قليلة هي الروايات البكْر لكتّابها التي تنال حضوراً استثنائياً، وتحتلُّ مكانها ضمن أكثر الكتب مبيعاً لدى كبريات الصحف في بلادها؛ وخصوصاً إذا كانت البلاد تلك، الولايات المتحدة الأميركية التي تضمُّ فضاء عملاقاً يشترك فيه عشرات الآلاف من الكتّاب على اختلاف توجُّهاتهم والفنون التي يتعاطون معها.
الأميركي ماثيو توماس، في روايته التي احتفت بها الأوساط الأدبية في بلاده هذا العام "نحن لسنا أنفسنا"، وتهافتت عليها كبريات دور النشر العالمية؛ ومن بينها تلك التي في المملكة المتحدة؛ واحد من تلك الأسماء القليلة التي طلعت على العالم بما يشبه المفاجآت التي لا تنقطع في بلاد العم سام. روايته التي يرصد فيها حياة عائلة أيرلندية، هي أشبه بلعبة الهذيان الذي لا ينقطع في كثير من فصولها.
صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية اضاءت جانباً من الرواية، وتتبّعت "الوسط" عدداً من التصريحات التي أدلى بها إلى عدد من الصحف العالمية، وشهادات كتّاب تناولوا جانباً من فنيّات السرد لديه. هنا جانب مما ورد:
يمكن اكتشاف أنها رواية الانتقادات اللاذعة "نحن لسنا أنفسنا"، العمل الروائي الأول لماثيو توماس، التي جاءت في 700 صفحة، حطّت في المرتبة الثانية والثلاثين على قائمة أكثر الكتب مبيعاً على لائحة صحيفة "يو إس أيه توداى".
الرواية تتقصّى ابنة عائلة من الطبقة العاملة الأيرلندية في كوينز، بولاية نيويورك، وذلك على مدى 60 عاماً، تضع قارءها أمام استعراض للهذيان في جميع المواقف التي تتعرَّض لها العائلة، حاضرة في مساحات كبيرة من فصولها.
تتقصَّى الرواية ما يشبه السيرة؛ ولكنها لا تتورَّط إلا في التفاصيل الصاعقة، تلك التي تنهمر فيها الخيبات والمفاجآت والفرح، والطموح الذي يمكنه أن يصنع من اللاشيء، العظيم من الأشياء. الإحباط هناك ومحاولة السخرية منه والانتصار عليه.
الكاتب في "يو إس أيه توداى"، بوب مينزيشييمر، منح الرواية أربع نجوم، هو المقياس النهائي المعتمد لتقييم الأعمال الروائية في الصحيفة، واصفاً إياها بأنها "طموحة ومكتوبة بشكل جميل، تتناول قيمة الطموح والدفع باتجاهه، وما الذي يمكن أن يفعله في حياة أي منا، وما الذي يمكن ألاّ يفعله في الوقت نفسه. إنها تتعامل مع الحلم الأميركي الكلاسيكي في جميع تعقيداته الفوضوية... الكتابة لا تُلفت الانتباه إليها، ولكن ينبغي إيلاء مثل ذلك الاهتمام".
من ناحيتها، وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" بأنها "رواية مُخرِّبة منذ الوهلة الأولى"، و "صادقة ... قصة عائلية حميمة مع قدرتها على هزّك في صميمك".
إلى ذلك قالت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، إنها قصة "غير عاطفية، متعدّدة الطبقات، وفي استجلائها تذكّر بالعالم المفقود".
وقال المعلم السابق في إحدى المدارس الثانوية لصحيفة "الغارديان" ماثيو توماس: "إن كتابة الرواية أحدثت تغييراً عميقاً في نفسي". مضيفاً "كنت أشعر بأنني أبله عندما بدأت. أعتقد بأنني الآن أبله حكيم. بمعنى، إنني كذلك، ولكن لم أكن أعرف حقيقتي في ذلك الوقت. تعلَّمت كيف أكون إنساناً على مدار كتابة من هذا النوع".
الكاتب في صحيفة "الأوبزرفر"، هيرميون هوبي، نقل عن ماثيو توماس، يوم الأحد الموافق (17 أغسطس/آب 2014)، قوله: "الطموح قادني إلى الأمام. الحياة ليست مُنصفة، هنالك أشياء فظيعة تحدث للناس الأبرياء أحياناً، ولكن، بين الحين والآخر، يبدو العالم في طريقه للحصول على ذلك الحق. (أن يكون طموحاً ويتجاوز كل ذلك)".
توماس، هو من نوعيه البشر الذين يكتنزون بلطف غامر، وإنسان مثابر وعميق التفكير ومن الذين يتمنون لك ألاَّ تكون أقل من ذلك. يمكن أن نطلق على كتابه "نحن لسنا أنفسنا" بأنه كتاب صفقة المليون دولار؛ وكان ذلك هو المبلغ الذي تقاضاه عن الرواية في الولايات المتحدة، كما تقاضى مبلغاً آخر من ستة أرقام من حقوق نشره في بريطانيا. الجائزة التي فاز بها كانت بمثابة مكافأة له بعد أن أمضى عشر سنوات لإنجاز روايته الأولى التي بين أيدينا، تلك التي تحكي قصة حياة إيلين، المرأة الأيرلندية الأميركية التي ولدت في العام 1941؛ فضلاً عن حياة زوجها، إد، و الابن، كونيل. اسم "جوناثان فرانزن" تم استحضاره من قبل أولئك الذين سارعوا إلى الثناء على الكتاب. إنها حكاية ملحمية عن حياة عائلة كُتبت في معظم الأمم بما ضجّت بها من ظروف كانت بمثابة ملاحم.
يحكي توماس عن نفسه وعائلته قبل أن تحقق روايته النجاح الباهر بالقول: "أقيم وعائلتي في شقة هي عبارة عن غرفة نوم واحدة في منطقة كوينز. أربعتنا: أنا وزوجتي وطفلاي التوأم (ابن وابنة). الأطفال يشغَلون الغرفة، فيما تنام زوجتي على جانب من السرير مع الطفلين، لآخذ مكاني إلى طاولة المطبخ في وقت متأخر من الليل، أومىء بنظرة عابرة في وضع بائس محدودب الظهر، محاولاً العمل في ضوءٍ لصيق بالطاولة".
يشار إلى أن ماثيو توماس، يبلغ من العمر 38 عاماً، ترعرع في منطقة كوينز التابعة إلى مدينة نيويورك التي تشكّل إحدى المناطق الخمس فيها. أمضى عشرة أعوام في كتابة الرواية التي بين أيدينا.
بعد تخرُّجه من جامعة شيكاغو، تحصَّل بعدها على درجة الماجستير في جامعة جونز هوبكنز، وشهادة أخرى في جامعة كاليفورنيا في آيرفين، حيث نال جائزة المقال. يعيش حالياً مع زوجته وولديه التوأم في ولاية نيو جيرسي.
ترجمة الرواية
هل ترجمت الرواية إلى العربية?
نبذة عن القصة
يا ليت تعرضون لنا بعض من تفاصيل القصة