يوم أمس احتفلت عدة بلدان بمرور 96 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الأولى في الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر للشهر الحادي عشر في العام 1918، وتلك الحرب كانت قد بدأت لعدة أسباب من بينها صعود نجم ألمانيا في فترة ما قبل الحرب، ومنافستها لبريطانيا التي كانت تسيطر على العالم آنذاك. وبحسب المؤرخ روبرت فريمان، فإن بريطانيا في العام 1850 كانت تسيطر على ما يقرب من 60 في المئة من ثروات العالم بأسره، مقارنة مع حصة ألمانيا البالغة نحو 3 في المئة، ولكن قبيل اشتعال الحرب العالمية كانت حصة بريطانيا قد تقلصت إلى نحو 14 في المئة، بينما صعدت حصة ألمانيا إلى 21 في المئة.
تلك الحرب نتج عنها قتل 16 مليون شخص وانهيار أربع امبراطوريات كبرى (الألمانية والنمساوية والروسية والعثمانية)، وبعدها أصبحت أميركا الدولة الأولى في العالم (بدلاً من بريطانيا)، كما تأسست بسبب تلك الحرب منطقة «الشرق الأوسط» بعد اتفاق بريطانيا وفرنسا عبر اتفاقية «سايكس - بيكو» وعبر التفاهمات الأخرى بين القوى المنتصرة.
الآن، وفي مطلع القرن الحادي والعشرين، فإن ذلك النظام الذي انطلق بعد الحرب العالمية الأولى معرَّض لأكبر تهديد. فمن جانب هناك أزمة خطيرة بين أميركا وروسيا بسبب أوكرانيا، وهناك منافسة الصين لأميركا (وهي شبيهة لمنافسة ألمانيا لبريطانيا قبل مئة عام)، وهناك شرق أوسط مشتعل بسبب بروز تنظيمات إرهابية، مثل «داعش»، والتي تمثل خطراً وجودياً على مختلف القوى المتضاربة في مصالحها حالياً.
ويوم أمس كانت الأخبار تتحدث عن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للصين ولقائه المختصر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واجتماعه المطول مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، هذا في الوقت الذي كانت تجرى مفاوضات جادة بين أميركا وإيران في سلطنة عمان للخروج بحل (وربما صفقة تاريخية) مع حلحلة الملف النووي الإيراني.
قبل مئة عام كان التطور الصناعي قد دخل على خط الحروب والأزمات، وبسبب تطور الآلة الصناعية تم قتل 16 مليون إنسان بصورة بشعة لم يشهدها التاريخ، وحالياً دخل الفهم الديني المتطرف على الخط، وبسبب هذا الفهم فإن القتل والإرهاب الدموي أصبح مبرراً ومسنوداً بتفسيرات وممارسات لا تبقي ولا تذر. ورغم أن التاريخ ليس بالضرورة يعيد نفسه، فإنه مما لاشك فيه أننا نمُرُّ بمرحلة تاريخية حرجة قد تتقلّب فيها أمور كثيرة وتكون لها آثار جوهرية على المدى البعيد.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4449 - الثلثاء 11 نوفمبر 2014م الموافق 18 محرم 1436هـ
mwaleedm
يا أخي الدكتور الحرب العالمية لم تنتهي فقط هدنة في بعض الأوقات لكي ابتكار سلاح جديد و تنتقل إلى مكان آخر في العالم
صناح الخير
خلك من الحرب العالميه الأولى واكتب عن حالنا اليوم فعبر الدنيا للتاريخ وما مضى مضى وينساه اغلب الناس الآ قليل من الحكماء وهم يخاطبون انفسهم فقط ام باقى البشر فهم وراء عيشهم اليومى واشباع غرائزهم ويجب ان نعيش اليوم ونفكر في غدا افضل لاولادنا
وتبقى امريكا راس الفتنة
قضية الكيل بمكيالين وراءها امريكا الأحباب منتهكي حقوق الانسان تحميهم امريكا والمكروهين تفتك بهم امريكا هي راس الأفعى السام
في تصوري الشخصي
امريكا وروسيا والصين والغرب لديهم حدود في خصومتهم لا يتجاوزونها ودخولهم في حرب امر مستحيل وغير متوقع ابدا
فهذه الدول قد تعلمت من اخطائها السابقة وهم يعالجون فنحن في زمن الامم المتحدة ومعاهدات عالمية ومواثيق كبرى ابرمت كلها
بسبب ان لاتتكرر اخطاء الحروب العالمية السابقة
اطمئن يادكتور