يستيقظ اليوم (الأربعاء) أهالي منطقتي عالي وبوري على خبر اغلاق النفق، وملء قلوبهم الخوف من أن يزيد الإغلاق على الأربع ساعات كما صرحت بذلك وزارة الأشغال التي أكدت في خبرها أنه سيغلق لأغراض الصيانة منذ الساعة الواحدة حتى الخامسة صباحا. هذا التخوف ليس نتيجة غلق النفق في حد ذاته بل لأنه المنفذ المباشر الوحيد لأهالي المنطقة بعد إغلاق الشارع المؤدي لجري الشيخ منذ الأحداث المؤسفة التي عصفت بالبحرين في العام 2011 إلى يومنا هذا، والذي لو لم يكن مغلقا لقلت المعاناة ولما ارتفعت اصوات الشكوى إلى هذا المستوى.

أهالي المنطقتين خاضوا عدة تجارب حملت ذكرى سيئة لسبب إغلاق النفق وشارع جري الشيخ معا، فمشاوير الصباح سواء للعمل أو للمدارس وغير ذلك، إن كانت تستغرق 10 دقائق في الوضع الطبيعي فإنها بإغلاق النفق تستغرق ما لا يقل عن نصف ساعة لسبب اضطرارهم لقطع مسافات أكبر أو لتكدس السيارات عند المنافذ، لذلك يخشى دائما أهالي المنطقتين من أن يغلق النفق لأي سبب من الأسباب سواء كان للصيانة أو بسبب الحوادث أو مياه الأمطار كما جرت العادة في كل موسم. وإن حدث ذلك فإن عيونهم تنظر للنفق بينما قلوبهم نحو شارع جري الشيخ.

«الوسط» اتصلت بالنائب أحمد الساعاتي وسألته بالتحديد عن شارع جري الشيخ وعن محاولات فتحه فقال: «هذا الشارع من المفترض أن يفتح فلا يوجد ما يبرر إغلاقه لهذا اليوم علما بأنه أغلق لاحترازات أمنية نتيجة الأحداث المؤسفة التي ألمت بالبلد في العام 2011، إذ شهد هذا الشارع مناوشات وأحداثا مؤسفة، فأغلق تفاديا لأي تصادم قد يؤثر على السلم الأهلي». وواصل: «قبل مدة وبعد اجتماع بوزارة الداخلية والحديث معهم عن معانات المواطنين لسبب إغلاق هذا الشارع تقرر فتحه من جديد وفعلا تمت إزالة الحواجز وفتح الشارع لمدة يوم واحد فقط لكن للاسف صدرت من بعض الاشخاص حركات استفزازية وترديد شعارات تسقيطية للقاطنين بمنطقة جري الشيخ فنتج عن ذلك إعادة الحواجز».

وأضاف الساعاتي: «هذا الشارع حيوي وأعتقد ان فتحه بعد الانتخابات ممكن وخاصة ان الأوضاع هدأت عما كانت عليه والجهات المعنية متفهمة وإلا لما استطعنا فتحه سابقا. فمن الممكن على سبيل المثال فتحه ووضع نقطة تفتيش بشكل مبدئي حتى يتم التأكد من عدم تكرار أسباب غلقه ومن ثم فتحه بصورة كاملة. وهنا يأتي دور النائب القادم، إذ عليه أن يضع هذا الموضوع من أولوياته لأهميته بالنسبة للمواطنين».

يوسف البوري أحد المهتمين بهذا الموضوع وقد أجرى تحركات جديدة مع النائب الساعاتي في شهر أبريل/ نيسان الماضي بدأت بمخاطبة وزارة الاشغال وستستأنف لاحقا. وبهذا الخصوص قال البوري لـ «الوسط»: «هذا الموضوع جدا مهم وهو حديث لا ينقطع بالنسبة لأهالي منطقتي عالي وبوري. وقبل أن أبدأ التحرك نحو وزارة الأشغال قصدت وقت الذروة طابور السيارات الذي بدا وكأنه روتين يومي في بوري فكان ممتدا منذ بداية القرية حتى الدوار المؤدي لسوق واقف ومررت على السيارات أسأل سواقها عن وجهتهم فأحصيت منهم 130 سائقا كان 27 منهم قاصدا داخل القرية أو مستشفى الأمل فيها بينما الـ103 الباقون كانوا من العابرين نحو مقاصد خارج القرية وعند سؤالهم عن سبب اللجوء لهذا الشارع رغم الازدحام أجمع الكل على ان السبب يعود لكونه المنفذ الوحيد والأقرب بعد غلق شارع جري الشيخ ولو كان مفتوحا لما قصدوا هذا الشارع»، مؤكدا: «هذا يعني ان غلق هذا الشارع لا يضر فقط بأهالي منطقتي عالي وبوري بل جميع المناطق المحيطة. وحتى تكدس السيارات عند دوار الساعة بالرفاع لم يكون ليصل لهذا الحد لو أن هذا الشارع لم يغلق. أضف إلى ذلك أن غلق هذا الشارع قد عطل ثلاثة مشاريع مهمة بالنسبة للمنطقة وهي مدخل ومخرج من شارع الشيخ خليفة الى بوري، ومدخل من شارع ولي العهد الى بوري، وإزالة دوار بوري واستبداله بإشارات ضوئية. فهذه المشاريع معطلة لأن العمل عليها يحتاج الى اغلاق الشارع أو تضييق المسار ولأنه الشارع الوحيد فالأمر أصبح صعبا ولو كان شارع جري الشيخ مفتوحا لقل الازدحام ولتمكنت وزارة الأشغال من البدء بهذه المشاريع».

واختتم البوري حديثه قائلا: «بدأنا بالحديث مع وزارة الأشغال وسنستأنف لاحقا تحركاتنا وستكون نحو وزارة الداخلية وإدارة المرور وسنطرق جميع الأبواب الرسمية المعنية وعندما لا نجد حلا سنتجه لرفع الأمر للجهات العليا».

المترشحة النيابية رؤى الحايكي تسكن منطقة عالي وهي كمواطنة متأثرة من اغلاق هذا الشارع وأغلب من جلست معهم من أهالي الدائرة أوصوها بالتحرك على فتحه في حال فوزها في الانتخابات. إذ قالت: «أغلب من حدثتهم من الأهالي طلبوا مني في حال فوزي التحرك لفتح هذا الشارع وأنا وضعته من الأولويات لأنه يشكل أولية بالنسبة لأهالي الدائرة. وبعيدا عن كوني مترشحة فأنا كمواطنة أسكن هذه المنطقة عانيت كثيرا من غلقه. فذهابي للعمل أو لحضور فعاليات المجلس الأعلى للمرأة القريب منا كان سريعا وسهلا قبل اغلاق الشارع. الآن أضطر لقصد طرق مزدحمة كي أصل فيستغرق مني ذلك وقتا أطول مما كان عليه».