أصدر رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمس الأربعاء (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) أوامر ديوانية بإعفاء 36 من القادة العراقيين في القوات المسلحة بوزارة الدفاع.
وذكر بيان لمكتب العبادي أمس (الأربعاء): «تم إصدار أوامر ديوانية تقضي بإعفاء 26 من القادة العراقيين، وإحالة 10 قادة آخرين إلى التقاعد، وتعيين 18 قائداً جديداً في مناصب جديدة بوزارة الدفاع العراقية».
وأكد البيان أن هذه القرارات تأتي «ضمن التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على أسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف أشكاله».
وأدى الهجوم الكاسح لتنظيم داعش في يونيو/ حزيران إلى انهيار العديد من قطعات الجيش ولاسيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة (بينها مدافع ومدرعات)، وقعت بأيدي مقاتلي التنظيم المتطرف.
الرياض، بغداد - د ب أ، أ ف ب
عزل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الأربعاء (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) 36 قائداً عسكرياً لأسباب مرتبطة بـ «مكافحة الفساد»، في أكبر عملية تطهير للمؤسسة العسكرية منذ تراجعها في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه، إن «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أصدر أوامر بإعفاء 26 قائداً من مناصبهم وإحالة 10 قادة إلى التقاعد».
ولم يحدد البيان مراكز هؤلاء أو رتبهم، أو ما إذا كانوا مسئولين عن وحدات مقاتلة أو يشغلون مناصب إدارية.وعين العبادي «18 قائداً في مناصب جديدة بوزارة الدفاع».
وأكد البيان أن هذه القرارات تأتي «ضمن التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على أسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف أشكاله». وأدى الهجوم الكاسح لتنظيم «الدولة الإسلامية» في يونيو/حزيران إلى انهيار العديد من قطعات الجيش لا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة (بينها مدافع ومدرعات)، وقعت بأيدي مقاتلي التنظيم المتطرف. وأتى إعلان قرار العبادي بعد تأكيده أمام وفد من القادة العسكريين الأربعاء «أن القيادة العسكرية يجب أن تتمتع بالكفاءة والنزاهة والشجاعة حتى يقاتل الجندي بشكل صحيح (...) كما أن التقييم في بناء القوات المسلحة يجب أن يكون قائما على هذه الأسس الجوهرية»، بحسب بيان ثانٍ لمكتبه.
وأضاف «يجب علينا إعادة الثقة بقواتنا المسلحة عبر اتخاذ إجراءات حقيقية ومحاربة الفساد على صعيد الفرد والمؤسسة».
وكان رئيس الوزراء الذي تولى منصبه في أغسطس/آب، أكد في بيان الإثنين أنه «ماضٍ بإجراءاته الإصلاحية لمكافحة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة»، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة «باتت تشكل خطراً كبيراً على البلد وثرواته ولا تقل خطورة على الإرهاب الذي نسعى للقضاء عليه».
وتأتي خطوة العبادي لتضاف إلى سلسلة إجراءات اتخذها على مستوى الجيش منذ توليه منصبه في أغسطس/آي، شملت عزل ثلاثة من كبار الضباط أبرزهم قائد القوات البرية ونائب رئيس أركان الجيش، وحل «مكتب القائد العام للقوات المسلحة».
وكان المكتب قائماً في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ويرتبط مباشرة به. وكان خصوم المالكي الذي تولى الحكم بين العامين 2006 و2014، ينتقدون بشدة هذا المكتب الذي حصرت به السلطات الأمنية.
ويرى خبراء أن القوات العراقية تعاني في مجال التدريب والتجهيز ما يحد من قدرتها على استعادة السيطرة على مناطق «الدولة الإسلامية»، ومنها مدن كبرى أبرزها الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية.
من جهة أخرى، أعرب الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الذي يزور السعودية حالياً عن «رغبة بلاده في تمتين العلاقات مع دول الجوار». وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم، استقبل في مقر إقامته بالرياض اليوم، عدداً من سفراء الدول العربية المعتمدين لدى المملكة. وأضافت الوكالة أن الرئيس العراقي بحث خلال اللقاء مع السفراء العرب، «سبل تعزيز العلاقات بين العراق والدول العربية»، مبدياً رغبة بلاده في تمتين العلاقات مع دول الجوار والتقدم بها لما يخدم المصالح وأوضحت «واس» أن الرئيس معصوم «تطرق إلى لقائه بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال استقباله له مساء أمس الأول، وما تم التباحث فيه حول التطورات والأحداث على الساحة الإقليمية، والمستجدات الدولية، إلى جانب آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها».
وبحث العاهل السعودي الملك عبدالله من عبد العزيز والرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال لقائهما مساء الثلثاء، «تطبيع العلاقات» بين البلدين بعد سنوات من التوتر، بحسب ما أفاد وزير عراقي شارك في اللقاء وكالة فرانس برس الأربعاء.
وكان الملك عبدالله استقبل معصوم الثلثاء في الرياض، في زيارة هي الأولى لمسئول عراقي على هذا المستوى منذ سنوات، إثر التوتر الذي شاب علاقات البلدين خلال عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.
وقال زيباري لـ «فرانس برس»: «إن المحور الأساسي هو بحث ملف تطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين». وتوترت علاقات الرياض وبغداد لسنوات خلال عهد المالكي (2006-2014) الذي اتهمته السعودية باعتماد سياسات إقصائية همشت السنة، بينما اتهمها هو بدعم «الإرهاب» في بلاده، وخصوصاً إثر سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأشار زيباري إلى أن البحث تطرق كذلك إلى «التعاون في مكافحة الإرهاب والعلاقات الاقتصادية والتجارية والأمنية في مجال تبادل المعلومات عن الشبكات الإرهابية والجريمة المنظمة». أمنياً، قتل 17 شخصاً على الأقل أمس في هجمات متفرقة في بغداد ومحيطها، بينها تفجير سيارة مفخخة أعقبه هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مقراً للشرطة في العاصمة، بحسب مصادر أمنية وطبية.
العدد 4450 - الأربعاء 12 نوفمبر 2014م الموافق 19 محرم 1436هـ