رغم التحديات وبالقفز على جملة تفاصيل وحيثيات، يمكن القول إن المرأة البحرينية تمكنت من رسم خط بياني تصاعدي في الشق المتعلق بحجم تمثيلها تحت قبة البرلمان.
دون أن يثنيها عن ذلك، الفشل الذريع الذي تعرضت له في انتخابات 2002، بخروجها صفر اليدين، حيث تمكنت في التجربتين اللاحقتين من اختراق أبواب السلطة التشريعية، بمقعد يتيم جاءها على طبق من ذهب عبر تزكية المرشحة لطيفة القعود لتصل إلى برلمان 2006، ثم 4 مقاعد في برلمان 2010، 3 منها عبر تكميلية 2011.
إزاء ذلك، تقف المرأة البحرينية أمام تحدٍّ لا يبدو يسيراً، فهل تتمكن من الحفاظ على تصاعد وثبات حضورها النيابي، أم تمنى بانتكاسة تاريخية؟
وسيتعين على المرشحات للمجلس النيابي المقبل والبالغ عددهن نحو 22 مرشحة، إعداد العدة لمواجهة ساخنة، في ظل هيمنة ذكورية على المشهد العام للمرشحين عبر محافظاته الأربع.
تعليقاً على ذلك، أبدت المرشحة النيابية في الخامسة بالمحافظة الجنوبية فوزية زينل التي تتأهب لخوض معركة شرسة جنباً إلى جنب 5 مرشحين رجال، ثقتها في قدرة المرأة البحرينية على الحفاظ على ما تحقق، «لا بل الاستمرار في تصاعد ذلك باتجاه تحقيق المزيد، بما يسهم في ترجمة النضج الذي بلغته التجربة الديمقراطية في البحرين»، على حد وصفها.
وأشارت إلى أن المرأة تعتبر جزءاً أساسياً في المجتمع، والتمثيل الطبيعي لأي برلمان هو في تمثيله لكل الفئات، مضيفةً «عطفاً على ذلك وعلى الأهلية التي بلغتها المرأة البحرينية، فإنني واثقة تماماً من مناعتها ضد أي انتكاسة».
وتوقعت أن يكون برلمان 2014 ممثلاً للمجتمع بصورة أكثر واقعية، وأن تصل المرأة لمستوى متقدم في أدائها للدور السياسي المنوط بها دون أي فرق بينها وبين الرجل، على أن يبقى معيار أوحد وهو معيار الكفاءة والقدرة على تحمل هذه المسئولية.
وعبرت زينل عن أملها في أن يعكس العدد المتزايد للمرشحات، مقدار ما تحصلت عليه من خبرة طيلة السنوات الاثنتي عشرة الماضية في مجال سن القوانين والتشريعات التي تحفظ للمواطن حقوقه وكرامته، منوهةً في هذا الصدد بالأسلحة التي تمتلكها المرأة والتي ستسعفها في معركتها الانتخابية.
وبينت أن المرأة تتكأ في ذلك على إيمانها ومعرفتها بأهمية إحقاق الحق وبضرورة تحقق المواطنة العادلة بعيداً عن أي تمييز لأي مواطن بسبب دينه أو طائفته أو عرقه، كما أن معايشة المرأة للكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية سيسهل عليها المهمة في الدفع بكل ذلك تحت قبة البرلمان.
وعن حظوظها في ذلك، قالت إن ثقتها عالية وترتكز بدرجة كبيرة على وعي الناخبين، وخياراتهم التي تتجاوز النظرة الدونية للمرأة وتبحث عن من يمثلها خير تمثيل.
بدورها، استخدمت المرشحة النيابية في الدائرة السابعة بمحافظة العاصمة زينب عبدالأمير، لغة التفاؤل للتعبير عن حظوظ المرأة بشكل عام، وحظوظها بشكل خاص، قبل أن تستدرك لتبين أن خطوات المرأة في هذا الشأن لاتزال متواضعة، وأوضحت ذلك بتأكيدها على أن ما تحقق في 2006 و2010 إنما جاء في ظل ظروف استثنائية، أما الوضع العام فإن حظوظ المرأة نيابياً تعاني من عدم استقرار.
وأوضحت ذلك بالقول: «انسحاب المعارضة في 2010 كان السبب في وصول 3 نساء لقبة البرلمان، ولولا ذلك لما تمكن من ذلك، والأمر ذاته يطال المستقلين والوجوه الشابة»، وأردفت «هذه هي الحقيقة، فشارع المعارضة لا يتقبل المستقلين ويمنح صوته لمرشح الجمعية دون أي اعتبار لمعيار الكفاءة».
إزاء ذلك، عبرت عبدالأمير عن اعتقادها بأن يفسح نأي المعارضة بنفسها عن المشاركة في الانتخابات، لإفساح المجال لكل هؤلاء للحصول على فرصة الوصول للبرلمان.
ووجهت نقدها للوعي العام تجاه دور المرأة ومسألة دعمها، واستثنت من ذلك اتجاهات محددة، بما في ذلك الدائرة التي تخوض عبرها سباق الترشح وسط منافسة 7 مرشحين لها، معولة في هذا الصدد على ما أسمته «تفهم ناخبي الدائرة لدور المرأة وقدرتها على تمثيلهم وحمل قضاياهم».
العدد 4450 - الأربعاء 12 نوفمبر 2014م الموافق 19 محرم 1436هـ