيم الوضع اكثر واكثر

      ان الجرائم المرتكبة ضد هذا الشعب المسالم المطالب بحقوقه جعلت الازمة تطول وتصعب حلها

    • زائر 5 | 10:08 م

      جثث خرجت

      جثث خرجت من تحت أيدي جلادين واحد رميت جثته على صخور جزر أمواج وآخر على أحد أرصفة السلمانية جثث إمنتفة من أناس أشبه بالوحوش لكون القانون لايطالهم كما قال كبيرهم.

    • زائر 2 | 9:39 م

      بالنشمششششش

      (حتى تقوم الداخلية بتطبيق القانون ) ويش قاعد تقول سيد ؟؟ اي قانون اي تطبيق اللي تتكلم عنه ؟ ما سمعت عفر الكلمة الشهيرة التي قيلت في بيت الضابط الفلاني : ان القانون لا يطبق على الكل ؟؟ ثم ذكرني ان قانوتا طبق على الفئة النرضي عنها !!

    • زائر 1 | 9:35 م

      قانون التقاااعد

      قانون تامين التعطل
      قانون التقاااعد والتعطططططل
      تكلم عن لي اقروووه وجابو لينا الحومه ولحين الناس تصفق ليهم

اقرأ ايضاً