تنذر حادثة الأحساء البشعة في قرية «الدالوة» بخطر انزلاق المنطقة الخليجية وبلدانها الست نحو التطرف وتنامي حمامات الدم المنبثقة من فكر ينمي بذرة الشر، ومماثل لتنظيم داعش. تلك البذرة التي تضرب بها مجتمعات المنطقة في خاصرتها، مسببة بذلك الانقسام والعمل بممارسات الإقصاء التي تنتهي بقتل الطرف الآخر وإلغاء التسامح كليا عن المجتمع.
وما حدث في هذه القرية السعودية، يعكس ترسبات هذه الأفكار الداعشية منذ زمن طويل، وهي ليست وليدة اليوم، ولكنها دون شك أنعشت هذه الجريمة مثل هذه الخطابات المتطرفة التي ترى في حمام الدم طريقا لقمع الطرف المختلف بسبب فكر أو معتقد. لذا فإنه ليس من المستغرب أن نعيش زمنا يحيط بالأشرار، وزمنا يتكلم بلغة تثري ذاكرة العربي المتطرف، وتغذيه على مدى سنوات ومراحل طويلة حتى يخرج كائنا غريبا، يزهق أرواح الآخرين بلذة عالية، ويحتقر معتقدها اعتمادا على تكفير الجميع، ومسيطرا على منابع النفط ومصادر الحياة كما هو الحال في مناطق بسورية والعراق.
إن المستقبل في بلدان الخليج الست مشغول في القضايا التي لا تطور النظام السياسي وخاصة ان المجتمعات بدأت تنقسم تبعا لمخرجات التعليم ونوعية الوعي الذي تتربى وتخرج منه. في الوقت الذي دخلت هذه البلدان في تحالف دولي لمحاربة التطرف الداعشي الذي كان في يوم اداة لتقسيم المجتمعات وتخديرها باسم الدين من اجل وقف المطالب الحقوقية للمواطن ومشاركته في صنع القرار.
محنة الشعوب في هذه المنطقة تدور في إطار التمييز المستمر والخوف من التغيير السياسي الذي يحقق مفهوم الدولة المدنية. وهو أمر مطبق في الغرب المتقدم الذي يعي تماما أهمية ذلك إلا انه يغض البصر في تحقيقه من اجل حماية مصالحه النفطية مع بلدان المنطقة. وهو ما يدفع إلى القول ان دول الخليج بحاجة لأن تنفتح مع شعوبها سياسيا وتتصالح مع الشعوب التي تعيش تحت وطأة التمييز. وهو أمر ليس من الصعب تحقيقه وإنكار تلك الأمور لن يجعل أوضاع هذه البلدان في منأى من غضب الشارع.
لقد كتب الكثيرون عن التجربة الايرلندية في المصالحة الوطنية وفي التغيير وفيما كان بالإمكان تطبيقها في بلدان الشرق الأوسط، وذلك لتشابه بعض القضايا. والواقع هو أن المصالحة بين أفراد المجتمع الواحد تعد واحدة من أصعب الأمور التي تتطلب من جميع الأطراف العمل على تنفيذها وهذا لا يتم إلا من خلال إرادة سياسية واجتماعية تعي مخاطر الاستمرار في الاحتقانات، وتقرر المضي في طريق التسوية والمصالحة التي تتطلب شجاعة من نوع مختلف.
إن قتل عناصر من الطائفة الشيعية الكريمة في الأحساء يعكس نوعا من التنازع الطائفي، ويعول على إحداث توتر داخلي ربما يقود إلى تدمير أواصر الأخوة والمواطنة والتعايش بين أبناء الوطن الواحد. ومن قام بهذا الفعل فهو نتاج بيئة لم تأخذ على محمل الجد أبعاد التجييش الطائفي منذ أكثر من ثلاثة عقود. كما لم تأخذ على أيدي من أسهم في إثارة مشاعر طائفية والشحن فيها، حتى صنعت جبالاً من الكراهية، وقراءات مشوهة للطرف الآخر.
وفي البحرين فإن العناوين الطائفية تفاقمت بعد مرحلة الربيع العربي في مطلع العام 2011، وهي لم تكن ماثلة بتلك الصورة كما هي في وقتنا الحالي، ونحن نوشك للأسف على الدخول في العام الرابع مع هذه المشاعر المنحازة لذاتها الطائفية ودون حل حقيقي يغلق صفحة الكراهية وحالة إنكار الواقع.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4449 - الثلثاء 11 نوفمبر 2014م الموافق 18 محرم 1436هـ
المنابر
يجب ع السلطة غلق أبواب الفتنة تغذيها فكرياً المنابر الموجودة ف المساجد ومعاقبة الخطيب الذي يزرع الفتنة والنعرات الطائفية من خلال المنبر.
محب الوطن. 0840
شكراً أخت ريم المحترمه تقع على الدولة مسؤلية كبيره جداً في غلق منابع الطائفية اما الغرف من البئر لايجدي في تجفيفه كما الحلول الترقيعية الجمعيات الدينية المذهبية هي أساس الاصطفاف الطائفي والثاني المنابر والإعلام المنفلت الممجد لمذهب والطعن في الآخر فهل حان الوقت لتغيير البوصلة 180 وجعل اصطفاف الماطنين على جمعيات وطنية مدنية لا غير
يجب على الجميع التصدي
يجب على الحميع التصدي لحالش و داعش فكلاهما منظمات ارهابية تتبع غير العرب
الكرراهيه
يقول الحسين ع لمادا تقاتلونني قال بقضن من لابيك
هذا واقع صنعته الأنظمة الخليجية
وهي مسؤوليتها هي بإنهائه وتدميره ويبدأ بالحواضن والمناهج المدرسية والمدارس الدينية وجمع المال وأقول هو خلل اعتمدته أنظمة بعينها لقطع الطريق لمشاركة شعبية والمشكلة بان هذا الفكر منتشر في العالم فمن يصدق وجوده في أوربا وأقول هي مشكلتهم